مجموعة الورام ج 2 ص 88 أوصیکم بتقوى الله عباد الله فان التقوى أفضل کنز واحرز حرز وأعز عز فیه نجاة کل هارب ودرک کل طالب وظفر کل غالب وأحثکم على طاعة الله فإنها کهف
العابدین وفوز الفائزین وأمان المتقین واعلموا أیها الناس انکم سیارة قد حدا بکمی وحدى بخراب الدنیا حاد و ناداکم للموت ناد فلا تغرنکم الدنیا ولا یغرنکم بالله الغرور الا وان الدنیا دار غرارة خداعة تنکح فی کل یوم بعلا و تقتل فی کل یوم أهلا وتفرق فی کل ساعة شملا فکم من متنافس وراکن إلیها من الأمم السالفة وقد قذفتهم فی الهاویة و دمرتهم تدمیرا وتبرتهم تتبیرا أین من جمع فاوعى وشد وأوکى ومنع وأکدى بل أین عسکر العساکر ودسکر الدساکر ورکب المنابر أین من بنى الدور وشرف القصور وجهز الألوف قد تداولتهم أیاما وابتلعتهم أعواما فصاروا أمواتا فی القبور فاتا قد یئسوا ما خلفوا ووقفوا على ما أسلفوا ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحکم وهو أسرع الحاسبین وکفى بالموت للهو قامعا وللذات قاطعا ولخفض العیش مانعا
وکأنی بها وقد أشرقت طلائعها وعسکرت بفظائعها فأصبح المرء بعد صحته مریضا وبعد سلامته نقیضا یعالج کربا و یقاسى تعبا فی حشرجة السیاق وتتابع الفراق وتردد الأنین والذهول عن البنات والبنین والمرء قد اشتمل علیه شغل شاغل وهو هائل قد اعتقل منه اللسان وتردد منه البیان فأجاب مکروبا وفارق الدنیا مسلوبا لا یملکون له نفعا ولا لما حل به دفعا یقول الله عز وجل فی کتابه فلولا ان کنتم غیر مدینین ترجعونها ان کنتم صادقین ثم من دون ذلک أهوال القیامة ویوم الحسرة والندامة یوم ینصب فیه الموازین وتنشر الدواوین لاحصاء کل صغیرة و اعلان کل کبیرة یقول الله فی کتابه ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا یظلم ربک أحدا أیها الناس الان الان من قبل الندم و من قبل ان تقول نفس یا حسرتا على ما فرطت فی جنب الله وان کنت
لمن الساخرین أو تقول لو أن الله هدانی لکنت من المتقین أو تقول حین ترى العذاب لو أن لی کرة فأکون من المحسنین فیرد الجلیل جل جلاله بلى قد جاءتک آیاتی فکذبت بها واستکبرت وکنت من الکافرین فوالله ما یسئل الرجوع الا لیعمل صالحا ولا یشرک بعبادة ربه أحدا أیها الناس الان الان ما دام الوثاق مطلقا والسراج منیرا وباب التوبة مفتوحا من قبل ان یجف القلم وتطوى الصحف فلا رزق ینزل ولا عمل یصعد المضمار الیوم والسباق عدا فإنکم لا تدرون إلى جنة أو إلى نار استغفرالله لی و لکم
اللغات – متنافس أی راغب راکن أی قارب ان یمیل القذف الرمی دمرتهم تدمیرا أی أهلکتهم اهلاکا وکذا تبرتهم تتبیرا بمعناه الوکاء بالکسر والمد خیط السترة والکیس أکدى قطع عطیته الدسکرة بنا على هیئة القصر رفاتا أی فتاتا والفتات الحطام وما تناثر من کل شئ الحشرجة الغرغرة عند الموت وتردد النفس الذهول الذهاب عن الامر بدهشة مدینین أی مملوکین من دان السلطان الرعیة إذا ساسه