المسترشد ص 88 قال لما بویع علیه السلام ونکث من نکث طلبهم على النکث وقاتلهم علیه
وقد خطب الناس وقال فی خطبته ان الله ذا الجلال والاکرام لما خلق الخلق واختار خیرة من خلقه واصطفى صفوة من عباده ارسل رسوله منهم وانزل علیه کتابه وشرع له دینه وفرض فرائضه و کانت الجملة قول الله عز وجل أطیعوا الله وأطیعوا الرسول و أولی الأمر منکم وهؤلاء أهل البیت خاصة دون غیرهم فانقلبتم
على اعقابکم وارتددتم ونقضتم الامر ونکثتم العهد ولم تضروا الله شیئا وقد امرکم الله ان تردوا الامر إلى الله والى رسوله والى أولی الأمر منکم المستنبطین العلم فأقررتم بمن جحدتم وقد قال لکم أوفوا بعهدی أوف بعهدکم وإیای فارهبون ان أهل الکتاب والحکمة والایمان آل إبراهیم بینه الله لکم فحسدوا فأنزل الله عز وجل أم یحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله فقد آتینا آل إبراهیم الکتاب والحکمة وآتیناهم ملکا عظیما فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وکفى بجهنم سعیرا فنحن آل إبراهیم فقد حسدنا کما حسد آباءنا وأول من حسد آدم علیه السلام الذی خلقه الله بیده ونفخ فیه من روحه واسجد له ملائکته وعلمه الأسماء واصطفاه على العالمین فحسده الشیطان فکان من الغاوین ثم حسد قابیل هابیل فقتله فکان من الخاسرین ونوح حسده قومه فقالوا ما هذا الا بشر مثلکم یأکل مما تأکلون ویشرب مما تشربون
ولئن أطعتم بشرا مثلکم انکم إذا لخاسرون ولله الخیرة یختار من یشاء من عباده ویختص برحمته من یشاء یؤتى الملک من یشاء ویؤتى الحکمة من یشاء ثم حسد نبینا صلى الله علیه وآله و سلم الا ونحن أهل البیت الذین اذهب الله عنا الرجس فنحن محسودون کما حسد آباءنا قال الله تعالى ان أولی الناس بإبراهیم للذین اتبعوه وهذا لنبی وقال وأولو الأرحام بعضهم أولی ببعض فی کتاب الله فنحن أولی الناس بإبراهیم ونحن ورثناه ونحن أولو الأرحام الذین ورثناه الکعبة والحکمة ونحن أولی بإبراهیم أفترغبون عن ملة إبراهیم وقد قال الله عز وجل فمن اتبعنی فإنه منى یا قوم أدعوکم إلى الله والى رسوله والى کتابه والى ولى امره و وصیه ووارثه فاستجیبوا لنا واتبعوا آل إبراهیم واقتدوا بنا فان ذلک لنا فرضا واجبا والأفئدة من الناس تهوى إلینا وذلک دعوة إبراهیم علیه السلام حیث قال واجعل أفئدة من الناس
تهوى إلیهم فهل نقمتم منا الا ان آمنا بالله وما انزل علینا فلا تفرقوا فتضلوا والله شهیدکم علیکم فقد أنذرتکم ودعوتکم وأرشدتکم ثم اعلم وما تختارون