خطبها علیه السلام یوم عید الأضحى رواها الصدوق رضی الله عنه فی کتاب من لا یحضره الفقیه وهو من الکتب الأربعة التی علیها المدار قال فی کتاب الصلاة فإذا فرغ (علیه السلام) من الصلاة (أی صلاة العید) صعد
المنبر ثم بدء فقال الله أکبر الله أکبر زنة عرشه ورضى نفسه وعدد قطر سماءه وبخاره له الأسماء الحسنى والحمد لله حتى یرضى وهو العزیز الغفور الله أکبر کبیرا متکبرا والها متغرزا ورحیما متحننا یعفو بعد القدرة ولا یقنط من رحمته الا الضالون الله أکبر کبیرا ولا إله إلا الله کثیرا وسبحان الله حنانا قدیرا والحمد لله نحمده ونستعینه ونستغفره ونستهدیه ونشهد ان لا اله الا هو وأن محمدا عبده ورسوله من یطع الله ورسوله فقد اهتدى وفاز فوزا عظیما ومن یعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا بعیدا وخسر خسرانا مبینا أوصیکم عباد الله بتقوى الله وکثرة ذکر الموت والزهد فی الدنیا التی لم یتمتع بها من کان فیها من قبلکم ولن یبقى لاحد من بعدکم وسبیلکم فیها سبیل الماضین الا ترون انها قد تصرمت وآذنت بانقضاء وتنکر معروفها وأدبرت جداء فهی تخبر بالفناء و ساکنها یحدا بالموت فقد أمر منها ما کان حلوا وکدر منها ما
کان صفوا فلم یبق منها الا سملة کسملة الا داوة وجرعة کجزعة الاناء ولو یتمززها الصدیان لم تنفع غلته فازمعوا عباد الله بالرحیل من هذه الدار المقدور على أهلها الزوال الممنوع أهلها من الحیاة المذللة أنفسهم بالموت فلاحی یطمع فی البقاء ولا نفس الا مذعنة بالمنون فلا یغلبنکم الأمل ولا یطل علیکم الا مد ولا تغتروا فیها بالآمال وتعبدوا الله أیام الحیاة فوالله ما حننتم حنین الواله العجلان ودعوتم بمثل دعاء الأنام وجأرتم جؤار متبتلی الرهبان وخرجتم إلى الله من الأموال والأولاد التماس القربة إلیه إلیه فی ارتفاع درجة عنده أو غفران سیئة أحصتها کتبه و حفظتها رسله لکان قلیلا فیما أرجو لکم من ثوابه وأتخوف علیکم من الیم عقابه وبالله لو انماثت قلوبکم انمیاثا وسالت عیونکم من رغبة إلیه ورهبة منه دما ثم عمرتم فی الدنیا ما کانت الدنیا باقیة ما جزت أعمالکم ولو لم تبقوا شیئا من جهدکم لنعمه العظام علیکم
وهداه إیاکم إلى الایمان ما کنتم لتستحقوا ابدا الدهر ما الدهر قائم بأعمالکم جنته ولا رحمته ولکن برحمته ترحمون وبهداه تهتدون وبهما إلى جنته تصیرون جعلنا الله وإیاکم من التائبین العابدین وان هذا یوم حرمته عظیمة وبرکته مأمولة والمغفرة فیه مرجوة فأکثروا ذکر الله تعالى واستغفروه وتوبوا إلیه انه هو التواب الرحیم ومن ضحى منکم بجذع من المعز فإنه لا یجزئ عنه والجذع من الضأن یجزئ ومن تمام الأضحیة استشراف عینها واذنها وإذا سلمت العیون والاذن تمت الأضحیة وإن کانت عضباء القرن وتجر برجلها إلى المنسک فلا یجزئ وإذا ضحیتم فکلوا وأطعموا واهدوا واحمدوا الله على ما رزقکم من بهیمة الأنعام وأقیموا الصلاة وآتوا الزکاة وأحسنوا العبادة وأقیموا الشهادة وارغبوا فیما کتب علیکم وفرض من الجهاد والحج والصیام فان ثواب ذلک عظیم لا ینفد وترکه وبال لا یبید ومروا بالمعروف وانهو عن
