ارشاد المفید ص 138 قال وروى مسعدة بن صدقه قال سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد علیهما السلام یقول خطب الناس أمیر المؤمنین علیه السلام بالکوفة فحمد الله و اثنى علیه ثم قال انا سید الشیب وفى سنة من أیوب وسیجمع الله لی أهلی کما جمع لیعقوب شمله وذاک إذ استدار الفلک وقلتم ضل أو هلک الا فاستشعروا قبلها بالصبر وتوبوا إلى الله بالذنب فقد نبذتم قدسکم وأطفأتم مصابیحکم وقلدتم هدایتکم من لا یملک لنفسه ولا لکم سمعا ولا بصرا ضعف والله الطالب و المطلوب هذا ولو لم تتواکلوا امرکم ولم تتخاذلوا عن نصرة الحق بینکم ولم تهنوا عن توهین الباطل لم یتشجع علیکم من لیس مثلکم ولم یقو من قوى علیکم وعلى هضیم الطاعة وازوائها عن أهلها
فیکم تهتم کما تاهت بنوا إسرائیل على عهد موسى وبحق أقول لیضعفن علیکم التیه من بعدی باضطهادکم ولدى ضعف ما تاهت بنو إسرائیل فلو قد استکملتم نهلا وامتلأتم عللا من سلطان الشجرة الملعونة فی القرآن لقد اجتمعتم على ناعق ضلال ولأجبتم الباطل رکضا ثم لغادرتم داعى الحق وقطعتم الأدنى من أهل بدر ووصلتم الا بعد من أبناء حرب الا ولو ذاب ما فی أیدیهم لقد دنى التمحیص للجزاء وکشف الغطاء وانقضت المدة وأزف الوعد بدا لکم النجم من قبل المشرق وأشرق لکم قمرکم کملاء شهر وکلیلة تم فإذا استبان ذلک فراجعوا التوبة وخالعوا الحوبة واعلموا انکم ان أطعتم طالع الشرق سلک بکم منهاج رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم فتداویتم من الصمم واستشفیتم من البکم وکفیتم مؤنة التعسف والطلب ونبذتم الثقیل الفادح عن الأعناق فلا یبعد الله الا من أبى الرحمة وفارق العصمة وسیعلم الذین ظلموا أی منقلب ینقلبون
أقول قوله لم تتواکلوا أی لم تتکلوا بعضهم إلى بعض یعنى لم یعتمدوا ولم تتخاذلوا أی لم تخذل بعضکم بعضا ولم تجنبوا عن القتال ولا تخافون القتال وملاقات الأبطال ازوائها أی ضمها وقبضها اضطهادکم أی قهرکم یقال ضهدته فهو مضهود ومضطهد أی مقهور قوله نهلا النهل بالتحریک الشرب الأول والعلل محرکة الشرب الثانی لان الإبل تسقى فی أول الورد فترد إلى العطن ثم تسقى الثانیة فترد إلى المرعى التمحیص الاختبار والامتحان أزف الوعد أی قربا لتعسف الاخذ من غیر طریق والظلم الفادح من یثقل ویبهض ویقدح.