جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

16- ومن خطبه علیه السلام

زمان مطالعه: 6 دقیقه

فی حقوق الوالی والرعیة – نقلها فی الوافی ص 17 عن الکافی عن علی بن الحسین المؤدب عن البرقی وأحمد بن محمد بن أحمد عن التمیمی جمیعا عن إسماعیل بن مهران عن عبد الله بن الحارث عن جابر عن أبی جعفر علیه السلام قال خطب أمیر المؤمنین علیه السلام الناس بصفین فحمد الله وأثنى علیه وصلى على نبیه صلى الله علیه وآله وسلم ثم قال إما بعد فقد جعل الله لی علیکم حقا بولایة امرکم ومنزلتی التی أنزلنی الله بها منکم ولکم على من الحق مثل الذی لی علیکم والحق أجمل الأشیاء فی التواصف وأوسعها فی التناصف لا یجرى لاحد الا جرى علیه ولا یجرى علیه الا جرى له ولو کان لاحد ان یجرى ذلک ولا یجرى علیه لکان ذلک لله تعالى خالصا دون خلقه لقدرته على عباده ولعدله فی کل ما جرت علیه صروف قضائه ولکنه جعل حقه على العباد ان یطیعوه وجعل کفارتهم علیه حسن الثواب تفضلا منه وتطولا بکرمه وتوسعا بما هو من المرید له أهل ثم جعل من حقوقه حقوقا فرضها لبعض الناس على بعض فجعلها تتکافئ فی وجوهها ویوجب ببعضها

بعضا ولا یستوجب بعضها الا ببعض فاعظم ما افترض الله تعالى من تلک الحقوق حق الوالی على الرعیة وحق الرعیة على الوالی فریضة فرضها الله تعالى لکل على کل فجعلها نظام ألفتهم (وفى نسخة نظاما لألفتهم وعزا لدینهم وقواما لسنن الحق فیهم فلیست تصلح الرعیة الا بصلاح الولاة ولا تصلح الولاة الا باستقامة الرعیة فإذا أدت الرعیة إلى الوالی حقه وادى إلیها الوالی کذلک عن الحق بنیهم و قامت مناهج الدین واعتدلت معالم العدل وجرت على أزلالها السنن فصلح بذلک الزمان وطاب به العیش وطمع فی بقاء الدولة ویئست مطامع الأعداء وإذا غلبت الرعیة على والیهم وعلا الوالی الرعیة اختلفت هنا لک الکلمة وظهرت مطامع الجور وکثر الأدغال فی الدین وترکت معالم السنن فعمل بالهوى وعطلت الآثار وکثر علل النفوس ولا یستوحش لجسیم حق عطل ولا لعظیم باطل أثل فهنالک یذل الا برار ویعز الأشرار وتحزب البلاد وتعظم تبعات الله عند العباد

فهلم أیها الناس إلى التعاون على طاعة الله عز وجل والقیام بعدله والوفاء بعهده والانصاف له فی جمیع حقه فإنه لیس العباد إلى شئ أحوج منهم إلى التناصح فی ذلک وحسن التعاون علیه ولیس أحد وان اشتد على رضا الله حرصه وطال فی العلم اجتهاده ببالغ حقیقة ما اعطى الله تعالى من الحق أهل (وفى نهج البلاغة ببالغ حقیقة ما الله أهله من الطاعة) ولکن من واجب حقوق الله على العباد النصیحة له بمبلغ جهدهم والتعاون على إقامة الحق فیهم ثم لیس امرء وان عظمت فی الحق منزلته وجسمت فی الحق فضیلته بمستغن عن أن یعان على ما حمله الله من حقه ولا لامرء مع ذلک حست به الأمور واقتحمته العیون بدون ما ان یعین على ذلک ویعان علیه وأهل الفضیلة فی الحال و أهل النعم العظام أکثر فی ذلک حاجة وکل فی الحاجة إلى الله تعالى شرع سواء فاجابه رجل من عسکره لا یدرى من هو لأنه لم یر فی عسکره قبل ذلک الیوم ولا بعده فقال وأحسن الثناء على الله تعالى بما أبلاهم وأعطاهم من واجب حقه علیهم

والاقرار بکل ما ذکر من تصرف الحالات به وبهم ثم قال أنت أمیرنا ونحن رعیتک بک أخرجنا الله من الذل وباعزازک اطلق عباده من الغل فاختر علینا وامض اختیارک وائتمر فامض ائتمارک فإنک القائل المصدق والحاکم الموفق والملک المحول لا نستحل فی شئ معصیتک ولا نقیس علما بعلمک یعظم عندنا فی ذلک خطرک ویجل عنه فی أنفسنا فضلک

