المناقب للخوارزمی أیضا ص 267 قال عن أحمد بن الحسین هذا أخبرنا أبو الحسین بن وشران حدثنا علی بن الحسین بن عبد الله عن عبد الله بن صالح بن مسلم العجلی أخبرنا رجل من بنی شیبان ان علی بن أبی طالب علیه السلام خطب فقال الحمد لله أحمده وأستعینه وأومن به وأتوکل علیه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شریک له وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودین الحق لیزیح به علتکم و
یوقظ به غفلتکم واعلموا انکم میتون ومبعوثون من بعد الموت و موقوفون على أعمالکم ومجزیون بها فلا تغرنکم الحیاة الدنیا فإنها دار بالبلاء محفوفة وبالفناء معروفة وبالغدر موصوفة وکل ما فیها إلى زوال وهی بین أهلها دول وسجال لا تدوم أحوالها ولن یسلم من شرها نزالها بینا أهلها منها فی رخاء و سرور اذاهم منها فی بلاء وغرور أحوال مختلفة وتارات متصرفة العیش فیها مذموم والرخاء فیها لا یدوم وإنما أهلها فیها أغراض مستهدفة ترمیهم بسهامها وتصمهم بحمامها وکل حتفه فیها مقدور وحظه فیها موفور واعلموا عباد الله إنکم و ما أنتم فیه من هذه الدنیا على سبیل من قد مضى من کان أطول منکم أعمارا وأشد منکم بطشا وأعمر دیارا وأبعد آثارا فأصبحت أصواتهم هامدة من بعد طول تعلیها وأجسادهم بالیة ودیارهم خالیة وآثارهم عافیة واستبدلوا بالقصور المشیدة والسرر
المنضدة والنمارق الممهدة الصخور والأحجار المسندة فی القبور اللاطیة الملحدة التی قد بنى على الخراب فنائها وشید بالتراب بناؤها فمحلها مقترب وساکنها مغترب بین أهل عمارة موحشین وأهل محلة متشاغلین لا یستأنسون بالعمران ولا یتواصلون تواصل الجیران والاخوان على ما بینهم من قرب الجوار ودنو الدار وکیف یکون بینهم تواصل وقد طحنهم بکلکله البلى وأکلتهم الجنادل والثرى فأصبحوا بعد الحیاة أمواتا وبعد غضارة العیش رفاتا فجع بهم الأحباب وسکنوا التراب وظعنوا فلیس لهم ایاب هیهات هیهات کلا انها کلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى یوم یبعثون فکان قد صرتم إلى ما صاروا إلیه من البلى والوحدة فی دار الثوى وارتهنتم فی ذلک المضجع وضمکم ذلک المستودع فکیف بکم لو قد تناهت الأمور وبعثرت القبور وحصل ما فی الصدور ووقفتم للتحصیل بین یدی الملک الجلیل فطارت القلوب لاشفاقها من
سالف الذنوب وهتکت عنکم الحجب والأستار وظهرت منکم العیوب والاسرار هنا لک تجزى کل نفس بما کسبت إن الله عز وجل یقول لیجزى الذین أساءوا بما عملوا ونجزى الذین أحسنوا بالحسنى وقال ووضع الکتاب فترى المجرمین مشفقین مما فیه ویقولون یا ویلتا ما لهذا الکتاب لا یغادر صغیرة ولا کبیرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا یظلم ربک أحدا جعلنا الله وإیاکم عاملین بکتابه متبعین لأولیائه حتى یحلنا و إیاکم دار المقامة من فضله انه حمید مجید