بحار الأنوار المجلد السابع عشر ص 81 فی باب خطبه صلوات الله علیه قال خطبه وتعرف بالبالغة روى ابن أبی ذئب عن أبی صالح العجلی قال شهدت أمیر المؤمنین کرم الله وجهه
وهو یخطب فقال بعد ان حمد الله تعالى وصلى على محمد رسوله صلى الله علیه وآله)
أیها الناس ان الله ارسل إلیکم رسولا لیزیح به علیکم ویوقظ به غفلتکم وانى أخوف ما أخاف علیکم اتباع الهوى وطول الأمل إما اتباع الهوى فیصدکم عن الحق واما طول الأمل فینسیکم الآخرة الا وان الدنیا قد ترحلت مدبرة وان الآخرة قد أقبلت مقبلة ولکل واحد منهما بنون فکونوا من أبناء الآخرة ولا تکونوا من أبناء الدنیا فان الیوم عمل و لا حساب وغدا حساب ولا عمل واعلموا انکم میتون ومبعوثون من بعد الموت ومحاسبون على أعمالکم ومجاوزون بها فلا تغرنکم الحیاة الدنیا ولا یغرنکم بالله الغرور فإنها دار بالبلاء محفوفة وبالعناء والغدر موصوفة وکل ما فیها إلى زوال وهی بین أهلها دول وسجال لا تدوم أحوالها ولا یسلم من شرها نزالها بینا أهلها منها فی رخاء وسرور اذاهم فی بلاء وغرور العیش
فیها مذموم والرخاء فیها لا یدوم أهلها فیها اغراض مستهدفة کل حتفه فیها مقدور وحظه من نوائبها موفور وأنتم عباد الله على محجة من قد مضى وسبیل من کان ثم انقضى ممن کان أطول منکم أعمارا وأشد بطشا واعمر دیارا أصبحت أجسادهم بالیة ودیارهم خالیة فاستبدلوا بالقصور المشیدة والنمارق الموسدة بطون اللحود ومجاورة الدود فی دار ساکنها مغترب ومحلها مقترب وبین قوم مستوحشین متجاورین غیر متزاورین لا یستأنسون بالعمران ولا یتواصلون تواصلوا الجیران على ما بینهم من قرب الجوار ودنوا لدار وکیف یکون بینهم تواصل وقد طحنتهم البلى وأظللتهم الجنادل والثرى فأصبحوا بعد الحیاة أمواتا وبعد غضارة العیش رفاتا قد فجع بهم الأحباب وأسکنوا التراب وظعنوا فلیس لهم ایاب وتمنوا الرجوع فحیل بینهم وبینما یشتهون کلا انها کلمة هو
قائلها ومن ورائهم برزخ إلى یوم یبعثون
قال المجلسی رحمه الله تعالى وقد اخرج أبو نعیم طرفا من هذه الخطبة فی کتابه المعروف بالحلیة الدول بضم الدال جمع الدولة وهی ما یتداوله الناس بعضهم عن بعض أی یتناولونه قوله علیه السلام سجال أی مرة لنا ومرة علینا البطش الاخذ بالسرعة الغضارة طیب العیش وانهم لفى غضارة من العیش أی فی خصب و خیر وظعنوا أی ساروا وارتحلوا الرفات بالضم الفتات والفتات الحطام وما تناثر من کل شئ