عن الوافی کتاب الروضة فی باب مواعظ أمیر المؤمنین علیه السلام ص 62 عن الکافی العاصمی عن عبد الواجد بن الصواف عن محمد بن إسماعیل الهمدانی عن أبی الحسن موسى علیه السلام قال کان أمیر المؤمنین علیه السلام یوصى أصحابه ویقول أوصیکم بتقوى الله فإنها غبطة الطالب الراجی وثقة الهارب اللاجی واستشعروا التقوى شعارا باطنا واذکروا الله ذکرا خالصا تحیوا به أفضل الحیاة وتسلکوا به طریق النجاة انظروا فی الدنیا نظر الزاهد المفارق لها فإنها تزیل الثاوی الساکن وتفجع
المترف الا من لا یرجى منها ما تولى فادبر ولا یدرى ما هو آت منها فینتظر وصل البلاء منها بالرخاء والبقاء منها إلى فناء فسروها مشوب بالحزن والبقاء فیها إلى الضعف والوهن وهی کروضة اغتم مرعاها وأعجبت من یراها عذب شربها طیب تربتها یمج عروقها الثرى وینطف فروعها الندى حتى إذا بلغ العشب ابانه واستوى نباته هاجت ریح تحت الورق وتفرق ما التسق فأصبحت کما قال الله تعالى هشیما تذروه الریاح وکان الله على کل شئ مقتدر انظروا فی الدنیا فی کثرة ما یعجبکم وقلة ما ینفعکم
الثاوی المقیم والمترف المنعم اعتم بالعین المهملة والتاء المثناة من الاعتمام أی اکتهل وتم طوله والمج الرمی عن الفم والنطف المص قال صاحب الوافی کان الأول کنایة عن احکام العروق واعراقها فی الأرض والثانی عن نضرة الفروع وخضرتها وطرواتها.