عقد الفرید ج 2 ص 164 قال خطب أمیر المؤمنین علیه السلام أول خطبة خطبها بالمدینة فحمد الله وأثنى علیه وصلى على نبیه علیه الصلاة والسلام ثم قال: أیها الناس کتاب الله وسنة نبیکم صلى الله علیه (وآله) وسلم فلا یدعین مدع الا على نفسه شغل عن الجنة والنار امامه ساع مجتهد وطالب یرجو ومقصر فی النار ملک طار بجناحیه ونبی اخذ الله بیده لا سادس هلک من ادعى وردى من اقتحم الیمین و الشمال مضلة والوسطى الجادة منهج علیه أم الکتاب والسنة وآثار النبوة ان الله داوى هذه الأمة بدوائین السوط و السیف لا هوادة عند الامام فیهما استتروا ببیوتکم واصلحوا فیما بینکم فالموت من ورائکم من أبدى صفحته للحق هلک قد کانت أمور لم تکونوا فیها محمودین إما انى لو أشاء ان أقول لقلت عفى الله عما سلف سبق الرجلان وقام الثالث کالغراب همته
بطنه ویله لو قص خبأحاه وقطع رأسه لکان خیرا له انظروا فان أنکرتم فأنکروا وان عرفتم فاعرفوا حق وباطل ولکل أهل ولئن أمر الباطل فهل ولئن قل الحق لربما ولعل ولقلما أدبر شئ فاقبل رجعت إلیکم أمورکم انکم لسعداء وانى لأخشى ان تکونوا فی فترة وما علینا الا الاجتهاد وروى فیها جعفر بن محمد رضوان الله علیه الا ان الأبرار عترتی وأطائب أرومتی أحلم الناس صغارا واعلم الناس کبارا ألا وإنا أهل البیت من علم الله علمنا وبحکم الله حکمنا ومن قول صادق سمعنا فان تتبعوا آثارنا تهتدوا ببصائرنا معنا رایة الحق من یتبعنا لحق ومن تأخر عنها غرق ألا وبنا ترد ترة کل مؤمن وبنا تخلع ربقة الذل من أعناقکم وبنا فتح وبنا یختم
قوله: ولا هوادة بفتح الهاء أی السکون والمحاباة والصلح والمیل واللین والمراد انه لا لاحد عند الامام هوادة أی لا تسکن عند وجوب حد الله ولا تحابا فیه أحد قوله الا وبنا ترد ترة کل مؤمن أی بنا یدرک ترة کل مؤمن یطلب بها.