الارشاد ص 120 قال وقد نفر من ذی قار متوجها إلى البصرة بعد حمد الله والثناء علیه والصلاة على رسول الله صلى الله علیه وآله إما بعد فان الله تعالى فرض الجهاد وعظمه وجعله نصرة له والله ما صلحت دنیا قط ولادین الا به وان الشیطان قد جمع خربه واستجلب خیله وشبه فی ذلک وخدع وقد بانت الأمور وتمحصت والله ما أنکروا على منکرا ولا جعلوا
بینی وبینهم نصفا وانهم لیطلبون حقا ترکوه ودما سفکوه و لئن کنت شرکتهم فیه ان لهم لنصیبهم منه وان کانوا ولوه دونی فما تبعته الا قبلهم وان أعظم حجتهم لعلى أنفسهم و انى لعلى بصیرتی ما لیست على وانها للفئة الباغیة فیه اللحم واللحمة قد طالت هلبتها وأمکنت درتها یرضعون ما فطمت ویحیون بیعة ترکت لیعود الضلال إلى نصابه ما اعتذر مما فعلت ولا أتبرأ مما صنعت فیا خیبة للداعی ومن دعى لو قیل له إلى من دعوتک والى من أجبت ومن امامک وما سنته إذا لزاح الباطل عن مقامه ولصمت لسانه فیما نطق وأیم الله لأفرطن لهم حوضا انا ماتحه (مادحه) لا یصدرون عنه ولا یلقون بعده ریا ابدا وانى لراض بحجة الله علیهم وعذره فیهم إذا انا داعیهم فمعذر إلیهم فان تابوا واقبلوا فالتوبة مبذولة والحق مقبول ولیس على الله کفران وان أبو أعطیتهم حد
السیف وکفى به شافیا من باطل وناصرا للمؤمن
قوله علیه السلام تبعته التبعة ما یترتب على الفعل من الخیر والشر الا ان استعماله فی الشر أکثر وتجمع على تبعات وتباعات قوله فیه اللحم واللحمة أی القتل والقتال ولحم بمعنى قتل وله معان آخر غیر مربوطة فی المقام قوله هلبتها أی داهیتها وأمکنت درتها أی کثرتها وسیلانها یرضعون ما فطمت استعارة وکنایة عن اشتداد القتل والقتال بعد الصلح وانقطاع الحرب بینهم قوله لزاح الباطل لزاح الباطل أی لزال أیم الله بفتح الهمزة وکسرها اسم موضع للقسم لا جمع یمین خلافا للکوفیین مثل لعمر الله.