تحف العقول ص 199 قال: أیها الناس اعلموا ان کمال الدین طلب العلم والعمل به وان طلب العلم أوجب علیکم من طلب المال ان المال
مقسوم بینکم مضمون لکم قد قسمه عادل بینکم وضمنه سیفی لکم به والعلم مخزون علیکم عند أهله قد امرتم بطلبه منهم فاطلبوه واعلموا ان کثرة المال مفسدة للدین مقساة للقلوب وان کثرة العلم والعمل به مصلحة للدین وسبب إلى الجنة والنفقات تنقص المال والعلم یزکو على انفاقه فانفاقه بثه إلى حفظته ورواته و اعلموا ان صحبة العلم واتباعه دین یدان الله به وطاعته مکسبة للحسنات ممحاة للسیئات وذخیرة للمؤمنین ورفعة فی حیاتهم وجمیل الأحدوثة عنهم بعد موتهم ان العلم ذو فضائل کثیرة فراسة التواضع وعینه البراءة من الحسد واذنه الفهم ولسانه الصدق وحفظه الفحص وقلبه حسن النیة وعقله معرفة الأسباب بالأمور ویده الرحمة وهمته السلامة ورجله زیارة العلماء وحکمته الورع ومستقره النجاة وقائده العافیة ومرکبه الوفاء و سلاحه لین الکلام وسیفه الرضا وقوسه المداراة وجیشه محاورة
العلماء وماله الأدب وذخیرته اجتناب الذنوب وزاده المعروف ومأواه الموادعة ودلیله الهدى ورفیقه صحبة الأخیار
مفساد القلوب أی سبب فسادها والمقساة سبب القساوة یزکو أی ینمو الأحدوثة ما یتحدث به الناس والمراد الثناء والکلام الجمیل الموادعة المصالحة والمسالمة اعلم أن هذا الکلام موجود فی کتب الأعاظم کالخصال والکافی والأمالی وکشف الغمة والمناقب لابن الجوزی وکنز الفوائد والنهج وارشاد المفید والنهج ونحوها وفى کتب العامة أیضا کحلیة الأولیاء ومطالب السؤل وأمثالها وکلهم قد نقوا ذلک فی کتبهم باختلاف فی بعض العبارات والکلمات