کتاب المحتضر ص 85 (بالضاد المعجمة) للشیخ الجلیل حسن بن سلیمان الحلى ره تلمیذ شیخنا الشهید الأول من علماء أوائل القرن التاسع الهجری روى عن الشیخ الجلیل محمد بن الحسن الطوسی فی الأمالی مرفوعا إلى یعقوب بن شعیب عن صالح بن میثم التمار قال وجدت فی کتاب میثم یقول فیه أمسینا لیلة عند أمیر المؤمنین علیه السلام فقال لنا
لیس من عبد امتحن الله قلبه للایمان الا أصبح یجد مودتنا على قلبه وما أصبح عبد ممن سخط الله علیه الا یجد بغضنا على قلبه فأصبحنا نفرح بحب المحب لنا ونعرف بغض المبغض لنا وأصبح محبنا مغتبطا بحبنا برحمة الله ینتظرها کل یوم وأصبح مبغضنا یؤسس بنیانه على شفا جرف هار فکان ذلک الشفا قد انها ربه فی نار
جهنم وکان أبواب الرحمة قد انفتحت لأهل الرحمة فهنیئا لأصحاب الرحمة برحمتهم وتعسا لأهل النار بمثواهم ان عبدا لن یقصر فی حبنا لخیر جعله الله فی قلبه ولم یحبنا من یحب مبغضنا فان ذلک لا یجتمع فی قلب واحد وما جعل الله لرجل من قلبین فی جوفه یحب بهذا قوما ویحب بالآخر عدوهم والذی یحبنا فهو یخلص حبنا کما یخلص الذهب لا غش فیه نحن النجباء وفرطنا فرط الأنبیاء وانا وصى الأنبیاء وانا حزب الله ورسوله والفئة الباغیة حزب الشیطان فمن أحب ان یعلم حاله فی حبنا فلیمتحن قلبه فان وجد فیه شیئا من بغضنا فلیعلم ان الله عدوه وجبریل ومیکال والله عدو للکافرین
إلى هنا تم الجزء الأول بعون الله تعالى ویتلوه الجزء الثانی بفضله إن شاء الله بحول الله وقوته وحسن توفیقه وهدایته ومنه وعنایته قد فرغت من تسوید هذا الجزء الأول من کتابی مصباح البلاغة فی مشکاة الصیاغة حاو لشطر من خطب باب مدینة علم رسول الله صلى الله علیه وآله وکلماته وحکمه التی کانت متشتة فی طی کتب الفریقین من الموالفین والمخالفین فصار بحمد الله تعالى مصباحا لمن استصبح به واستضاء بنوره وکان فراغی من تسویده وتألیفه طلیعة فجر یوم الخمیس الثانی عشر من شهر ربیع الثانی من شهور سنة سبع وثمانین وثلاثمأة بعد الألف من الهجرة المقدسة النبویة على مهاجرها آلاف الصلوات والتحیات وانا المفتقر إلى غفران ربه والمعتصم بحبل ولایة أولیائه الاثنی عشر
حسن بن علی المیر جهانى الطباطبائی الجرقوئی