فاجابه أمیر المؤمنین علیه السلام

فقال إن من حق من عظم جلال الله فی نفسه وجل موضعه من قلبه ان یصغر عنده کل ما سواه لعظم ذلک وان أحق من کان کذلک لمن عظمت نعمة الله علیه ولطف احسانه إلیه فإنه لم تعظم نعمة الله على أحد الا ازداد حق الله علیه عظما وان من استخف حالات الولاة عند صالح الناس ان یظن بهم حب الفخر ویوضع امرهم على الکبر وقد کرهت ان یکون جال فی ظنکم انى أحب الاطراء واستماع الثناء ولست بحمد الله کذلک ولو کنت أحب ان یقال ذلک لترکته انحطاطا لله سبحانه عن تناول

ما هو أحق به من العظمة والکبریاء وربما استحلى الناس الثناء بعد البلاء فلا تثنوا على بجمیل ثناء لاخراجی نفسی إلى الله والیکم من البقیة فی حقوق لم افرغ من أدائها وفرائض لابد من امضائها فلا تکلمونی بما تکلمون به الجبابرة ولا تتحفظوا منى بما یتحفظ به عند أهل البادرة ولا تخالطونی بالمصانعة ولا تظنوا بی استشقالا لحق قیل لی ولا التماس اعظام نفسی لما لا یصلح لی فإنه من استثقل الحق ان یقال له أو العدل انى یعرض علیه کان العمل بهما أثقل علیه فلا تکفوا عنى مقالة بحق أو مشورة بعدل فانى لست فی نفسی بفوق ما ان اخطئ ولا آمن ذلک من فعلى الا ان یکفی الله من نفسی ما هو أملک به منى فإنما انا وأنتم عبید مملوکون لرب لا رب غیره یملک منا مالا نملک من أنفسنا إلى ما صلحنا علیه فابدلنا بعد الضلالة بالهدى وأعطانا البصیرة بعد العمى

فاجابه الرجل الذی اجابه من قبل فقال أنت أهل ما قلت والله والله أهل فوق ما قلته فبلائه عندنا لا یکفر وقد حملک الله رعایتنا وولاک سیاسة أمورنا فأصبحت علمنا الذی نهتدى به وامامنا الذی

نقتدى به وأمرک کله رشد وقولک کله أدب قد قرت بک فی الحیاة أعیننا وامتلأت من سرور بک قلوبنا وتحیرت من صفة ما فیک من بارع الفضل عقولنا ولسنا نقول لک أیها الامام الصالح تزکیة لک ولا نجاوز القصد فی الثناء علیک ولمن یکون فی فی أنفسنا طعن على یقینک أو غش فی دینک فنتخوف أن تکون أحدثت بنعمة الله تعالى تجبرا ودخلک کبر ولکنا نقول لک ما قلنا تقربا إلى الله تعالى بتوقیرک وتوسعا بتفضیلک وشکرا باعظام امرک فانظر لنفسک ولنا وآثر أمر الله على نفسک وعلینا فنحن طوع فیما امرتنا ننقاد من الأمور مع ذلک فیما ینفعنا فأجابه أمیر المؤمنین فقال

وانا استشهدکم عند الله على نفسی لعلمکم فیما ولیت به من أمورکم وعما قلیل یجمعنی وإیاکم الموقف بین یدیه والسؤال عما کنا فیه ثم یشهد بعضنا على بعض فلا تشهدوا الیوم بخلاف ما أنتم شاهدون غدا فان الله تعالى لا یخفى علیه خافیة ولا یجوز عنده الا منا صحة الصدر فی جمیع الأمور

فاجابه الرجل ویقال لم یرى الرجل بعد کلامه هذا لأمیر المؤمنین علیه السلام فاجابه وقد عال الذی فی صدره فقال والبکاء یقطع منطقه وغصص الشجا یکسر صوته اعظاما لخطر مرزئته ووحشة من کون فجیعته فحمد الله واثنى ثم شکا علیه هول ما اشفى إلیه من الخطر العظیم والذل الطویل فی فساد زمانه وانقلاب حده وانقطاع ما کان من دولته ثم نصب المسألة إلى الله تعالى بالامتنان علیه والمدافعة عنه بالتفجع وحسن الثناء فقال یا ربانی العباد ویا ساکن البلاد أین یقع قولنا من فضلک و أین یبلغ وصفنا من فعلک وانى نبلغ حقیقة حسن ثناءک أو نحصى جمیل بلاءک وکیف ربک جرت نعم الله علینا وعلى یدک اتصلت أسباب الخیر إلینا ألم تکن لذل الذلیل ملاذا وللعصاة الکفار اخوانا فبمن الا باهل بیتک وبک أخرجنا الله من فضاعة تلک الخطرات أو بمن فرج عنا غمرات الکربات وبمن

