جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

64- ومن خطبه علیه السلام

زمان مطالعه: 5 دقیقه

تحف العقول ص 162 قال خطبته علیه السلام التی یذکر فیها الایمان ودعائمه وشعبها

والکفر ودعائمه وشعبها ان الله ابتدء الأمور فاصطفى لنفسه منها ما شاء واستخلص منها ما أحب فکان مما أحب انه ارتضى الایمان فاشتقه من اسمه فنحله من أحب من خلقه ثم بینه فسهل شرایعه لمن ورده وأعز أرکانه على من جانبه وجعله عزا لمن والاه وامنا لمن دخله وهدى لمن أئتم به وزینة لمن تحلى به ودینا لمن انتحله وعصمة لمن اعتصم به وحبلا لمن استمسک به وبرهانا لمن تکلم به وشرفا لمن عرفه وحکمة لمن نطق به ونورا لمن استضاء به وحجة لمن خاصم به و فلجا لمن حاج به وعلما لمن وعى وحدیثا لمن روى وحکما لمن قضى وحلما لمن حدث ولبا لمن تدبر وفهما لمن تفکر ویقینا لمن عقل وبصیرة لمن عزم وآیة لمن توسم وعبرة لمن اتعظ ونجاة لمن آمن به ومودة من الله لمن صلح وزلفى لمن

ارتقب وثقة لمن توکل وراحة لمن فوض وصبغة لمن أحسن وخیرا لمن سارع وجنة لمن صبر ولباسا لمن اتقى وتطهیرا لمن رشد وآمنة لمن أسلم وروحا للصادقین فالایمان أصل الحق واصل الحق سبیله الهدى وصفته الحسنى ومأثرته المجد فهو أبلج المنهاج مشرق المنار مضئ المصباح رفیع الغایة یسیر المضمار جامع الحلبة متنافس السبقة قدیم العدة کریم الفرسان الصالحات مناره و العفة مصابیحه والموت غایته والدنیا مضماره والقیمة حلیته والجنة سبقته والنار نقمته والتقوى عدته و المحسنون فرسانه فبالایمان یستدل على الصالحات و بالصالحات یعمر الفقه وبالفقه یرهب الموت وبالموت تختم الدنیا وبالدنیا تحذو الآخرة وبالقیمة تزلف الجنة و الجنة حسرة أهل النار والنار موعظة التقوى والتقوى سنخ

الاحسان والتقوى غایة لا یهلک من تبعها ولا یندم من یعمل بها لان بالتقوى فاز الفائزون وبالمعصیة خسر الخاسرون فلیزدجر أولوا لنهى ولیتذکر أهل التقوى فالایمان على أربع دعائم ثم ساق الکلام إلى آخر دعائم الایمان وشعبها نحو ما نقلتها عن الأمالی فی الخطبة السابقة وشرع فی بیان دعائم الکفر وشعبها وقال والکفر على أربع دعائم على الفسق والغلو والشک والشبهة فالفسق من ذلک على أربع شعب الجفاء والعمى والغفلة و العتو فمن جفا حقر المؤمن ومقث الفقهاء وأصر على الحنث ومن عمى نسى الذکر بذى خلقه وبارز خالقه وألح علیه الشیطان ومن غفل جنى على نفسه وانقلب على ظهره وحسب غیه رشدا وغرته الأمانی واخذته الحسرة إذا انقضى الامر وانکشف عنه الغطاء وبدا له من الله مالم یکن یحتسب ومن عتا عن أمر الله شک ومن شک تعالى الله علیه ثم اذله سلطانه وصغره بجلاله کما فرط فی حیاته واغتر بربه الکریم والغلو على

