جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

97- ومن خطبه علیه السلام

زمان مطالعه: 3 دقیقه

الجزء الثالث من المجلد الخامس عشر من البحار باب ترک العجب والاعتراف بالتقصیر ص 177 عن کتاب الغارات لإبراهیم بن محمد الثقفی باسناده عن الأصبغ بن نباته قال خطب علی علیه السلام فحمد الله وأثنى علیه وذکر النبی صلى الله علیه وآله وسلم فصلى علیه ثم قال

إما بعد فإنی أوصیکم بتقوى الله الذی بطاعته ینفع أولیائه و

بمعصیته یضر أعداءه وانه لیس لهالک هلک من یعذره فی تعمد ضلالة حسبها هدى ولا ترک حق حسبه ضلالة وان أحق ما یتعاهد الراعی من رعیته أن یتعاهده بالذی لله علیهم فی وظائف دینهم فإنما علینا أن نأمرکم بما أمرکم الله به وأن ننهاکم عما نهاکم الله عنه وأن نقیم أمر الله فی قریب الناس وبعیدهم لا نبالی فیمن جاء الحق علیه وقد علمت أن أقوى ما یتمنون فی دینهم الأمانی ویقولون نحن نصلی مع المصلین ونجاهد مع المجاهدین ونمتحن الهجرة ونقتل العدو وکل ذلک یفعله أقوام لیس الایمان بالتخلی ولا بالتمنی الصلاة لها وقت فرضه رسول الله لا تصلح إلا به فوقت صلاة الفجر حین تزایل المرء لیله ویحرم على الصائم طعامه وشرابه ووقت صلاة الظهر إذا کان الغیظ حین یکون ظلک مثلک وإذا کان الشتاء حین تزول الشمس من الفلک وذلک حین تکون على حاجبک الأیمن مع شروط الله فی الرکوع والسجود ووقت العصر

والشمس بیضاء نقیة عدد ما یسلک الرجل على الجمل الثقیل فرسخین قبل غروبها ووقت صلاة المغرب إذا غربت الشمس وأفطر الصائم ووقت صلاة العشاء الآخرة حین یسق اللیل وتذهب حمرة الأفق إلى ثلث اللیل فمن نام عند ذلک فلا أنام الله عینه فهذه مواقیت الصلاة إن الصلاة کانت على المؤمنین کتابا موقوتا ویقول الرجل هاجرت ولم یهاجر إنما المهاجرون الذین یهجرون السیئات ولم یأتوا بها ویقول الرجل جاهدت ولم یجاهد انما الجهاد اجتناب المحارم ومجاهدة العدو وقد یقاتل أقوام فیحبون ا لقتال لا یریدون الا الذکر والاجر وان الرجل لیقاتل بطبعه من القتال فیحیى من یعرف ومن لا یعرف ونجبن بطبیعته من الجبن فیسلم أباه وأمه إلى العدو وإنما المثال حتف من الحتوف وکل امرء على ما قاتل علیه وان له أن یقاتل دون أهله والصیام اجتناب المحارم کما یمتنع الرجل من الطعام والشراب والزکاة التی فرضها

النبی صلى الله علیه وآله طیبة بها نفسک لا تسنوا علیها سنیها فافهموا ما توعظون فان الحریب من حرب دینه واتعظ من وعظ بغیره الا وقد وعظتکم فنصحتکم ولا حجة لکم على الله أقول قولی هذا واستغفر الله لی ولکم ومن خطبه علیه السلام الامام الفقیه أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتیبة الدینوری المولود سنة 213 والمتوفى سنة 276 ه‍ قال فی کتابه المعروف بتاریخ الخلفاء والموسوم بالإمامة والسیاسة قال فی الجزء الأول منه المطبوع بمصر الطبعة الثالثة ص 50 وذکروا أن البیعة لما تمت بالمدینة خرج على إلى المسجد الشریف فصعد المنبر فحمد الله تعالى وأثنى علیه ووعد الناس من نفسه خیرا وتالفهم جهده ثم قال

لا یستغنى الرجل وإن ک ان ذا مال وولد عن عشیرته ودفاعهم عنه بأیدیهم وألسنتهم هم أعظم الناس حیطة من وراءه والیهم سعیه واعطفهم علیه إن أصابته مصیبة أو نزل به بعض مکاره الأمور ومن یقبض یده عن عشیرته فإنه یقبض عنهم یدا واحدة وتقبض عنه أید کثیرة ومن بسط یده بالمعروف ابتغاء وجه الله تعالى یخلف الله له ما أنفق فی دنیاه ویضاعف له

فی آخرته واعلموا أن لسان صدق یجعله الله للمرء فی الناس خیر له من المال فلا یزدادن أحدکم کبریاء ولا عظمة فی نفسه ولا یغفل أحدکم عن القرابة أن یصلها بالذی لا یزیده إن أمسکه ولا ینقصه إن أهلکه واعلموا أن الدنیا قد أدبرت والآخرة قد أقبلت الا وان المضمار الیوم والسبق غدا ألا وان السبقة الجنة والغایة النار ألا إن الأمل یشتهی القلب ویکذب الوعد ویأتی بغفلة ویورث حسرة فهو غرور وصاحبه فی عناء فافزعوا إلى قوام دینکم واتمام صلاتکم وأداء زکاتکم والنصیحة لامامکم وتعلموا کتاب الله وأصدقوا الحدیث عن رسول الله صلى الله علیه (وآله) وسلم وأوفوا بالعهد إذا عاهدتم وأدوا الأمانات إذ ائتمنتم و ارغبوا فی ثواب الله وارهبوا عذابه واعملوا الخیر تجزوا خیرا یوم یفوز بالخیر من قدم الخیر