الجزء الثالث من المجلد الخامس عشر من البحار ص 95 من کتاب عیون الحکم والمواعظ أصل قدیم أیضا قال وقال علیه السلام أوصیکم عباد الله بتقوى الله عز وجل واغتنام ما استطعتم عملا به من طاعة الله عز وجل فی هذه الأیام الخالیة بجلیل ما یشقى علمکم به الفوت بعد الموت وبالرفض لهذه التارکة لکم وان لم تکونوا تحبون ترکها والمبلیة لکم وإن کنتم تحبون تجدیدها فإنما مثلکم ومثلها کرکب سلکوا سبیلا فکانهم قد قطعوه وأموا علما فکان قد بلغوه وکم عسى من أجری إلى الغایة أن یجرى حتى یبلغها فکم عسى أن یکون بقاء من له یوم لا یعدوه ومن ورائه طالب حثیث یحدوه فی الدنیا حتى یفارقها فلا تتنافسوا فی الدنیا وفخرها ولا تعجبوا بزینتها ولا تجزعوا من ضرائها وبؤسها فان عز الدنیا وفخرها فی انقطاع وان زینتها و نعیمها إلى زوال وان ضرائها وبؤسها إلى نفاد وکل مدة فیها إلى منتهى وکل حی فیها إلى فناء أولیس لکم فی اثار الأولین
وفی آباءکم الماضین معتبر وتبصرة ا ن کنتم تعقلون ألم تروا إلى الماضین منکم لا یرجعون والى الخلف الباقی منکم لا یبقون قال الله عز وعلا وحرام على قریة أهلکناها انهم لا یرجعون الآیة والتی بعدها وقال عز وجل کل نفس ذائقة الموت وانما یوفون أجورهم یوم القیمة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فان وما الحیاة الدنیا الا متاع الغرور ألستم ترون أهل الدنیا یمسون ویصبحون على أحوال شتى میت یبلى واخر یعزى وصریع مبتلى وعاید یعود واخر بنفسه یجود وطالب والموت یطلبه وغافل ولیس بمغفول عنه وعلى اثر الماضی منا یمضى الباقی فلله الحمد رب السماوات السبع ورب العرش العظیم الذی یبقى ویفنى ما سواه والیه موئل الخلق ومرجع الأمور