جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

54 – ومن کلامه علیه السلام

زمان مطالعه: 5 دقیقه

المسترشد ص 94 قال علیه السلام

یا معشر قریش انا أهل البیت أحق بهذا الامر منکم ما کان فینا من یقرء القرآن ویعرف السنة ویدین بدین الحق فخشى القوم ان انا ولیت علیهم ان لا یکون لهم فی الامر نصیب ما بقوا أو اخذ بأنفاسهم واعترض فی حلوقهم فاجمعوا جماعا واحدا فصرفوا الولایة عنى إلى عثمان وأخرجونی من الامرة علیهم رجاء ان ینالوها ویتداولوها ثم قالوا هلم فبایع والا جاهدناک فبایعت مستکرها وصبرت محتسبا فقال عبد الرحمن یا ابن أبی طالب انک على هذا الامر لحریص قلت حرصی على أن یرجع إلى حقی فی عافیة ولا یجوز لی عنه السکوت لاثبات الحجة علیکم وأنتم حرصتم على دنیا تبید فانى قد جعلنی الله ورسوله أولی به منکم وأنتم تصرفون وجهی دونه وتحولون بینی وبینه فبهتوا والله لا یهدى القوم الظالمین اللهم إنی استعدیک على قریش فإنهم قطعوا رحمی وأضاعوا سنتی وصغروا عظیم منزلتی

وأجمعوا على منازعتی أمرا کنت أولی الناس به منهم فسلبونیه ثم قالوا الا ان فی الحق ان تأخذه وفى الحق ان تمنعه فاصبر کمدا أو مت متأسفا حنقا وأیم الله ان استطاعوا ان یدفعوا قرابتی کما قطعوا سنتی فعلوا ولکن لم یجدوا إلى ذلک سبیلا وکان نبی الله صلى الله علیه وآله وسلم عهد إلى فقال یا ابن أبی طالب لک ولایة أمتی من بعدی فان ولوک فی عافیة واجتمعوا علیک بالرضا فقم بامرهم وان اختلفوا علیک فدعهم وما هم فیه فان الله سیجعل لک مخرجا فنظرت فإذا لیس معی رافد ولاذاب ولا مساعد الا أهل بیتی فضننت بهم على الموت والهلاک ولو کان بهم حمزة أو اخى جعفر ما بایعت کرها فأغضیت على القذى وتجرعت على الشجى وصبرت من کظم الغیظ على أمر من العلقم وآلم للقلوب من حز الشفار ثم تفاقمت الأمور فما زالت تجرى على غیر جهتها فصبرت علیکم حتى نقمتم على عثمان أتیتموه فقتلتموه خذله أهل بدر

وقتله أهل مصر والله ما امرت ولا نهیت عنه ولو امرت به لکنت قاتلا ولو نهیت عنه لصرت ناصرا ثم جئتمونی لتبایعونی فأبیت علیکم وأمسکت یدی فنازعتمونی ورافعتمونی وبسطتم یدی فکففتها ومددتموها فقبضتها ثم تداککتم على تداکک الهیم على حیاضها یوم ورودها وازدحمتم على حتى ظننت ان بعضکم قاتل بعضا وانکم قاتلی حتى انقطع النعل وسقط الرداء ووطئ الضعیف وبلغ من سرور الناس ببیعتهم إیای ان حمل الصغیر وخرج إلیها الکبیر وتحامل إلیها العلیل وحسرت إلیها الکفار فقلتم بایعنا لا نجد غیرک ولا نرضى الا بک فبایعنا لا نتفرق ولا نختلف فبایعتکم على کتاب الله وسنة نبیه صلى الله علیه و آله وسلم ودعوت الناس إلى بیعتی فمن بایعنی طائعا قبلت منه ومن أبى ترکته فبایعنی فیمن بایعنی طلحة والزبیر ولو أبیا ما أکرهتهما کما لم أکره غیرهما وکان طلحة یرجو الیمن والزبیر یرجو

