الوافی ج 3 ص 169 عن الکافی العدة عن البرقی عن أبیه رفعه عن محمد بن داود الغنوی عن الأصبغ بن نباته قال جاء رجل إلى أمیر المؤمنین علیه السلام فقال یا أمیر المؤمنین ان أناسا زعموا ان العبد لا یزنى وهو مؤمن ولا یسرق وهو مؤمن ولا یشرب الخمر وهو مؤمن ولا یأکل الربا وهو مؤمن ولا یسفک الدم الحرام وهو مؤمن فقد ثقل على هذا وخرج منه صدری حین ارغم ان هذا العبد یصلى صلاتی ویدعو دعائی ویناکحنی وأناکحه ویوارثنی وأوارثه وقد خرج من الایمان من أجل ذنب یسیرا اصابه فقال أمیر المؤمنین علیه السلام
صدقت سمعت رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم یقول و الدلیل علیه کتاب الله خلق الله عز وجل الناس على ثلاث طبقات وأنزلهم ثلاث منازل وذلک قول الله عز وجل فی الکتاب أصحاب المیمنة وأصحاب المشئمة والسابقون فاما ما ذکره من أمر السابقین فإنهم أنبیاء مرسلون وغیر مرسلین جعل الله فیهم خمسة أرواح روح القدس وروح الایمان وروح القوة وروح الشهوة وروح البدن فبروح القدس بعثوا أنبیاء مرسلین وغیر مرسلین وبها عملوا الأشیاء وبروح الایمان عبدوا الله ولم یشرکوا به شیئا وبروح
القوة جاهدوا عدوهم وعالجوا معاشهم وبروح الشهوة أصابوا لذیذ الطعام ونکحوا الحلال من شباب النساء وبروح البدن دبوا ودرجوا فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم ثم قال قال الله عز وجل تلک الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من کلم الله ورفع بعضهم (فوق بعض) درجات وآتینا عیسى بن مریم البینات وأیدناه بروح القدس ثم قال فی جماعتهم وأیدهم بروح منه یقول أکرمهم بها ففضلهم على من سواهم فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم ثم ذکر أصحاب المیمنة وهم المؤمنون حقا بأعیانهم جعل الله فیهم أربعة أرواح روح الایمان وروح القوة وروح الشهوة وروح البدن فلا یزال العبد یستکمل هذه الأرواح الأربعة حتى یأتی علیه حالات فقال الرجل ما هذه الحالات فقال إما أولهن فهو کما قال الله عز وجل ومنکم من یرد إلى أرذل العمر فهو لا یعرف للصلاة وقتا ولا یستطیع التهجد
باللیل ولا بالنهار ولا القیام فی الصف مع الناس فهذا نقصان روح الایمان ولیس یضره شیئا ومنهم من ینتقص منه روح القوة ولا یستطیع جهاد عدوه ولا یستطیع طلب المعیشة ومنهم من ینتقص منه روح الشهوة فلو مرت به أصبح بنات آدم لم یحن إلیها ولم یقم وتبقى روح البدن فیه فهو یدب ویدرج حتى یأتیه ملک الموت فهذا بحال خیر لان الله عز وجل هو الفاعل به وقد یأتی علیه حالات فی قوته وشبابه فیهم بالخطیئة فیشجعه روح القوة و یزین له روح الشهوة ویقوده روح البدن حتى یوقعه فی الخطیئة فإذا لامسها نقص من الایمان وتفصى منه فلیس یعود فیه حتى یتوب فإذا تاب تاب الله علیه وان عاد ادخله الله نار جهنم فاما أصحاب المشئمة فهم الیهود والنصارى یقول الله عز وجل الذین آتیناهم الکتاب یعرفونه کما یعرفون أبناءهم یعرفون محمدا والولایة فی التوریة والإنجیل کما یعرفون أبناءهم فی منازلهم وان فریقا منهم
لیکتمون الحق وهم یعلمون الحق من ربک انک الرسول إلیهم فلا تکونن من الممترین فلما جحدوا ما عرفوا ابتلاهم بذلک فسلبهم روح الایمان واسکن أبدانهم ثلاثة أرواح روح القوة وروح الشهوة وروح البدن ثم أضافهم إلى الانعام فقال إن هم الا کالانعام لان الدابة انما تحمل بروح القوة وتعتلف بروح الشهوة وتسیر بروح البدن
فقال السائل أحییت قلبی بإذن الله یا أمیر المؤمنین قوله صدقت على البناء للمفعول أی صدقوک فیما زعموا ولیس بالذی یخرج من دین الله