4752- رسولالله صلی الله علیه و آله: علیّ أشجع الناس قلباً.(1)
4753- اُسد الغابة عن سعد: لقد رأیته- یعنی علیّاً- یخطِر(2) بالسیف هام المشرکین، یقول:
سنحنح اللیل کأنّی جنّی(3)(4)
4754- الإمام علیّ علیهالسلام: کأنّی بقائلکم یقول: إذا کان هذا قوت ابن أبیطالب فقد قعد به الضعف عن قتال الأقران، ومنازلة الشجعان؛ ألا وإن الشجرة البرّیّة أصلب عوداً، والرواتع الخضرة أرقّ جلوداً، والنابِتاتِ العِذْیَةَ(5) أقوی وقوداً وأبطأ خموداً. وأنا من رسولالله کالضوء من الضوء والذراع من العضد.
والله، لو تظاهرت العرب علی قتالی لما ولّیت عنها، ولو أمکنت الفرصُ من
رقابها لسارعت إلیها، وسأجهَد فی أن اُطهّر الأرض من هذا الشخص المعکوس، والجسم المرکوس، حتی تخرج المَدَرَة(6) من بین حب الحصید.(7)
4755- عنه علیهالسلام: إنّی والله لو لقیتهم واحداً وهم طِلاع(8) الأرض کلّها ما بالیتُ، ولا استوحشت.(9)
4756- عنه علیهالسلام- حین بلغه خبر الناکثین ببیعته-: من العجب بَعثُهم إلیّ أن أبرزَ للطعان، وأن أصبرَ للجلاد! هبلتهم الهَبُول! لقد کنت وما اُهدَّد بالحرب، ولا اُرهَب بالضرب.(10)
4757- الإمام الصادق علیهالسلام: حدّثتنی امرأة منّا قالت: رأیت الأشعث بن قیس دخل علی علیّ علیهالسلام، فأغلظ له علیّ، فعرض له الأشعث بأن یفتک به، فقال له علیّ علیهالسلام: أبالموت تهدّدنی!! فوَالله ما اُبالی وقعت علی الموت أو وقع الموت علیَّ.(11)
4758- الإمام علیّ علیهالسلام- فی خطبته المسمّاة بالقاصعة-: أنا وضعتُ فی الصِّغَر بکَلاکل(12) العرب، وکسرتُ نواجم قرون ربیعة ومضر.(13)
4759- التوحید: قیل لأمیرالمؤمنین علیهالسلام لمّا أراد قتال الخوارج: لو احترزتَ یا أمیرالمؤمنین. فقال علیهالسلام:
أیّ یومیَّ من الموت أفِرّ
أیومَ لم یُقدر أم یومَ قُدِر
یوم ما قُدّر لا أخشَی الرَّدی
وإذا قُدّر لم یُغنِ الحَذَر(14)
4760- الکافی عن سعید بن قیس الهمدانی: نظرت یوماً فی الحرب إلی رجل علیه ثوبان، فحرّکت فرسی فإذا هو أمیرالمؤمنین علیهالسلام، فقلت: یا أمیرالمؤمنین،فی مثل هذا الموضع؟ فقال: نعم یا سعید بن قیس، إنّه لیس من عبد إلّا وله من الله حافظ وواقیة؛ معه ملکان یحفظانه من أن یسقط من رأس جبل أو یقع فی بئر، فإذا نزل القضاء خلّیا بینه وبین کلّ شیء.(15)
4761- الإرشاد- فی الإمام علیّ علیهالسلام-: ومن آیات الله تعالی فیه أیضاً أنّه مع طول ملاقاته للحروب، وملابسته إیّاها، وکثرة من مُنیَ به فیها من شجعان الأعداء وصنادیدهم، وتجمّعهم علیه، واحتیالهم فی الفتک به وبذل الجهد فی ذلک، ما ولّی قطّ عن أحد منهم ظهرَه، ولا انهزم عن أحد منهم، ولا تزحزح عن مکانه، ولا هابَ أحداً من أقرانه، ولم یلقَ أحد سواه خصماً فی حرب إلّا وثبت له حیناً وانحرف عنه حیناً، وأقدم علیه وقتاً وأحجم عنه زماناً.(16)
4762- شرح نهجالبلاغة: أمّا الشجاعة فإنّه أنسی الناس فیها ذکر من کان قبله، ومحا اسم من یأتی بعده. ومقاماته فی الحرب مشهورة، یضرب بها الأمثال إلی
یوم القیامة، وهو الشجاع الذی ما فرّ قطّ، ولا ارتاع من کتیبة، ولا بارز أحداً إلّا قتله، ولا ضرب ضربةً قطّ فاحتاجت الاُولی إلی ثانیة. وفی الحدیث: کانت ضرباته وتراً.
