المجلد الثالث من البحار باب علة خلق العباد وتکلیفهم ص 87 نقل عن کتاب الاحتجاج قال وروى أنه اتصل بأمیر المؤمنین علیه السلام ان قوما من أصحابه خاضوا فی التعدیل والتجویر فخرج حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى علیه ثم قال علیه السلام
أیها الناس إن الله تبارک وتعالى لما خلق خلقه أراد أن یکونوا على آداب رفیعة واخلاق شریفة فعلم أنهم لم یکونوا کذلک الا بأن یعرفهم مالهم وما علیهم والتعریف لا یکون إلا بالامر و النهی والامر والنهی لا یجتمعان إلا بالوعد والوعید والوعد لا یکون إلا بالترغیب والوعید لا یکون إلا بالترهیب والترغیب لا یکون إلا بما تشتهیه أنفسهم وتلذه أعینهم والترهیب لا یکون الا بضد ذلک ثم خلقهم فی داره واراهم طرفا من اللذات
لیستدلوا به على ما ورائهم من اللذات الخالصة التی لا یشوبها ألم الا وهی الجنة وأراهم طرفا من الآلام لیستدلوا به على ما ورائهم من الآلام الخالصة التی لا یشوبها لذة إلا وهی النار فمن أجل ذلک ترون نعیم الدنیا مخلوطا بمحنها وسرورها ممزوجا بکدورها وغمومها قال المجلسی رحمه الله قیل فحدث الجاحظ بهذا الحدیث فقال هو جماع الکلام الذی دونه الناس فی کتبهم وتحاوروه بینهم قیل ثم سمع أبو علی الجبائی بذلک فقال صدق الجاحظ هذا ما لا یحتمله الزیادة والنقصان انتهى بیانه