أربع شعب على التعمق والتنازع والزیغ والشقاق فمن تعمق لم ینته إلى الحق ولم یزده الا غرقا فی الغمرات لا تخسر عنه فتنة الا غشیته أخرى فهو یهوى فی أمر مریج ومن نازع وخاصم قطع بینهم الفشل ویلی امرهم من طول اللجاج ومن زاغ ساءت عنده الحسنة وحسنت عنده السیئة و سکر سکرا الضلال ومن شاق اعورت علیه طرقه و اعترض علیه امره وضاق مخرجه وحرام ان ینزع من دینه من اتبع غیر سبیل المؤمنین والشک على أربع شعب على المریة والهول والتردد والاستسلام فبأی آلاء ربک تتمارى الممترون ومن هاله ما بین یدیه نکص على عقبیه ومن تردد فی دینه سبقه الأولون وادرکه الآخرون ووطئته سنابک الشیاطین ومن استسلم لهلکة الدنیا والآخرة هلک فیها ومن نجا من ذلک فبفضل الیقین

والشبهة على أربع شعب على اعجاب بالزینة وتسویل النفس وتأول العوج ولبس الحق بالباطل وذلک أن الزینة تصدف عن البینة وتسویل النفس تقحم إلى الشهوة والعوج یمیل بصاحبه میلا عظیما واللبس ظلمات بعضها فوق بعض فذلک الکفر ودعائمه وشعبه والنفاق على أربع دعائم على الهوى والهوینا والحفیظة والطمع والهوى من ذلک على أربع شعب على البغى والعدوان والشهوة والعصیان فمن بغى کثرت غوائله وتخلى عنه ونصر علیه ومن اعتدى لم تؤمن بوائقه ولم یسلم قلبه ومن لم یعذل نفسه عن الشهوات خاض فی الحسرات وسبح فیها ومن عصى ضل عمدا بلا عذر ولا حجة واما شعب الهوینا فالهیبة والعزة والمماطلة والأمل وذلک أن الهیبة ترد عن الحق والاغترار بالعاجل وتفریط الاجل وتفریط المماطلة مورط فی العمى

ولولا الأمل علم الانسان حساب ما هو فیه ولو علم حساب ما هو فیه مات خفاتا من الهول والوجل واما شعب الحفیظة فالکبر والفخر والحمیة والعصبیة فمن استکبر أدبر ومن فخر فجر ومن حمى أصر ومن أخذته العصبیة جار فبئس الامر بین ادبار وفجور واصرار وشعب الطمع الفرح والمرح و التکبر فالفرح مکروه عند الله والمرح خیلاء واللجاجة بلاء لمن اضطرته إلى حمل الآثام والتکبر لهو ولعب وشغل واستبدال الذی هو أدنى بالذی هو خیر فذلک النفاق ودعائمه وشعبه والله قاهر فوق عباده تعالى ذکره و استوت به مرته واشتدت قوته وفاضت برکته واستضاءت حکمته وفلجت حجته وخلص دینه وحقت کلمته وسبقت حسناته وصفت نسبته وأقسطت موازینه وبلغت رسالته وحضرت حفظته ثم جعل السیئة ذنبا والذنب فتنة و

الفتنة دنسا وجعل الحسنى غنما والعتبى توبة والتوبة طهورا فمن تاب اهتدى ومن افتتن غوى مالم یتب إلى الله ویعترف بذنبه ویصدق بالحسنى ولا یهلک على الله الا هالک فالله الله ما أوسع ما لدیه من التوبة والرحمة والبشرى والحلم العظیم وما أنکر ما لدیه من الانکال والجحیم والعزة والقدرة والبطش الشدید فمن ظفر بطاعة الله اختار کرامته ومن لم یزل فی معصیة الله ذاق وبیل نقمته هنالک عقبى الدار