المنکر وأخیفوا الظالم وانصروا المظلوم وخذوا على ید المریب و أحسنوا إلى النساء وما ملکت ایمانکم واصدقوا الحدیث وأدوا الأمانة وکونوا قوامین بالحق ولا تغرنکم الحیاة الدنیا ولا تغرنکم بالله الغرور ان أحسن الحدیث ذکر الله وأبلغ موعظة المتقین کتاب الله أعوذ بالله من الشیطان الرجیم بسم الله الرحمن الرحیم قل هو الله أحد الله الصمد لم یلد ولم یولد ولم یکن له کفوا أحد
أقول قد نقل السید رضی الله عنه بعض هذه الخطبة فی فصلین وانى نقلها بتمامها عن الفقیه والصدوق أسبق من السید فی نقلها ونقل الشیخ أیضا تمامها فی مصباح المتهجد عن أبی مخنف عن عبد الرحمن بن جندب عن أبیه عن علی علیه السلام قوله تصرمت أی تقطعت وفنیت والصرم القطع ومنه الصارم للسیف القاطع وآذنت أی أعلمت وتنکر معروفها أی صارا منکرا ما کان یعرفه الناس منه ویعدونه حسنا وأدبرت جداء أی مقطوعة أو سریعة وقیل منقطعة الدر والخیر وفى کثیر من النسخ بالحاء المهملة أی حفیفة سریعة وفى النهج وهی تخفرنا لفناء بالخاء والفاء والزاء المعجمة أی دفعه من خلفه وحثه واعجله وخفر بالرمح أی ملعنه قوله یحدا بالموت وفى النهج تحدوا أی تبعث وتساق أو تبعث وتسیق أو تسوق للموت من الحد وهو سوق الإبل وامر الشئ صار مرا وکدر مثلثة الدال ضد صفا والمضبوط فی نسخ النهج بالکسر السملة بالتحریک القلیل من الماء تبقى فی الاناء والإداوة بالکسر المطهرة والجرعة بالضم الاسم من الشرب الیسیر وبالفتح المرة الواحدة یتمززها الصدیان أی یمصه قلیلا قلیلا العطشان قوله لم تنقع غلته أی لم تسکن شدة عطشه الغلة بالضم العطش أو شدته أو حرارة الجوف قوله فازمعوا أی فاجمعوا واعزموا الزمع الجمع والعزم وفى النهج بعد أهلها الزوال ولا یغلبنکم فیها الأمل ولا یطولن علیکم الأمد قوله مذعنة بالمنون أذعن أی خضع وذل والمنون الموت الأمل الرجاء والامد غایة الزمان الواله العجلان وفى النهج الوله العجال الوله بالتحریک ذهاب العقل والتحیر من شدة الحزن یقال رجل واله وامرأة وآلهة المتحیر والمتحیرة والواله کل أنثى فارقت ولدها والعجلان
المتسرع فی الأمور جأر کمنع جأرا وجؤرا تضرع واستغاث رافعا صوته بالدعاء والمتبتل المقطع عن النساء وعن الدنیا ومنه التبتل فی الدعاء أی الانقطاع إلى الله عن غیره من الخلق والاهل والأولاد و النساء وعن الدنیا والرهبان جمع راهب وهو المتعبد من النصارى انماث الملح فی الماء أی ذاب وسال والجهد بالضم کما فی النسخ الوسع والطاقة وبالفتح المشقة الجذع ما کمل من الضأن أو المغربستة أشهر والمنسک بفتح السین وکسرها المذبح وکل موضع للعبادة منسک والنسیکة الذبیحة والوبال الشدة والثقل