نقلها الصدوق ره فی التوحید ص 60 قال اخبرنى أبو العباس الفضل بن الفضل بن العباس الکندی فیما اجازه لی بهمدان سنة أربع وخمسین وثلثمائة قال حدثنا محمد بن سهل یعنى العطار البغدادی لفظا من کتابه سنة خمس وثلثمائة قال حدثنا عبد الله بن محمد البلوى قال حدثنی عمارة بن زید قال حدثنی عبد الله بن العلا قال حدثنی صالح بن سبیع عن عمرو بن محمد بن صعصعة بن صوحان قال حدثنی أبی عن أبی المعتمر مسلم بن أوس قال حضرت مجلس علی علیه السلام فی جامع الکوفة فقام إلیه رجل مصفر اللون کأنه من متهودة الیمن فقال یا أمیر المؤمنین صف لنا خالقک وانعته لنا کانا نراه وننظر إلیه فسبح علی علیه السلام ربه وعظمه عز وجل وقال الحمد لله الذی هو أول بلا بذئ مما ولا باطن فیما ولا یزال مهما ولا
ممازج معما ولا خیال وهما لیس بشبح فیرى ولا بجسم فیتجزى ولا بذى غایة فیتناهى ولا بمحدث فیبصر ولا بمستتر فیکشف ولا بذى حجب فیحوى کان ولا أماکن تحمله اکنافها ولا حملة ترفعه بقوتها ولا کان بعد ان لم یکن بل حارت الأوهام ان یکیف المکیف للأشیاء ومن لم یزل بلا مکان ولا یزول باختلاف الأزمان ولا ینقلب شأن بعد شأن البعید من حدس القلوب المتعالى عن الأشباح والضروب الوتر علام الغیوب فمعانی الخلق عنه منفیة وسرائرهم علیه غیر خفیة المعروف بغیر کیفیة لا یدرک بالحواس ولا یقاس بالناس ولا تدرکه الابصار ولا یحیطه (یحیط به) الأفکار ولا تقدره العقول ولا تقع علیه الأوهام فکلما قدره عقل أو عرف له مثل فهو محدود وکیف یوصف بالأشباح وینعت بالألسن الفصاح من لم یحلل فی الأشیاء فیقال هو فیها کائن ولم ینأ عنها فیقال هو عنها بائن ولم یخل منها فیقال أین ولم یقرب منها بالالتزاق ولم
یبعد عنها بالافتراق بل هو فی الأشیاء بلا کیفیة وهو أقرب أینا من حبل الورید وابعد من الشبه من کل بعید لم یخلق الأشیاء من أصول أزلیة ولا من أوائل کانت قبله أبدیة بل خلق ما خلق وأتقن خلقه وصور ما صور فاحسن صورته فسبحان من توحد فی علوه فلیس بشئ منه امتناع ولاله بطاعة أحد انتفاع اجابته للداعین سریعة والملائکة له فی السماوات والأرض مطیعة کلم موسى تکلیما بلا جوارح وأدوات ولا شفه ولا لهوات سبحانه وتعالى عن الصفات فمن زعم أن اله الخلق محدود فقد جهل الخالق المعبود
والخطبة طویلة أخذنا منه موضع الحاجة انتهى اللغات قوله لا بدئ على فعیل أی لا یقال بدء الأشیاء مما إذ لم یخلقها من شئ قوله ولا یزال مهما کلمة مهما هنا ظرف زمان جیئ بها لتعمیم الأزمان أی لا یزول ابدا ویحتمل ان یکون حرف نفى آخر مقدرا أو یکون معطوفا على المنفى سابقا أی لیس لا یزاله مقیدا بمهما یکن کذا ویمکن ان یکون سقوط أحدهما من النساخ لتوهم التکرار ولا ممازج معما أی لا یمکن ان یقال مع أی شئ یمازج ولا خیال وهما أی غیر متخیل بالوهم لیس بشبه أی لیس بشخص ولا بمحدث فینبصر أی لو کان مبصرا لکان محدثا فلا یتوهم منه ان کل محدث مبصر قوله فیحوى أی أن تکون الحجب حاویة له أو یکون جسما محویا بالحدود والنهایات الضروب هی جمع الضرب بمعنى المثل أو المراد ضرب الأمثال الأشباح الصور الخیالیة والعقلیة