رواها الصدوق (ره) فی کتابیه التوحید المطبوع بمبئی ص 51 والعیون المطبوع بطهران سنة 1317 ه ق ص 68 قال حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهیم بن إسحاق الطالقانی رضی الله عنه قال حدثنا أبو سعید الحسن بن علی العدوی قال حدثنا الهیثم بن عبد الله الرمانی قال حدثنی علی بن موسى الرضا عن أبیه موسى بن جعفر عن أبیه جعفر بن محمد عن أبیه محمد بن علی عن أبیه علی بن الحسین عن أبیه الحسین بن
علی علیهم السلام قال خطب علی علیه السلام فی مسجد الکوفة فقال الحمد لله الذی لا من شئ کان ولا من شئ کون ما قد کان المستشهد بحدوث الأشیاء على أزلیته وبما وسمها به من العجز عن قدرته وبما اضطرها إلیه من الفناء على دوامه لم یخل منه مکان فیدرک بانیة ولا له شبح مثال فیوصف بکیفیة ولم یغب عن شئ فیعلم بحیثیة مباین لجمیع ما أحدث فی الصفات وممتنع عن الادراک بما ابتدع من تصریف الذوات وخارج بالکبریاء والعظمة من جمیع تصرف الحالات محرم على بوارع ثاقبات الفطن تحدیده وعلى عوامق نافذات الفکر تکییفه وعلى غوایص سابحات النظر تصویره لا تحویه الأماکن لعظمته ولا تدرکه المقادیر لجلاله ولا تقطعه المقاییس لکبریائه ممتنع عن الأوهام أن تکتنهه وعن الافهام أن تستعرفه وعن الأذهان أن تمثله و قد یئست من استنباط الإحاطة به طوامح العقول ونضبت عن
الإشارة إلیه بالاکتناه بحار العلوم ورجعت بالصغر عن السمو إلى وصف قدرته لطائف الخصوم واحد لا من عدد ودائم لا بامد وقائم لا بعمد لیس بجنس فتعاد له الأجناس ولا بشبح فتضارعه الأشباح ولا کالأشیاء فتقع علیه الصفات قد ضلت العقول فی أمواج تیار ادراکه وتحیرت الأوهام عن إحاطة ذکر أزلیته وحصرت الافهام عن استشعار وصف قدرته وغرقت الأذهان فی لجج أفلاک ملکوته مقتدر بالألآء وممتنع بالکبریاء ومتملک على الأشیاء فلا دهر یخلقه ولا زمان یبلیه ولا وصف یحیط به وقد خضعت له الرقاب الصعاب فی محل تخوم قرارها وإذ عنت له رواصن الأسباب فی منتهى شواهق أقطارها مستشهد بکلیة الأجناس على ربوبیته و بعجزها على قدرته وبفطورها على قدمته وبزوالها على بقائه فلا لها محیص عن ادراکه إیاها ولا خروج من احاطته بها ولا
احتجاب عن احصائه لها ولا امتناع من قدرته علیها کفى باتقان الصنع لها آیة وبمرکب الطبع علیها دلالة وبحدوث الفطر علیها قدمة وباحکام الصنعة لها عبرة فلا إلیه حد منسوب ولا له مثل مضروب ولا شئ عنه محجوب تعالى عن ضرب الأمثال والصفات المخلوقة علوا کبیرا وأشهد أن لا إله إلا الله ایمانا بربوبیته وخلافا على من أنکره وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المقر فی خیر مستقر المتناسخ من أکارم الأصلاب ومطهرات الأرحام المخرج من أکرم المعادن محتدا وأفضل المنابت منبتا من أمنع ذروة وأعز أرومة (جرثومة خ ل) من الشجرة التی صاغ الله منها أنبیاءه وانتجب منها أمنائه الطیبة العود المعتدلة العمود الباسقة الفروع الناضرة الغصون الیانعة الثمار الکریمة الجنا فی کرم غرست وفی حرم أنبتت وتشعبت وأثمرت وعزت وامتنعت فسمت به وشمخت حتى أکرمه الله عز وجل بالروح الأمین والنور المبین والکتاب
المستبین وسخر له البراق وصافحته الملائکة وأرعب به الأبالسة وهدم به الأصنام والألهة المعبودة دونه سنته الرشد وسیرته العدل وحکمه الحق صدع بما أمره به ربه وبلغ ما حمله حتى أفصح بالتوحید دعوته وأظهر فی الخلق أن لا إله إلا الله وحده لا شریک له حتى خلصت الوحدانیة وصفت الربوبیة فأظهر الله بالتوحید حجته وأعلى بالاسلام درجته واختار الله عز وجل لنبیه ما عنده من الروح و الدرجة والوسیلة صلى الله علیه وآله الطاهرین