أبوالحسن علاء الدین علیّ بن الحسین الحلّی الشهیفی، المعروف بابن الشهفیّة: عالم فاضل وأدیب کامل، وقد جمع بین الفضیلتین علم غزیر وأدب بارع. وفی الطلیعة: من شعراء أهل البیت علیهمالسلام، وقد أثنی علیه بالعلم والفضل والأدب القاضی فی المجالس، والحرّ العاملی فی أمل الآمل، والمیرزا صاحب ریاض العلماء، وسیّدنا مؤلّف ریاض الجنّة، وابن أبی شبانة فی تتمیم الأمل وغیرهم (الغدیر: 6 / 365)
4056- من أکابر العلماء والاُدباء فی القرن الثامن، یقول:
یامن به کمل الدین الحنیف ولل
إسلام من بعد وهنٍ میلَهُ عَضَدا
وصاحبَ النصّ فی خمٍّ وقد رفعالنبیّ
[منه](1) علی رغم العدا عضُدا
أنت الذی اختارک الهادی البشیر أخاً
وما سواک ارتضی من بینهم أحداً
أنت الذی عجبت منه الملائک فی
بدرٍ ومن بعدها إذ شاهدوا اُحدا
ویقول فیها:
وحقِّ نصرک للإسلام تکلؤهُ
حیاطة بعد خطب فادح ورَدی
ما فصّل المجدُ جلباباً لذی شرفٍ
إلّا وکان لمعناک البهیج رِدا
یا کاشف الکرب عن وجه النبیّ لدی
بدرٍ وقد کثرت أعداؤه عددا
استشعروا الذلّ خوفاً من لقاک وقد
تکاثروا عدداً واستصحبوا عُددا
ویوم عمرِو بن ودِّ العامریّ وقد
سارت إلیک سرایا جیشه مَددا
أضحکتَ ثغر الهدی بشراً به وبکتْ
عینُ الضلال له بعد الدِّما مُدَدا
وفی هوازن لمّا نارها استعرتْ
من عزم عزمک یوماً حرّها بَرَدا
أجری حسامک صوباً من دمائهمُ
هدراً وأمطرتهم من أسهم بُرُدا
أقدمت وانهزم الباقون حین رأوا
علی النبیّ محیطاً جحفلاً لُبَدا(2)
لولا حسامک ما ولّوا ولا اطّرحوا
من الغنائم مالاً وافراً لُبَدا(3)(4)
4057- وله أیضاً:
یکفیک فخراً أنّ دین محمدٍ
لولا کمالک نقصه لن یکملا
وفرائض الصلوات لولا أنّها
قُرنت بذکرک فرضُها لن یُقبلا
یامن إذا عدّت مناقب غیرهِ
رجَحتْ مناقبه وکان الأفضلا
إنّی لأعذر حاسدیک علی الذی
أولاکَ ربّک ذو الجلال وفضَّلا
إن یحسدوک علی عُلاک فإنّما
متسافل الدرجات یحسد من علا(5)
4058- وله أیضاً:
ومسیرهُ فوق البساط مخاطباً
أهل الرقیم(6) فضیلة لا تجحدُ
وعلیه قد ردّت ذُکاءُ وأحمدٌ
من فوق رکبته الیمین موسّدُ
وعلیه ثانیة بساحة بابلٍ
رجعت کذا ورد الحدیث المسندُ
وولیّ عهد محمد أفهل تری
أحداً إلیه سواه أحمدُ یعهدُ؟
إذ قال: إنّک وارثی وخلیفتی
ومغسّل لی دونهم ومُلَحّدُ
أم هل تری فی العالمین بأسرهم
بشراً سواه ببیت مکّة یولدُ؟
فی لیلة جبریل جاء بها مع ال
-ملأ المقدّس حوله یتعبّدُ
فلقد سما مجداً علیُّ کما علا
شرفاً به دون البقاع المسجدُ
أم هل سواه فتیً تصدّق راکعاً
لمّا أتاه السائل المسترفدُ؟
المؤثر المتصدّق المتفضّل
المتمسّک المتنسّک المتزهّدُ
الشاکر المتطوّع المتضرّعُ ال
-متخضّع المتخشّع المتهجّدُ
الصابر المتوکّل المتوسّلُ ال
-متذلّل المتململ المتعبّدُ
رجل یتیه به الفخار مفاخراً
ویسود إذ یعزی إلیه السؤددُ
إن یحسدوه علی علاه فإنّما
أعلا البریّة رتبة من یُحْسدُ(7)
1) ما بین المعقوفین أثبتناه من طبعة مرکز الغدیر.
2) لُبَداً: أی مجتمعین (لسان العرب:3 / 387).
3) لُبَداً: أی کثیراً لایُخاف فناؤه (لسان العرب: 3 / 387).
4) الغدیر: 6 / 365.
5) الغدیر: 6 / 388.
6) الرقیم: لوحانِ من نحاسٍ مرقومٌ فیهما؛ أی مکتوب فیه أمر الفتیة وأمر إسلامهم… (مجمع البحرین: 2 / 725) والمراد هنا أصحاب الکهف.
7) الغدیر: 6 / 360.