العراق فلما علما انى غیر مولیهما استاذنا فی العمرة یریدان الغدرة فاتیا عایشة فاستخفاها مع شئ کان فی نفسها على والنساء نواقص العقول ونواقص الایمان ونواقص الحظوظ فاما نقصان ایمانهن فقعود هن عن الصلاة فی أیام حیضهن واما نقصان عقولهن فلا شهادة لهن الا فی الدین وشهادة امرأتین برجل و إما نقصان حظوظهن فمواریثهن على الانصاف من مواریث الرجال وقادهما عبد الله بن عامر إلى البصرة وضمن لهما الأموال و الرجال فبینا هما یقودانها إذ هی تقودهما فاتخذاها دریئة یقاتلان بها والى خطیئة أعظم مما آتینا اخرجا أمهما زوجة رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم وکشفا عنها حجابا ستره الله جل اسمه علیها وصانا حلائلهما ما انصفا الله ورسوله فأصابوا ثلاث خصال من حقها على من فعلها من الناس فی کتاب الله عز وجل البغى والنکث والمکر قال الله تعالى یا أیها الناس انما

بغیکم على أنفسکم وقال تعالى ومن نکث فإنما ینکث على نفسه وقال ولا یحیق المکر السیئ الا باهله فقد والله بغیا على و نکثا بیعتی وغدرا بی انى منیت بأربعة ما منى أحد بمثلهن منیت بأطوع الناس فی الناس عایشة بنت أبی بکر وأشجع الناس الزبیر بن العوام وبأخصم الناس طلحة بن عبید الله و بأکثر الناس مالا یعلى بن حنبة التمیمی أعان على باصراع الدنانیر والله لئن استقام هذا الامر لأجعلن ماله وولده فیئا للمسلمین فاتیا البصرة وأهلها مجتمعون على طاعتی وبیعتی وبها شیعتی وخزان بیت مال المسلمین فدعوا الناس إلى معصیتی والى نقض بیعتی فمن أطاعهم أکفروه ومن عصاهم قتلوه فسار بهم حکیم بن جبلة العبدی فی سبعین رجلا من عباد أهل البصرة وکانوا یسمون أصحاب الثفنات کان جبهاتهم ثفنات الإبل وأبى ان یبایعهما یزید بن الحرث الیشکری

وهو شیخ أهل البصرة یومئذ وقال اتقیا الله ان اولکما قادنا إلى الجنة فلا یقودنا آخرکما إلى النار إما یمینی فشغلها علی علیه السلام عنی واما شمالی فهذه خذاها فارغة ان شئتما فخنق حتى مات وقام عبد الله بن حکیم التمیمی فقال یا طلحة تعرف هذا الکتاب قال نعم هذا کتاب إلیک قال هل تدرى ما فیه قال اقراه على فقرأ فإذا فیه عیب عثمان ودعاءه إلى قتله ثم اخذا عاملی عثمان بن حنیف أمیر الأنصار فمثلا به نتفا کل شعرة فی رأسه ووجهه وقتلا شیعتی طائفة صبرا وطائفة غدرا وطائفة جالدوا بأسیافهم حتى لقوا الله عز وجل صادقین فوالله لو لم یصیبوا منهم الا رجلا واحدا متعمدین بقتله لحل لی قتالهم وقتل ذلک الجیش کله إما طلحة فرماه مروان بسهم فقتله واما الزبیر فذکر قول رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم له تقاتل علیا وأنت ظالم فرجع من الحرب على عقبه واما عایشة فان نبی الله نهاها

عن مسیرها فعضت یدها ندامة على ما کان منها وکان طلحة لما نزل بذى قار قام خطیبا وقال أیها الناس انا أخطأنا فی أمر عثمان خطیئة لا یخرجنا منها الا الطلب بدمه وعلى قاتله علیه القود وقد نزل ذا قار مع نساجى الیمن وقصابی ومنافقی مصر فلما بلغنی ذلک کتبت إلیه أناشده بحق محمد صلى الله علیه وآله وسلم الست آتیتنی فی أهل مصر وقد حضروا عثمان فقلت انهض بنا إلى هذا الرجل فانا لا نستطیع قتله الا بک الا تعلم أنه سیر أبا ذر وفتق بطن عمار واوى الحکم بن أبی العاص طرید رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم واستعمل الفاسق فی کتاب الله الولید بن عقبة بن أبی معیط وقد ضرب فی الخمر وسلط خالد بن الولید على عرفطة العذرى وانحى على کتاب الله یحرفه ویحرقه فقلت لا ارى قتله الیوم وأنت الیوم تطلب بدمه فاتیاه معکما عمرو وسعید فخلیا عنهما یطلبان بدم أبیهما متى کانت أسد ویتم أولیاء دم بنى

