المسترشد ص 92 وقال علیه السلام فی مقام آخر وذلک بعد وفاة رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم لما عدلوا بالامر عنه علیه السلام
أیها الناس استصبحوا من شغلة مصباح واضح وامتاحوا من عین صافیة قد روقت من الکدر و امتاروا من طور الیاقوت الأحمر فلعمری ما فوض إلیکم واعلموا ان الذی هو اعلم بکم لو وقفتم ببابه وقلدتموه الامر هداکم فلیس المعروف کلما عرفتموه ولیس المنکر کلما أنکرتموه فلربما سمیتم المعروف منکرا وسمیتم المنکر معروفا واحتجتم إلى رأى البائس
الفقیر الذی یحدث الرأی بعد الرأی یرید ان یلصق مالا یلتصق بنقض رأیه ما قد أبرمه آل الرسول صلى الله علیه وآله وسلم ویهدم ما قد شیدوه لکم ولو سلمتم الامر لأهله سلمتم ولو أبصرتم باب الهدى رشدتم الله الله عباد الله ألقوا هذه الأزمة إلى صاحب الامر عفوا ولا تقیسوا هذه الأمور بآراءکم فترتدوا القهقهرى على اعقابکم ولا تتکلوا على أعمالکم خوفا مما فی غب اناتکم ولا تزولوا عن صاحب الامر فتذوقوا غب فعالکم الا فتمسکوا من امام الهدى بحجزته وخذوا من یهدیکم ولا یضلکم فان العروة الوثقى تفوتکم ان الله مع الذین اتقوا وهم محسنون
أقول قوله وامتاحوا من متح الماء بمعنى نزعه قوله روقت من الزوق وهو الصافی من الماء وضده الکدر قوله وامتاروا من المیرة وهی جلب الطعام الطور ما کان على حد الشئ أو بازائه الغب بالکسر العاقبة الأناة الحلم والوقار والغایة والإدراک الحجزة بالضم والسکون معقد الازار وقد أستعیر الاخذ بالحجزة للتمسک والاعتصام واستعار لفظة الحجزة لهدى الهادی ولزوم قصده والاقتداء به.