کتاب تحف العقول للعالم الجلیل الحسن بن علی بن الحسین بن شعبة من الاعلام الفرقة الناجیة الامامیة فی القرن الرابع المطبوع فی تهران سنة 1376 فی المطبع الحیدری ص 188 قال أتاه رجل فقال له أنا أناسا یزعمون أن العبد لا یزنى وهو مؤمن فقد کبر هذا علی وحرج منه صدری حتى أزعم أن هذا العبد الذی یصلى ویواری وأواریه أخرجه من الایمان من أجب ذنب یسیر أصابه فقال صدقک أخوک إنی سمعت رسول الله صلى الله علیه وآله یقول خلق الله الخلق على ثلاث طبقات فأنزلهم ثلاث منازل فذلک قوله فأصحاب المیمنة ما أصحاب المیمنة وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة والسابقون السابقون أولئک المقربون فأما ما ذکره الله عز وجل من السابقین السابقین فإنهم أنبیاء مرسلون وغیر مرسلین جعل الله فیهم خمسة أرواح روح
القدس وروح الایمان وروح القوة وروح الشهوة وروح البدن فبروح القدس بعثوا أنبیاء ومرسلین وبروح الایمان عبدوا الله ولم یشرکوا به شیئا وبروح القوة جاهدوا عدوهم وعالجوا معائشهم وبروح الشهوة أصابوا لذیذ المطعم والمشرب ونکحوا الحلال من النساء وبروح البدن دبوا ودرجوا فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنبهم ثم قال تلک الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من کلم الله ورفع بعضهم درجات و آتینا عیسى بن مریم البینات وأیدناه بروح القدس ثم قال فی جماعتهم وأیدهم بروح منه یقول أکرمهم بها وفضلهم على سواهم فهؤلاء مغفور لهم ثم ذکر أصحاب المیمنة وهم المؤمنون حقا بأعیانهم فجعل فیهم أربعة أرواح روح الایمان وروح القوة وروح الشهوة وروح البدن فلا یزال العبد مستکملا هذه الأرواح الأربعة حتى تأتى علیه حالات فقال وما هذه الحالات فقال علی علیه السلام
أما أولهن فما قال الله ومنکم من یرد إلى أرذل العمر لکیلا یعلم من بعد علم شیئا فهذا تنقص منه جمیع الأرواح ولیس بالذی یخرج من الایمان لان الله الفاعل به ذلک وراده إلى أرذل العمر فهو لا یعرف للصلاة وقتا ولا یستطیع التهجد باللیل ولا الصیام بالنهار فهذا نقصان من روح الایمان ولیس بضاره شیئا إن شاء الله وتنقص منه روح الشهوة فلو مرت به أصبح بنات آدم ما حن إلیها وتبقى فیه روح البدن فهو یدب بها ویدرج حتى یأتیه الموت فهذا بحال خیر الله الفاعل به ذلک وقد تأتی علیه ح آلات فی قوته وشبابه یهم بالخطیئة فتشجعه روح القوة وتزین له روح الشهوة وتقوده روح البدن حتى توقعه فی الخطیئة فإذا لامسها تفصى من الایمان و تفصى الایمان منه فلیس بعائد أبدا أو یتوب فإن تاب وعرف الولایة تاب الله علیه وإن عاد فهو تارک للولایة أدخله الله
نار جهنم وأما أصحاب المشئمة فهم الیهود والنصارى یقول سبحانه الذین آتیناهم الکتاب یعرفونه یعنی محمدا والولایة فی التوریة والإنجیل کما یعرفون أبناءهم فی منازلهم وإن فریقا منهم لیکتمون الحق وهم یعلمون الحق من ربک فلا نکونن من الممترین فلما جحدوا ما عرفوا ابتلاهم الله بذلک فسلبهم روح الایمان واسکن أبدانهم ثلاثة أرواح روح القوة وروح الشهوة وروح البدن ثم أضافهم إلى الانعام فقال إن هم إلا کالانعام لان الدابة تحمل بروح القوة وتعتلف بروح الشهوة وتسیر بروح البدن (قال السائل أحییت قلبی)