المسترشد ص 91 وقال علیه السلام فی مقام آخر
لقد استکبر أقوام فی زمن رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم واضمروا لعلى الغل المدفون ومن بعده ما قعدوا للثقل الأکبر بالمرصد حتى ادخلوا فیه الالحاد وقعدوا للثقل الأصغر بالاضطهاد ولقد أسروا فی رسول الله النجوى وصدق فیه بعضهم بعضا وتعارضوا علیه الحسد من عند أنفسهم والله لقد ارتد بعد رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم أقوام ارتدوا على الأعقاب
وغالتهم السبل واتکلوا على الولایج وهجروا السبب الذی امروا بمودته وأصابوا بالامر غیر أهله ونقلوا البناء من غروس أساسه ونبوه فی غیر موضعه فتلک لعمری أکبر الکبائر فتحوا على أنفسهم باب البلاء واغلقوا باب العافیة وترکوا الرخاء واختاروا البلاء فصاروا فی غمرة تغشى ابصار الناظرین وریب بنته لها عقول الطامعین منها یشعث البنیان واتبعوا ملة من شک وظلم وحسد ورکن إلى الدنیا وهو القائل لاشباهه فی الاسلام مضاهیا للسامری فی قوله مقتدیا فی فعاله جاهلا لحق القرابة مستکبرا عن الحق ملقیا بیدیه إلى التهلکة بعد البیان من الله عز وجل والحجج التی تتلو بعضها بعضا معتدیا على القرابة کما اعتدى فی السبت أهله الاوان لکل دم ثائر وان الثائر یرید دماءنا والحاکم فی حق ذی القربى و الیتامى والمساکین وأبناء السبیل الله الذی لا یفوته مطلوب یؤثر حذوا لنعل بالنعل ما کلا بما کل ومشربا بمشرب أمر من طعم العلقم
وکما هو آت قریب وبحسبکم ما تزودتم وحملتم على ظهورکم من مطایا الخطایا مع الذین ظلموا ثم اقبل علیه السلام إلى الحسن فقال یا نبی ما زال والله أبوک مدفوعا عن حقه مستأثرا علیه منذ قبض رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم حتى یوم الناس هذا وسیعلم الذین ظلموا أی منقلب ینقلبون
أقول الغل الضغن والخیانة والسرقة الاضطهاد من الضهد بمعنى القهر ومضطهد أی مقهور الولائج جمع الولیجة وهی البطانة والدخلاء والخاصة یشعث البنیان أی یغیر ویتفرق مضاهیا أی مشابها العلقم شجر مر والحنظل.