أمیة فانقطعا عند ذلک وقام عمران بن الحصین الخزاعی صاحب رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم فقال یا هذان لا تخرجانا من طاعة الله على أنفسکما ولا تحملانا على نقض بیعته فإنها لله رضی إما وسعتکما بیوتکما حتى جئتما أم المؤمنین لطاعتها إیاکما من مسیرها معکما وکفى عنا أنفسکما وارجعا فأبیا علیه ثم نظرت فی أهل الشام فإذا هم بقیة الأحزاب وحثالة الاعراب فراش نار وذبان طمع تجمعوا من کل أوب ومنزل ممن کان ینبغی ان یؤدب ویدرب ویولى علیه لیسوا من المهاجرین والأنصار ولا التابعین باحسان فسرت إلیهم ودعوتهم إلى الطاعة والجماعة فأبوا الا شقاقی وعنادی وفراقی وقاموا فی وجوه المسلمین ینضحونهم بالنبل فهناک نهدت إلیهم بالمسلمین فقاتلوهم فلما عضهم السلاح ووجدوا ألم الجراح رفعوا المصاحف یدعون إلى ما فیها فأنبأتهم انهم لیسوا بأصحاب دین ولا قرءان وانهم

رفعوها خدیعة ومکرا ومکیدة وغدرا فامضوا إلى حقکم و قتالکم فأبیتم على وقلتم اقبل منهم فان أجابونا إلى ما فی الکتاب جامعونا على ما نحن علیه من الحق وان أبوا کان أعظم لحجتنا علیهم فقبلت منهم وکففت عنهم وکان الصلح بینکم و بینهم على رجلین حکمین یحییان ما أحیا القرآن ویمیتان ما أمات القرآن فاختلف رأیهما وتفرق حکمهما ونبذا حکم القرآن وخالفا ما فی الکتاب واتبعا اهوائهما بغیر هدى من الله فجنبهما الله السداد ورکبهما فی الضلال وانحازت فرقة عنا فترکناهم وما ترکونا فقلنا ادفعوا إلینا قتلة اخواننا ثم کتاب الله بیننا وبینکم فقالوا کلنا قتلهم وکلنا استحل دماءهم ودمائکم فشدت علیهم خیلنا فصرعهم الله مصارع الظالمین

أقول: قد نقل الرضی رضی الله عنه بعض فقرات هذه الخطبة فی النهج رأیت نقل مالم ینقل هناک تتمیما للفائدة وتوفیر العائدة الحنق محرکة الغیظ الرافد المعین قوله فأغضیت على القذا أی أدینت الجفون مما وقع فی العین قوله وتجرعت على الشجى أی بلعت على ما اعترض فی حلقى العلقم الحنظل وکل شئ طعمه مر قوله حز الشفار أی قطع السیوف تفاقمت الأمور أی لم تجر على الاستواء تداککتم على تداکک الهیم أی ازدحمتم

على ازدحام الإبل العطاش الدریئة الدفیعة والحلقة لیتعلم الطعن والرمی علیها ولا یحیق المکر السیئ الا باهله أی لا یحیط وینزل الا باهله قوله منیت أی ابتلأت واختبرت اصراع الدنانیر اعطاءها و طرحها حثالة الاعراب بضم الحاء أی الردى من الاعراب وأراذلهم قوله فراش نار الفراش بفتح الفاء وتخفیف الراء جمع الفراشة وهی صغار البق وقیل شبهة بالبعوض یتهافت فی النار وذبان جمع الذباب ینضحونهم بالنبل أی یرمونهم نهدت أی نهضت.