ابوفراس الحمدانی

أبوفراس الحارث بن أبی العلاء سعید بن حمدان بن حمدون الحمدانی التغلبی: کان فرد دهره وشمس عصره أدباً وفضلاً وکرماً ونبلاً ومجداً وبلاغةً وفروسیّةً وشجاعة، وشعره مشهور، وکان الصاحب یقول: بدئ الشعر بملک وخُتم بملک، یعنی امرأ القیس وأبافراس. کان یسکن منبج ویتنقّل فی بلاد الشام فی دولة ابن عمّه أبی الحسن سیف الدولة، واشتهر فی عدّة معارک معه حارب بها الروم واُسر مرّتین. ولد سنة (320 ه) وقیل (321 ه) وقتل سنة (357 ه) (راجع الغدیر: 3 / 405).

4024- من جهابذة الاُدباء فی القرن الرابع، یقول:

تبّاً لقوم تابعوا أهواءهم

فیما یسوؤهمُ غداً عقباهُ‏

أتراهمُ لم یسمعوا ما خصّهُ

منه النبیّ من المقال أباهُ؟!

إذ قال یوم غدیر خمٍّ معلناً

من کنت مولاه فذا مولاهُ‏

هذی(1) وصیّته إلیه فافهموا

یا من یقول بأنّ ما أوصاهُ‏

أقروا من القرآن ما فی فضلهِ

وتأمّلوه وافهموا فحواهُ‏

لو لم تنزّل فیه إلّا هل أتی

من دون کلّ منزّل لکفاهُ‏

مَن کان أوّل من حوی القرآن من

لفظ النبیّ ونطقه وتلاهُ؟

مَن کان صاحب فتح خیبَر؟ من رمی

بالکفّ منه بابَهُ ودَحاهُ؟

مَن عاضد المختار من دون الوری؟

مَن آزر المختار مَن آخاهُ؟

مَن بات فوق فراشه متنکّراً

لمّا أطلّ فراشه أعداهُ؟

مَن ذا أراد إلهنا بمقالهِ

ألصادقون القانتون سواهُ؟

مَن خصّه جبریل مِن ربّ العلی

بتحیّة من ربّه وحباهُ؟

أظننتمُ أن تقتلوا أولادهُ

ویُظلّکم یوم المعاد لواهُ؟

أو تشربوا من حوضه بیمینه

کأساً وقد شرب الحسینُ دماهُ؟!(2)

ومنها:

أنسیتمُ یوم الکساء وأنّهُ

ممّن حواه مع النبیّ کساهُ؟!

یا ربّ إنّی مهتدٍ بهداهم

لا أهتدی یوم الهدی بسواهُ‏

أهوی الذی یهوی النبیّ وآلهُ

أبداً واشنأُ کلَّ من یشناهُ(3)

1) فی الطبعة المعتمدة: «هذا»، والتصحیح من طبعة مرکز الغدیر.

2) الغدیر: 3 / 404 وراجع المناقب لابن شهر آشوب: 2 / 232.

3) أعیان الشیعة: 4 / 344 وراجع الغدیر: 3 / 405.