کتاب عقد الفرید لشهاب الدین احمد المعروف بابن عبد ربه الأندلسی المالکی المتوفى سنة 327 الهجریة المطبوع بمصر سنة 1293 ه قال فی الجزء الثانی منه ص 162 وخطبة له أی لعلى علیه السلام أیضا حمد الله وأثنى علیه ثم قال
أوصیکم عباد الله ونفسی بتقوى الله ولزوم طاعته وتقدیم العمل وترک الأمل فإنه من فرط فی عمله لم ینتفع بشئ من امله أین التعب باللیل والنهار المقتحم للجج البحار ومفاوز القفار یسیر من وراء الجبال وعالج الرمال یصل الغدو بالرواح والمساء بالصباح فی طلب محقرات الأرباح هجمت علیه منیته فعظمت بنفسه رزیته فصار ما جمع بورا وما اکتسب غرورا ووافى القیمة محسورا أیها اللاهی الغار بنفسه کأنی بک وقد اتاک رسول ربک لا یقرع لک بابا ولا یهاب لک حجابا ولا یقبل منک بدیلا ولا یأخد منک کفیلا ولا یرحم لک صغیرا ولا یوقر فیک کبیرا حتى یؤدیک إلى قعر مظلمة ارجاءها موحشة کفعله بالأمم الخالیة والقرون الماضیة أین من سعى
واجتهد وجمع وعدد وبنى وشید وزخرف ونجد وبالقلیل لم یقنع وبالکثیر لم یمتع أین من قاد الجنود ونشر البنود اضحوا رفاتا تحت الثرى أمواتا وأنتم بکأسهم شاربون ولسبیلهم سالکون عباد الله فاتقوا الله وراقبوه واعملوا للیوم الذی تسیر فیه الجبال و تشقق السماء بالغمام وتطایر الکتب عن الایمان والشمائل فأی رجل یومئذ تراک أقائل ها أم اقرأوا کتابیه أم یا لیتنی لم أوت کتابیه نسئل من وعدنا بإقامة الشرایع جنته ان یقینا سخطه ان أحسن الحدیث وأبلغ الموعظة کتاب الله الذی لا یأتیه الباطل من بین یدیه ولا من خلفه تنزیل من حکیم حمید
أقول قوله التعب بکسر العین هو الذی أعیا وکل المقتحم الداخل فی الشئ بشدة وقوة المفاوز جمع المفازة وهی المنجاة والمهلکة والمظلة کما فی القاموس القفار جمع القفر والقفرة الخلاء من الأرض عالج الرمال ما تراکم من الأرض من الرمل ودخل بعضه فی بعض بورا أی باطلا وکاسدا الغار من الغرور وهو الخدعة و التسویل فالغار هو الخادع والمسول ازجاءها اطرافها البنود الحیل المستعملة ها أم اقرؤا کتابیه أی خذوا کتابی وانظروا ما فیه لتقفوا على نجاتی وفوزی یقال للرجل المفرد ها أی خذ وللاثنین هماء ما أی خذا وللجمع ها أم یعنى خذوا