الا بکم أظهر الله معالم دیننا واستصلح ما کان فسد من دنیانا حتى استبان بعد الجور ذکرنا و قرت من رخاء العیش أعیننا لما ولینا بالاحسان جهدک ووفیت لنا بجمیع وعدک وقمت لنا على جمیع عهدک فکنت شاهد من غاب منا وخلف أهل البیت لنا وکنت عز ضعفاءنا وعماد عظمائنا یجمعنا فی الأمور عدلک ویتسع لنا فی الحق تأنیک فکنت لنا انسا إذا أریناک وسکنا إذا ذکرناک فأی الخیرات لم تفعل وأی الصالحات لا تعمل ولو أن الامر الذی نخاف علیک منه یبلغ تحویله جهدنا ویقوى لمدافعته طاقتنا أو یجوز الفداء عنک منه بأنفسنا وبمن نفد فیه بالنفوس من أبناءنا لقدمنا أنفسنا وأبناءنا قبلک ولا خطرناها وقل خطرها دونک ولقمنا بجهدنا فی محاولة من حاولک وفى مدافعة من ناواک ولکنه سلطان لا یحاول وعز لا یزاول ورب لا یغالب فان یمنن علینا بعافیتک ویترحم علینا ببقاءک ویتحنن علینا بتفریح هذا من حالک إلى سلامة منک لنا وبقاء منک بین أظهرنا نحدث لله عز وجل بذلک شکرا نعظمه وذکرا ندیمه ونقسم انصاف أموالنا صدقات وانصاف رقیقنا عتقاء ونحدث له تواضعا فی أنفسنا ونخشع فی جمیع أمورنا وان یمض بک الجنان ویجرى علیک حتم سبیله فغیر متهم فیک قضائه ولا مدفوع عنک بلاءه ولا مختلفة مع ذلک قلوبنا بان اختیاره لک ما عنده على ما کنت فیه ولکنا نبکى من غیر اثم لعز هذا السلطان ان یعود ذلیلا وللذین والدنیا أکیلا فلا نرى لک خلفا نشکوا إلیه ولا نظیرا نأمله ولا نقیمه

اللغات قوله فریضة فرضها الله إما مرفوع لیکون خبر مبتداء محذوف واما منصوب على الحالیة أو باضمار فعل عز الحق أی غلب على أزلالها زل الطریق بالکسر محجتها وأمور الله الجاریة على أزلالها مجاریها وهی جمع زل بالکسر أثل یقال ما مؤثل ومجد مؤثل أی مجموع ذو أصل واثلة أی زکاه وفى النهج انه بالحفیف خسئت به الأمور أی طردت وبعدت قوله فاجابه رجل قال العلامة المجلسی ره فی شرح الخطبة الظاهر هو الخضر من الغل أی أغلال الشرک والمعاصی والمحکى عن بعض النسخ القدیمة (اطلق عنا رهاین الغل) أی ما یوجب اغلاله یوم القیمة وأتمر أی اقبل ما امرک الله به فامضه علینا والایتمار بمعنى المشاورة والمخول بالخاء المنعم علیه من أسخف فی بعض نسخ الکافی من استخف من الاستخفاف وفى النهج وبعض النسخ من أسخف بکسر المیم من السخافة جال بالجیم من الجولان الاطراء المبالغة فی المدح وربما استحلى الناس أی وجدوه حلوا لاخراجی نفسی أی لاعترافی بین یدی الله وبمحضر منکم ان حقوقا على فی ولایتکم وریاستی علیکم لم أقم بها البادرة الحدة والکلام الذی یسبق من الانسان فی الغضب المصانعة الرشوة والمداراة فبلائه عندنا لا یکفر أی نعمته عندنا وافرة بحیث لا نستطیع کفرها وسترها وقد عال الذی فی صدره یقال عالنی الشئ أی غلبنی وعال امرهم اشتد غصص الشجا الغصة بالضم ما اعترض فی الحلق والشجا والشجو الهم والحزن قوله

لخطر مرزئته الخطر بالتحریک القدر والمزلة والاشراف على الهلاک والمرزئة الفجیعة والمصیبة قوله اشفى أی أشرف علیه الربانی منسوب إلى الرب بزیادة الألف والنون وهو العالم الراسخ فی العلم و الدین الذی یطلب بعلمه وجه الله والعصاة الکفار اخوانا أی کنت تعاشر من یعصیک کمعاشرة الاخوان شفقة منک علیهم طالبا لهدایتهم الحور النقصان بعد الزیادة وفى بعض النسخ الجور و الثمال الملجأ یبلغ تحریکه أی تغییره وصرفه وفى بعض النسخ القدیمة تحویلة حاولک أی قصدک أکیلا الأکیل بمعنى المأکول وبمعنى الاکل وهنا بمعنى الثانی أی نبلى بتبدل هذا السلطان الحق بسلطنة الجور فیکون آکلا للدین والدنیا وفى بعض النسخ لعن الله هذا السلطان فمرجع الإشارة شخصه أقول إن هذه الخطبة قد نقلها الرضی رضی الله عنه وارضاه فی النهج لکن لما کان بین ما فیه وفى الکافی اختلافا کثیرا وزیادة ونقصانا فلذا اوردتها فی مجموعتی هذه تعمیما للعائدة وتمیما للفائدة