السماء والعالم ص 51 عن مروج الذهب للمسعودی عن أبی عبد الله جعفر بن محمد عن آبائه عن أمیر المؤمنین علیهم السلام قال
إن الله حین شاء تقدیر الخلیفة وذرء البریة وابداع المبدعات ونصب الخلق فی صور کالهباء (الهیاة) قبل دحو الأرض ورفع السماء وهو فی انفراد ملکوته وتوحد جبروته فأساخ نورا من نوره فلمع وقبسا من ضیائه فسطع ثم اجتمع النور فی وسط تلک الصور الخفیة فوافق ذلک صورة نبینا محمد صلى الله علیه وآله فقال الله عز من قائل أنت المختار المنتجب وعندک استودع نوری وکنوز هدایتی و من اجلک أسطح البطحاء وارفع السماء وامزج الماء واجعل الثواب والعذاب والجنة والنار وانصب أهل بیتک بالهدایة وآیتهم من مکنون علمی مالا یخفى علیهم دقیق ولا یغیبهم خفى واجعلهم حجة على بریتی والمنبهین على علمی ووحدانیتی ثم اخذ الله سبحانه الشهادة للربوبیة والاخلاص بالوحدانیة
فبعد اخذ ما اخذ من ذلک شاء ببصائر الخلق انتخاب محمد و أراهم ان الهدایة معه والنور له والإمامة فی أهله تقدیما لسنة العدل ولیکون الاعذار متقدما ثم اخفى الله الخلیفة فی غیبه وغیبها فی مکنون علمه ثم نصب العوالم وبسط الزمان ومزج الماء واثار الزبد وأهاج الدخان فطفى عرشه على الماء وسطح الأرض على ظهر الماء ثم استجابهما إلى الطاعة فأذعنتا بالاستجابة ثم انشاء الملائکة من أنوار قد ابتدعها وأنوار اخترعها وقرن بتوحیده نبوة نبیه محمد صلى الله علیه وآله فشهرت نبوته فی السماء قبل بعثته فی الأرض فلما خلق الله آدم ابان له فضله للملائکة واراهم ما خصه به من سابق العلم من حیث عرفهم عند استنباءه إیاه أسماء الأشیاء فجعل الله آدم محرابا وکعبة وقبلة اسجد إلیها الأنوار والروحانیین والأبرار ثم نبه آدم على مستودعه وکشف له خطر ما أئتمنه على أن سماه إماما
عند الملائکة فکان حظ آدم من الخیر انبأءه ونطقه بمستودع نورنا ولم یزل الله تعالى یخبأ النور تحت الزمان إلى أن فصل محمد صلى الله علیه وآله فی طاهر القنوات فدعى الناس ظاهرا وباطنا وندبهم سرا واعلانا واستدعى علیه السلام التنبیه على العهدی الذی قدمه إلى الذر قبل النسل ومن وافقه قبس من منساج (مصباح) النور المتقدم اهتدى إلى واستبان واضحة امره ومن أبلسته الغفلة استحق السخطة لم یهتد إلى ذلک ثم انتقل النور إلى غرایزنا ولمع مع (من) أئمتنا فنحن أنوار السماء وأنوار الأرض فینا (منا) النجاة ومنا مکنون العلم والینا مصیر الأمور وبنا تقطع الحجج ومنا خاتم الأئمة ومنقذ الأمة وغایة النور ومصدر الأمور فنحن أفضل المخلوقین وأکمل الموجودین وحجج رب العالمین فلتهنأ النعمة من تمسک بولایتنا وقبض عروتنا
اللغات امزج الماء أی اخلطه بغیره فاخلق منه المرکبات ویمکن ان یکون بالراء المهملة کقوله تعالى مرج البحرین أی خلاهما ببصائر الخلق أی لان یجعلهم ذوی بصائر أو متلبسا ببصائرهم وعلمهم والقنوات جمع قناة وقال الجوهری قناة الظهر التی تنتظم الفقار انتهى والابلاس بمعنى الحیرة أو الیاس لازم واستعمل ها متعدیا والظاهران فیه تصحیف کما فی کثیر من الفقرات