الارشاد ص 132 قال ومن کلامه علیه السلام فی مقام آخر
أیها الناس انى استنفرتکم لجهاد هؤلاء القوم فلم تنفروا و أسمعتکم فلم تجیبوا ونصحت لکم فلم تقبلوا شهود کالغیب اتلو علیکم الحکمة فتعرضون عنها واعظکم بالموعظة البالغة فتنفرون منها کأنکم حمر مستنفرة فرت من قسورة وأحثکم على جهاد أهل الجور فما اتى آخر قولی حتى أراکم متفرقین أیادی سبأ ترجعون إلى مجالسکم تتربعون حلقا وتضربون الأمثال وتناشدون الاشعار وتجسسون الاخبار حتى إذا تفرقتم تسئلون عن الاشعار جهلة من غیر علم وغفلة من غیر ورع وتثبطا من غیر خوف نسیتم الحرب والاستعداد لها فأصبحت قلوبکم فارغة من ذکرها شغلتموها بالأعالیل والأباطیل فالعجب کل العجب ومالی لا أعجب من اجتماع قوم على باطلهم وتخاذلکم من حقکم یا أهل الکوفة أنتم کأم مجالد حملت فأمصلت فمات قمیها فطال تأیمها وورثها ابعدها والذی فلق الحبة وبرء النسمة ان
من ورائکم الأعور الأدبر جهنم الدنیا لا تبقى ولا تذر ومن بعده النهاس الفراس الجموع المنوع ثم لیتوارثنکم من بنى أمیة عدة ما الاخر بأرأف منکم من الأول ما خلا رجلا واحدا بلاء قضاء الله على هذه الأمة لا محالة کائن یقتلون خیارکم و یستعبدون ارذالکم ویستخرجون کنوزکم وذخائرکم من جوف جهالکم نقمة بما ضیعتم من أمورکم وصلاح أنفسکم ودینکم یا أهل الکوفة أخبرکم بما یکون قبل ان یکون لتکونوا منه على حذر ولتنذروا به من اتعظ واعتبر کأنی بکم تقولون ان علیا یکذب کما قالت قریش لنبیها صلى الله علیه وآله وسیدها نبی الرحمة محمد بن عبد الله حبیب الله فیا ویلکم افعلى من اکذب أعلى الله فانا أول من عبده ووحده أم على رسول الله صلى الله علیه وآله فانا أول من آمن به وصدقه ونصره کلا والله ولکنها لهجة خدعة کنتم عنها أغنیاء والذی فلق الحبة وبرء النسمة لتعلمن نباها
بعد حین وذلک إذا صیرکم إلیها جهلکم ولا ینفعکم عندها علمکم فقبحا لکم یا أشباه الرجال ولا رجال حلوم الأطفال وعقول ربات الحجال أم والله أیها الشاهدة أبدانهم الغائبة عنهم عقولهم المختلفة أهوائهم ما أعز الله نصر من دعاکم ولا استراح قلب من قاساکم ولا قرت عین ما آواکم کلامکم یوهی الصم الصلاب وفعلکم یطمع فیکم العدو المرتاب یا ویحکم أی دار بعد دارکم تمنعون ومع أی امام بعدی تقاتلون المغرور والله من غررتموه من فاز بکم فاز بالسهم الاخیب أصبحت لا اطمع فی نصرکم ولا أصدق قولکم فرق الله بینی وبینکم واعقبنى بکم من هو خیر لی منکم و وأعقبکم بی من هو شر لکم مى امامکم یطیع الله وأنتم تعصونه وامام أهل الشام یعصى الله وهم یطیعونه والله لوددت ان معاویة صادفنی بکم صرف الدینار بالدرهم فاخذ منى عشرة منکم وأعطانی منهم واحدا والله لوددت انى لم أعرفکم ولم تعرفونی فإنها معرفة
جرت ندما لقد وریتم صدری غیظا وأفسدتم على امرى بالخذلان والعصیان حتى لقد قال قریش ان علیا رجل شجاع لکن لا علم له بالحرب لله هم هل کان فیهم أحد أطول لها مراسا منى وأشد له مقاساة لقد نهضت فیها وما بلغت العشرین فها انا ذا لقد ذرفت على الستین ولکن لا أمر لمن لا یطاع أم والله لوددت ان ربى أخرجنی من بین أظهر کم إلى رضوانه وان المنیة لترصدنی فما یمنع أشقاها ان یخضبها ونزل یده على رأسه ولحیته عهدا عهده إلى النبی الأمی وقد خاب من افترى ونجا من اتقى وصدق بالحسنى یا أهل الکوفة دعوتکم على جهاد هؤلاء القوم لیلا ونهارا وسرا واعلانا وقلت لکم اغزوهم قبل ان یغزوکم فإنه ما غزا قوم فی عقر دارهم الا ذلوا فتواکلتم وتخاذلتم وثقل علیکم قولی و استصعب علیکم امرى واتخذتموه وراءکم ظهریا حتى شنت علیکم الغارات وظهرت فیکم الفواحش والمنکرات تمسیکم وتصبحکم کما فعل
