حین اتاه أبو عبیدة بن الجراح بالرسالة عن أبی بکر بعد استقرار خلافته فاجابه علیه السلام بقوله علیه السلام نقله ابن أبی الحدید فی الجزء العاشر من شرحه على النهج ص 569 قال قال علیه السلام
یا أبا عبیدة هذا کله فی أنفس القوم یضطبنونه ویضطغنون علیه فقلت لا جواب عندی انما جئتک قاضیا حق الدین وراتقا فتق الاسلام وسادا ثلمة الأمة یعلم الله ذلک من جلجلال قلبی وفرارة نفسی فقال علیه السلام ما کان قعودی فی کسر هذا البیت قصد الخلاف ولا انکار المعروف ولا زرایة على مسلم بل لما وقذنی به رسول الله صلى الله علیه وآله من فراقه وأودعنی من الحزن لفقده فانى لم اشهد بعده مشهدا الا جدد على حزنا وذکرنی شجنا وان الشوق إلى اللحاق به کاف عن الطمع فی غیره وقد عکفت على عهد الله انظر فیه واجمع ما تفرق منه رجاء ثواب معد لمن أخلص لله عمله وسلم لعلمه ومشیة امره على انى اعلم أن التطاهر على واقع و لی عن الحق الذی سیق إلى دافع وإذا قد اقعم الوادی لی و حشد النادی على فلا مرحبا بما ساء أحدا من المسلمین وفى النفس کلام لولا سابق قول ولا سالف عهد لشفیت غیظی
بخنصری وبنصری وخضت لجته بأخمصی ومفرقی ولکنی ملجم إلى أن القى الله تعالى عنده احتسب ما نزل بی وانا غار إن شاء الله إلى جماعتکم ومبایع لصاحبکم وصابر على ما ساءنی و سرکم لیقضى الله أمرا کان مفعولا وکان الله کل شئ شهیدا
أقول قوله علیه السلام زرایة یقال زرى علیه زریا وزرایة بالکسر إذا عابه واستهزأ به وقوله وقذنی به یقال وقذه یقذه وقذا إذا ضربه حتى استرخى شجنا الشجن محرکة الهم والحزن وقوله عکفت أی أقمت قوله اقعم بضم الهمزة وکسر العین أی اصابه داء واقعمت الشمس إذا ارتفعت قوله حشد أی جمع خنصر بکسر الخاء وتفتح الصاد الإصبع الصغرى من الأصابع بنصر بکسر الباء والصاد وتفتح الصاد الإصبع التی بین الوسطى والخنصر أخمص القدم باطنها المفرق وسط الرأس قوله غار من الغراء وهو ما یلصق به قوله یضطبنونه أی یضیقون علیه یضطغنون أی ینطوون على الأحقاد