المجلد السابع عشر من البحار ص 97 عن أمالی الشیخ ره عن الحسین بن عبید الله عن علی بن محمد بن محمد العلوی عن محمد بن موسى الرقی عن علی بن محمد بن أبی القاسم عن أحمد بن أبی عبد الله البرقی عن عبد العظیم بن عبد الله الحسنى عن أبیه عن ابان مولى زید بن علی عن عاصم بن بهدلة عن شریح القاضی قال قال أمیر المؤمنین علیه السلام لأصحابه یوما وهو یعظهم
ترصدوا مواعید الآجال وباشروها بمحاسن الأعمال ولا ترکنوا إلى ذخائر الأموال فتخلیکم خداج الآمال ان الدنیا خداعة ضراعة مکارة غرارة سحارة أنهارها لامعة وثمراتها یانعة ظاهرها سرور وباطنها غرور تاکلکم بأضراس المنایا وتبیرکم باتلاف الرزایا لهم بها أولاد الموت آثروا زینتها وطلبوا رتبتها جهل الرجل ومن ذلک الرجل المولع بلذتها والساکن إلى فرحتها والا من لغدرتها دارت علیکم بصروفها ورمتکم بسهام حتوفها
وهی تنزع أرواحکم نزعا وأنتم تجمعون لها جمعا للموت تولدون والى القبور تنقلون وعلى التراب تتوسدون (تنومون) و إلى الدود تسلمون والى الحساب تبعثون یا ذا الحیل والآراء والفقه والأنباء اذکروا مصارع الاباء فکأنکم بالنفوس قد سلبت والابدان قد عریت وبالمواریث قد قسمت فتصیر یا ذا الدلال والهیبة والجمال إلى منزلة شعثاء ومحلة غبراء فتنوم على خدک فی لحدک فی منزل قل زواره ومل عماره حتى تشق عن القبور وتبعت إلى النشور فان ختم لک بالسعادة صرت إلى الحبور وأنت ملک مطاع وآمن لا تراع یطوف علیکم ولدان کأنهم الجمان بکأس من معین لذة للشاربین أهل الجنة فیها یتغمون وأهل النار فیها معذبون هؤلاء فی السندس والحریر یتجنترون وهؤلاء فی الجحیم والسعیر یتقلبون هؤلاء تحشى جماجمهم بمسک الجنان وهؤلاء یضربون بمقامع
النیران هؤلاء یعانقون الحور فی الحجال وهؤلاء یطوقون اطواقا بالاغلال فی النار قلبی فزع قد أعیى الأطباء وبه داء لا یقبل الدواء یا من یسلم إلى الدود ویهدى إلیه اعتبر بما تسمع وترى وقل لعینیک تجفوا لذة الکرى وتفیض من الدموع بعد الدموع تترى بیتک القبر بیت الأهوال والبلى وغایتک الموت یا قلیل الحیاء اسمع یا ذا الغفلة والتصریف من ذی الوعظ والتعریف جعل یوم الحشر یوم العرض والسؤال والحباء والنکال یوم تقلب فیه اعمال الأنام یوم تذوب من النفوس احداق عیونها وتضع الحوامل ما فی بطونها وتفرق من کل کل نفس وحبیبها ویحار فی تلک الأهوال عقل لبیبها إذا تنکرت الأرض بعد حسن عمارتها وتبدلت بالخلق بعد أنیق زهرتها أخرجت من معادن الغیب أثقالها ونفضت إلى الله احمالها یوم لا ینفع الجد إذا عاینوا الهول الشدید فاستکانوا وعرف المجرمون
بسیماهم فاستبانوا فانشقت القبور بعد طول انطباقها واستسلمت النفوس إلى الله بأسبابها کشف عن الآخرة غطاءها وظهر للخلق انباءها فدکت الأرض (الجبال) دکا دکا ومدت لأمر یراد بها مدا مدا واشتد المثارون (المبادون) إلى الله شدا شدا وتزاحفت الخلائق إلى المحشر زحفا زحفا ورد المجرمون إلى الأعقاب ردا ردا وجد الامر ویحک یا انسان جدا جدا وقربوا للحساب فردا فردا وجاء ربک والملک صفا صفا یسئلهم عما عملوا حرفا حرفا وجئ بهم عراة الأبدان خشعا أبصارهم امامهم الحساب ومن ورائهم جهنم یسمعون زفیرها ویرون سعیرها فلم یجدوا ناصرا ولا ولیا یجیرهم من الذل فهم یعدون سراعا إلى مواقف الحشر یساقون سوقا فالسماوات مطویات بیمینیه کطی السجل للکتب والعباد على الصراط وجلت قلوبهم یظنون أنهم لا یسلمون ولا یؤذن لهم فیتکلمون
ولا یقبل منهم فیعتذرون قد ختم على أفواههم واستنطقت أیدیهم وأرجلهم بما کانوا یعملون یا لها من ساعة ما اشجى مواقعها من القلوب حین میز بین الفریقین فریق فی الجنة و فریق فی السعیر مثل هذا فلیهرب الهاربون إذا کانت الدار الآخرة لها یعمل العاملون
اللغات الترصد الترقب ضراعة یقال ضرع یضرع من باب تعب إذا ذل یانعة یقال ینع إذا أدرک ونضج المولع المعزى من الغرور الحتوف جمع الحتف وهو الموت یقال مات حتف انفه أی مات على فراشه من غیر قتل التوسد جعل الشئ تحت رأسه من الوسادة وهی المتکى الدود السوس وهو اسم لما یتولد من الانسان أو الحیوان أو غیرهما الدلال المجالفة من دلت المرأة إذا أجرئت وجلفت الجمان بضم الجیم وخفة المیم الدر الکرى السهر الأنیق الحسن المعجب الدک الدق والهدم وما استوى من الرمل المثار المستغیث لیثار بمقتوله (اشجى افعل التفضیل من شجى الرجل شجا إذا حزن الشجى الحزن