أقول قوله فاشتقه من اسمه لیس المراد من اشتقاقه اشتقاق اللفظ من اللفظ فقط بل اشتقاق الحقیقة والمعنى من اسمه تعالى کاشتقاق أسماء النبی والأئمة وفاطمة الزهراء صلوات الله علیهم أجمعین من اسمه تعالى وتبارک والایمان حقیقة رابطة باطنیة بین الرب والعبد به یعبد الله و به یتقرب إلیه وبه ینجو من الهلکة وباعتبار هو الاقرار باللسان والاعتقاد بالجنان والعمل بالأرکان قوله جانبه أی صار إلى جنبه وفى الکافی لمن حاربه وفى النهج لمن غالبه أی حاول ان یغلبه ولعله هو الاظهر الفلج الظفر والفوز والفلاح الامنة بفتح الثلاثة الا من والسلم المأثرة بفتح الثاء وضمها المکرمة والفعل الحمید أبلج أی أوضح والمنهاج الطریق والمنار علم الطریق ومنار الأمان دلائله الواضحة من الأعمال الصالحة والافعال المحمودة والأخلاق الحسنة المضمار موضع الذی تضمر فیه الخیل فالمراد هنا به الدنیا لأنها یسیرة الحلبة بسکون اللام خیل تجمع للسباق والتنافس الراغب على وجه المباراة والمفاخرة والسبقة بفتحتین الغایة المحبوبة التی یحب السابق لیصل إلیها وبالضم والسکون ما یراهن عند السباق أی جزاء السابقین العدة بضم العین ما أعددته لحوادث الدهر وبمعنى الاستعداد وبالفتح

الجماعة قوله والموت غایته أی غایته فی حفظه فالمؤمن کان فی مدة حیاته فی الدنیا فی التعب والمشقة وقیل یرید الموت عن الشهوات البهیمة والحیاة بالسعادة الأبدیة والدنیا مضماره أی موضع الذی یضمر فیه لأنها مزرعة الآخرة قوله تحذو الآخرة أی تقابل الآخرة من حذاه أی کان بازائه الفسق الخروج من الطاعة والغلو التجاوز عن الحد فی الدین والشک خلاف الیقین وهو التردد و الشبهة ترجیح الباطل بالباطل وتصویر غیر الواقع بصورة الواقع والجفاء الغلظة فی الطبع والخرق فی المعاملة والفظاظة فیها ورفض الصلة والبر والرفق والعمى ابطال البصیرة القلبیة و ترک التفکر فی الأمور النافعة فی الآخرة والغفلة هی غیبة الشئ عن بال الانسان وعدم تذکره له والعتو مصدر بمعنى التجبر والاستکبار التعمق أصله التشدد فی الامر طلبا لأقصى غایة و المراد به هنا کما یعلم عن تفسیره الذهاب فی الأوهام لرغم طلب الاسرار الانحسار الانکشاف ومریج المختلط والمضطرب العتل بضم العین الحمق شاق أی خالف وعاند واعورت أی صارت أعور لا علم لها المریة بالکسر والضم الجدل والشک والهول بالفتح المخالفة الاستسلام الانقیاد السنابک جمع سنبک بضم السین طرف الحافر أی تستزله الشیاطین فتطرحه فی المهلکة تسویل النفس تزیینها وتأول العوج تأویل المعوج والباطل بوجه یخفى عوجه ویبرز استقامته فیظن انه حق ومستقیم الصدف الصرف الهوینا تصغیر الهونی تأنیث الاهون وهو من الهون الرفق واللین والمراد هنا التهاون فی أمر الدین وترک الاهتمام فیه والحفیظة الغضب والحمیة الغوائل جمع الغائلة الداهیة والمهلکة والبوائق جمع البائقة الشر والداهیة العذل اللوم الهیبة المخافة والمهابة والمماطلة التعلل والتسویف الخفات بضم الخاء موت الفجأة الفرح السرور والمرح شدة الفرح حتى جاوز القدر المرة بکسر المیم القوة و العقل والرشد الدنس الوسخ غنما بضم الغین الفوز والعتبى الرضا الانکال جمع النکل بفتح النون القید الشدید والبطش الاخذ بسطوة وصولة والوبیل الوخیم