باهل المثلات من قبلکم حیث أخبر الله عن الجبابرة العتاة الطغاة و المستضعفین من الغواة فی قوله عز وجل یذبحون أبناءکم و یستحیون نساءکم وفى ذلکم بلاء من ربکم عظیم إما والذی فلق الحبة وبرء النسمة لقد حل بکم الذی توعدون عاتبتکم یا أهل الکوفة بمواعظ القرآن فلم انتفع بکم وأدبتکم بالدرة فلم تستقیموا لی وعاقبتکم بالسوط الذی یقام به الحدود فلم ترعوا ولقد علمت أن الذی یصلحکم هو السیف وما کنت متحریا صلاحکم بفساد نفسی ولکن سیسلط علیکم بعدی سلطان صعب لا یوقر کبیرکم ولا یرحم صغیر کم ولا یکرم عالمکم ولا یقسم الفیئ بالسویة بینکم ولیضربنکم ولیذلنکم ویجهزنکم فی المغازی ولیقطعن سبیلکم ولیحجبنکم على بابه حتى یأکل قویکم ضعیفکم ثم لا یبعد الله الا من ظلم منکم ولقل ما أدبر شئ ثم اقبل وانى لأظنکم فی فترة وما على الا النصح لکم یا أهل الکوفة قد منیت منکم بثلاث واثنین صم ذووا اسماع بکم ذووا السن وعمى
ذووا ابصار لا اخوان صدق عند اللقاء ولا اخوان ثقة عند البلاء اللهم إنی قد مللتهم وملونی وسئمتهم وسئمونی اللهم لا ترض عنهم أمیرا ولا ترضهم عن أمیر ومث قلوبهم کما یماث الملح فی الماء أم والله لو أجد بدا من کلامکم ومراسلتکم ما فعلت ولقد عاتبتکم فی رشدکم حتى لقد سئمت الحیاة کل ذلک تراجعون بالهزء من القول فرارا من الحق والحادا إلى الباطل الذی لا یعز الله باهله الدین وانى لا علم انکم لا تزیدوننی غیر تخسیر کلما امرتکم بجهاد عدوکم اثا قلتم إلى الأرض وسألتمونی التأخیر دفاع ذی الدین المطول إذا قلت لکم انفروا فی الشتاء قلتم هذا أوان قر وصرد و ان قلت لکم انفروا فی السیف قلتم هذا حمارة القیظ انظرنا ینصرم الحر عنا کل ذلک فرارا عن الجنة إذا کنتم عن الحر والبرد تعجزون فأنتم والله من حرارة السیف أعجز واعجز فانا لله وانا إلیه راجعون یا أهل الکوفة قد أتانا الصریح یخبرنی ان أخا غامد قد نزل الأنبار
على أهلها لیلا فی أربعة آلاف فأغار علیهم کما یغار على الروم و الخرز فقتل بها عاملی حسان وقتل معه رجالا صالحین ذوی فضل وعبادة ونجدة بوء الله لهم جنات النعیم وانه أباحها ولقد بلغنی ان العصبة من أهل الشام کانوا یدخلون على المرأة المسلمة و الأخرى المعاهدة فیهتکون سترها ویأخذون القناع من رأسها والخرص من اذنها والأوضاح من یدیها ورجلیها وعضدیها و الخلخال والمیزر عن سوقها فما تمتنع الا بالاسترجاع والنداء یا للمسلمین فلا یغیثها مغیث ولا ینصرها ناصر فلو ان مؤمنا مات من دون هذا أسفا ما کان عندی ملوما بل کان عندی بارا محسنا واعجبا کل العجب من تظافر هؤلاء القوم على باطلهم وفشلکم عن حقکم قد صرتم غرضا یرمى ولا ترمون وتغزون ولا تغزون ویعصى الله وترضون تربت أیدیکم یا أشباه الإبل غاب عنها رعاتها کلما اجتمعت من جانب تفرقت من جانب
النفر الخروج إلى العزو وجماعة بتفز إلى مثلها ومنه الانفار والاستفار کله بمعنى قوله تعالى حمر مستنفره أی نافرة ومستنفره بفتح الفاء أی مذعورة تثبطا أی تثاقلا وتقاعدا قوله أم مجالد کنیة امرأة حملت فأملصت أی ألقت ما فی بطنها فطال تأیمها أی خلوها من الأزواج النهاس الأسد الفراس القتال قوله ما خلا رجلا واحدا أراد منه عمر بن عبد العزیز الأموی الحجال جمع حجلة وهی بیت العروس قاساکم أی کأیدکم یوهی من وهی یهى أی یسترخى الصم الصلاب الحجر الصلب لقد وریتم الحجاز ومنه قوله علیه السلام ما غزا قوم فی عقرها رهم إلا وذلوا تواکل القوم إذا اتکل بعضهم على بعض قوله اتخذتموه وراءکم ظهرنا أی جعلتموه وراء ظهورکم وهو منسوب إلى الظهر وکسر الظاء من تغییرات النسب حتى شنت الغارات أی فرقتها علیهم الدرة بالکسر التی یضرب بها سأمتمونی أی ما لمتمونی مث قلوبهم أی ذاب قلوبهم کما یذوب الملح فی الماء الحاد إلى الباطل أی مائل إلیه القر البرد الصرد معرب السرد حمارة القیظ شدة الحرارة ینصرم الحر أی ینقضى وینقطع أخا غامد هو الذی ذکره هو سفیان بن عوف بن المقفل الغامدی وغامد قبیلة من الیمن الأنبار بلدة بالعراق والخزز بضم الخاء وسکون الزاء وفتحها ثم الراء المهملة طائفة من الأمم من ولد یافث بن نوح العصبة الجماعة الخرص حلقة الذهب أو الفضة أو حلقة القرط الاوضاخ الحلى من الفضة والذهب والخلخال السوق جمع الساق تربت أی لا أصبت خیرا.