ولمّا دعا معاویةَ إلی المبارزة- لیستریح الناس من الحرب بقتل أحدهما- قال له عمرو: لقد أنصفک. فقال معاویة: ما غششتنی منذ نصحتنی إلّا الیوم، أ تأمرنی بمبارزة أبیالحسن وأنت تعلم أنّه الشجاع المطرق! أراک طمعت فی إمارة الشام بعدی.
وکانت العرب تفتخر بوقوفها فی الحرب فی مقابلته. فأمّا قتلاه فافتخار رهطهم بأنّه علیهالسلام قتلهم أظهر وأکثر، قالت اُخت عمرو بن عبدودّ ترثیه:
لو کان قاتلَ عمرٍو غیر قاتلهِ
بکیتُه أبداً ما دمتُ فی الأبدِ(17)
4763- الإمام علیّ علیهالسلام- فی الدیوان المنسوب إلیه-:
أنَا الصقرُ الذی حدّثت عنهُ
عتاقُ الطیرِ تَنْجدلُ انجِدالا
وقاسَیتُ الحروبَ أنا ابن سبعٍ
فلمّا شئتُ أفنیتُ الرِّجالا
وأیضاً عنه علیهالسلام:
صَیدُ المُلوک أرانبٌ وثعالبُ
وإذا رَکبتُ فصَیدی الأبطالُ
صَیدیالفوارس فیاللقاء وإنّنی
عِندَ الوَغا لغَضنفرٌ قَتّالُ(18)
راجع: القسم التاسع / الإمام علیّ عن لسان القرآن / المؤمن المجاهد،
وخصم الکفّار، والذی یشری نفسه ابتغاء مرضات الله.
القسم السادس / وقعة صفّین / قتال الإمام بنفسه.
1) المناقب لابن المغازلی: 151 / 188، المناقب للخوارزمی: 290 / 279؛ الأمالی للصدوق: 524 / 709، بشارة المصطفی: 116 و ص 174، الفضائل لابن شاذان: 102، روضة الواعظین: 138 کلّها عن ابن عبّاس.
2) خَطَرَ بسیفه یَخطِرُ: رفَعه مرّة بعد مرّة وضرب به، وقیل: ضرب به یمیناً وشمالاً (انظر لسان العرب: 4 / 249).
3) أی لا أنام اللیل فأنا متیقّظ أبداً (النهایة: 2 / 407).
4) اُسد الغابة: 4 / 92 / 3789، تاریخ دمشق: 42 / 161 وراجع ص 162 والمناقب لابن المغازلی: 32 / 48 و ص 183 / 219 والمناقب للخوارزمی: 158 / 187 والفائق: 1 / 105 و 106 والمناقب للکوفی: 2 / 569 / 1080.
5) وفی بعض النسخ: «النباتات البدویّة». والعِذْیُ: الزرع الذی لا یُسقی إلّا من ماء المطر لبعده من المیاه (لسان العرب: 15 / 44).
6) المَدَرُ: قِطع الطین الیابس، واحدته: مَدَرَة (لسان العرب: 5 / 162).
7) نهجالبلاغة: الکتاب 45.
8) طِلاعُ الأرض: مِلؤها (لسان العرب: 8 / 235).
9) نهجالبلاغة: الکتاب 62، الغارات: 1 / 319 عن جندب نحوه.
10) نهجالبلاغة: الخطبة 22، الکافی: 5 / 53 / 4 عن ابن محبوب رفعه، الأمالی للطوسی: 169 / 284 عن إسماعیل بن رجاء الزبیدی وکلاهما نحوه وراجع کشف الغمّة: 1 / 240 والمناقب للخوارزمی: 184 / 223.
11) مقاتل الطالبیّین: 47 عن سفیان بن عیینة، شرح نهجالبلاغة: 6 / 117.
12) الکلکل والکلکال: الصدر من کلّ شیء… والکلاکل: الجماعات (لسان العرب: 11 / 596 و597).
13) نهجالبلاغة: الخطبة 192، غرر الحکم: 3765 ولیس فیه «فی الصغَر» و«قرون».
14) التوحید: 375 / 19، المناقب لابن شهر آشوب: 3 / 298 وفی صدره «وکان مکتوباً علی درعه» الأبیات، بحارالأنوار: 42 / 58؛ شرح نهجالبلاغة: 5 / 132 نحوه.
15) الکافی: 2 / 59 / 8، المناقب لابن شهر آشوب: 3 / 297 عن قیس بن سعید، بحارالأنوار: 42 / 58 / 1.
16) الإرشاد: 1 / 308.
17) شرح نهجالبلاغة: 1 / 20.
18) الدیوان المنسوب إلی الإمام علیّ علیهالسلام: 464 / 357 و 358.