کتاب الغیبة لمحمد بن إبراهیم بن جعفر أبى عبد الله الکاتب النعمانی الشهیر بابن زینب المعاصر للکلینی صاحب الکافی والمتوفى فی المأة الرابعة من الهجرة من نسخته المطبوعة فی طهران سنة 1317 ص 71 عن أحمد بن محمد بن سعید بن عقدة الکوفی قال حدثنا أحمد بن محمد الدینوری قال حدثنا علی بن الحسن الکوفی عن عمیرة بنت أوس قالت حدثنی جدی الخضر بن عبد الرحمن عن أبیه عن جده عمر بن سعید عن أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام أنه قال لحذیفة بن الیمان
یا حذیفة لا تحدث الناس بما لا یعلمون (لا یعرفون) فیطغوا ویکفروا ان من العلم صعبا شدیدا محمله لو حملته الجبال عجزت عن حمله ان علمنا أهل البیت یستنکر ویبطل ویقتل رواته و یساء إلى من یتلوه بغیا وحسدا لما فضل الله به عترة النبی (الوصی) وصى رسول الله صلى الله علیه وآله یا ابن الیمان ان النبی صلى الله علیه وآله تفل فی فمی وامر یده على صدری وقال اللهم اعط خلیفتی ووصیی وقاضى دینی و
منجز وعدى وأمانتی وولیی وولى حوضی وناصری على عدوک وعدوى ومفرج الکرب عن وجهی ما أعطیت آدم من العلم وما أعطیت نوحا من الحلم وما أعطیت إبراهیم من العترة الطیبة والسماحة وما أعطیت أیوب من الصبر عند البلاء وما أعطیت داود من الشدة عند منازلة الاقران وما أعطیت سلیمان من الفهم لا تخف عن علی شیئا من الدنیا حتى تجعلها کلها بین عینیه مثل المائدة الصغیرة بین یدیه اللهم اعطه جلادة موسى واجعل فی نسله شبیه عیسى اللهم انک خلیفتی علیه وعلى عترته وعلى ذریته الطیبة المطهرة التی أذهبت عنها الرجس والنجس وصرفت عنها ملامسة الشیطان اللهم ان بغت قریش علیه وقدمت غیره علیه فاجعله بمنزلة هارون من موسى إذا غاب عنه موسى ثم قال یا علی کم من ولدک من ولد فاضل یقتل والناس قیام ینظرون لا یعیرون فقبحت أمة ترى أولاد نبیها یقتلون ظلما ولا یعیرون ان القاتل والامر والمساعد
الذی لا یعیر کلهم فی الاثم واللعان مشترکون یا ابن الیمان ان قریشا لا تنشرح صدروها ولا ترضى قلوبها ولا تجرى ألسنتها ببیعة على وموالاته الا على الکره والعمى والطغیان یا ابن الیمان ستبایع قریش علیا ثم تنکث علیه وتحاربه وتناضله وترمیه بالعظائم وبعد على بالحسن وستنکث علیه ثم یلی الحسین فیقتل فلعنت أمة تقتل ابن بنت نبیها ولا تعز من أمة ولعن القائد لها و المرتب لجیشها فوالذی نفس على بیده لا تزال هذه الأمة بعد قتل الحسین ابنی فی ضلال وظلمة وعسفة وجور واختلاف فی الدین وتغییر وتبدیل لما انزل الله فی کتابه واظهار البدع وابطال السنن واختلاف وقیاس مشتبهات وترک محکمات حتى تنسلخ من الاسلام وتدخل فی العمى والتلدد والتکسع ما لک یا بنى أمیة ومالک یا بنى فلان لک الاتعاس فما فی بنى فلان الا ظالم معتد متمرد على الله بالمعاصی قتال لولدی هتاک لستر
حرمتی فلا تزال هذه الأمة جبارین یتکالبون على حرام الدنیا منغمسین فی بحار الهلکات فی أودیة الدماء حتى إذا غاب المتغیب من ولدى عن عیون الناس وماج الناس بفقده أو بقتله أو بموته اطلعت الفتنة ونزلت البلیة وأتیحت العصبیة وغلا الناس فی دینهم واجتمعوا على أن الحجة ذاهبة والإمامة باطلة ویحج حجیج الناس فی تلک السنة من شیعة على ونواصبهم للتمکن والتجسس عن خلف الخلف فلا یرى له اثر ولا یعرف له خلف فعند ذلک سبت شیعة على سبها أعدائها وغلبت علیها الأشرار والفساق باحتجاجها حتى إذا تعبت الأمة وتدلهت أکثرت فی قولها ان الحجة هالکة والإمامة باطلة فورب على أن حجتها علیها قائمة ماشیة فی طرقاتها داخلة فی دورها وقصورها جوالة فی شرق الأرض وغربها یسمع الکلام ویسلم على الجماعة یرى ولا یرى إلى یوم الوقت والوعد ونداء المنادى من السماء ذلک یوم سرور
ولد على وشیعة على وشیعته) علیه السلام أقول السماحة الجود التعییر التقبیح یقال عیرته أی قبحته العسف بالفتح والسکون الاخذ على غیر الطریق والظلم أیضا وکذا التعسف والاعتساف قوله التلدد قال الفیروزآبادی تلدد أی تلفت یمینا وشمالا وتحیر قوله التسکع أی التمادی فی الباطل الاتعاس جمع التعس بمعنى الهلاک الاتاحة التعرض فیما لا یعنى یقال اتاحه الله فأتیح التدله ذهاب العقل والتحیر من الهوى یقال دلهه الحب أی حیره ودهشه