هو علیّ بن إسحاق بن خلف القطّان البغدادی، الشهیر بالزاهی: شاعر عبقریّ، تحیّز فی شعره إلی أهل بیت الوحی ودان بمذهبهم، وأکثر شعره فیهم بحیث عدّ فی طبقة المجاهرین من شعرائهم، ولجزالة شعره وجودة تشبیهه وحسن تصویره لم یدع لأرباب المعاجم منتدحاً من إطرائه. ولد سنة (318 ه) وتوفّی ببغداد سنة (352 ه) وقیل: بعد سنة (360 ه) (راجع الغدیر: 3 / 391).
4021- من عباقرة الادباء فی القرن الرابع، یقول:
هذا الذی أردی الولید وعتبة
والعامری وذا الخمار ومرحبا
هذا الذی هشمت یداه فوارسا
قسرا ولم یک خائفا مترقبا
فی کل منبت شعرة من جسمه
أسد یمد إلی الفریسة مخلبا(1)
4022- وله أیضا:
لا یهتدی إلی الرشاد من فحص
إلا إذا والی علیا وخلص
ولا یذوق شربة من حوضه
من غمس الولا علیه وغمص(2)
ولا یشمّ الروح من جنانه
من قال فیه من عداه وانتقصْ
نفس النبیّ المصطفی والصنو وال
-خلیفة الوارث للعلم بنصّ
من قد أجاب سابقاً دعوتهُ
وهو غلام وإلی الله شَخَصْ
ما عرف اللّات ولا العزّی ولا ان
-ثنی إلیهما ولا حبّ ونصّ
مَن ارتقی متن النبیّ صاعداً
وکسّر الأوثان فی اُولی الفرصْ
وطهّر الکعبة من رجس بها
ثمّ هوی للأرض عنها وقمصْ(3)
من قد فدی بنفسه محمداً
ولم یکن بنفسه عنه حرصْ
وبات من فوق الفراش دونهُ
وجاد فیما قد غلا وما رخصْ
من کان فی بدرٍ ویوم اُحدٍ
قطّ من الأعناق ما شاء وقصّ
فقال جبریل ونادی: لا فتی
إلّا علیٌّ عمَّ فی القول وخصّ
من قدَّ عَمْرَو العامریَّ سیفُهُ
فخرّ کالفیل هوی وما فحصْ(4)
ورآء ما صاح: ألا مبارزٌ
فالتَوَتِ الأعناق تشکو من وقصْ(5)
من اُعطی الرایة یوم خیبرٍ
من بعد ما بها أخو الدعوی نکصْ
وراح فیها مبصراً مستبصراً
وکان أرمداً بعینیه الرمصْ(6)
فاقتلع الباب ونال فتحهُ
ودکّ طود مرحب لمّا قعصْ(7)
إلی أن قال:
یابن أبی طالبَ یا مَن هو مِنْ
خاتم الانبیاءِ فی الحکمة فُصّ
فضلک لا یُنکر لکنّ الولا
قد ساغه بعض وبعض فیه غصّ
فذکره عند موالیک شفا
وذکره عند معادیک غُصَصْ
کالطیر بعض فی ریاضٍ أزهرتْ
وابتسم الورد وبعض فی قَفَصْ(8)
1) المناقب لابن شهر آشوب: 2 / 91، الغدیر: 3 / 540.
2) غَمَصه: حقّره واستصغره ولم یره شیئاً (لسان العرب: 7 / 61).
3) قمصتُ: أی وثبت ونفرت (النهایة: 4 / 108).
4) فی الطبعة المعتمدة: «قحص»، والتصحیح من طبعة مرکز الغدیر.
5) الوقص: کسر العنق (النهایة: 5 / 214).
6) الرمص: وسخ یجتمع فی موق العین (مجمع البحرین: 2 / 732).
7) قعصته: إذا قتلته قتلاً سریعاً (النهایة: 4 / 88).
8) الغدیر: 3 / 388.
