الارشاد ص 119 قال وقد روى عبد الحمید بن عمران العجلی عن سلمة بن کهیل قال لما التقى أهل الکوفة أمیر المؤمنین علیه السلام بذی قار رحبوا به ثم قالوا الحمد لله الذی خصنا بجوارک وأکرمنا بنصرتک فقام أمیر المؤمنین علیه السلام خطیبا فحمد الله وأثنى علیه وقال
یا أهل الکوفة انکم من أکرم المسلمین واقصدهم تقویما واعدلهم سنة وأفضلهم سهما فی الاسلام وأجودهم فی العرب مرکبا و نصابا أنتم أشد العرب ودا للنبی صلى الله علیه وآله وأهل بیته وانما جئتکم ثقة بعد الله بکم للذی بذلتم من أنفسکم عند نقض طلحة والزبیر وخلفهما طاعتی واقبالهما بعایشة للفتنة واخراجهما إیاها من بیتها حتى أقدماها البصرة فاستغووا طغامها وغوغاها مع أنه قد بلغنی ان أهل الفضل منهم وخیارهم فی الدین قد اعتزلوا وکرهوا
ما صنع طلحة والزبیر ثم سکت علیه السلام فقال أهل الکوفة نحن انصارک وأعوانک على عدوک ولو دعوتنا إلى اضعافهم من الناس احتسبنا فی ذلک الخیر ورجونا فدعا لهم أمیر المؤمنین علیه السلام واثنى علیهم ثم قال لقد علمتم معاشر المسلمین ان طلحة والزبیر بایعانی طائعین غیر مکرهین وراغبین ثم استأذنانی فی العمرة فاذنت لهما فسارا إلى البصرة فقتلا المسلمین وفعلا المنکر اللهم انهما قطعانی وظلمانی ونکثا بیعتی والبا الناس على فاحلل ما عقدا ولا تحکم ما ابرما وأرهما المسائة فیما عملا قوله طغامها الطغام کسحاب أو غاد الناس ورزا لهم واحدها طغامة کسحابة بمعنى الأحمق والرزل والدنى قوله غوغاها قال فی القاموس الغوغاء الجراد بعد ان ینبت حناحه أو إذا انسلخ من الألوان وصار إلى الحمرة وشئ شبه البعوض ولا یعض لضعفه وبه سمى الغوغاء من الناس وفى المنجد الغوغاء الکثیر المختلط من الناس والسفلة من الناس والمتسرعین إلى الشر.