نقلها ابن أبی الحدید فی شرح النهج ص 55 قال وروى الکلبی قال لما أراد علی علیه السلام المسیر إلى البصرة قام فخطب الناس فقال بعد ان حمد الله وصلى على رسوله صلى الله علیه وآله وسلم
ان الله لما قبض نبیه صلى الله علیه وآله وسلم استأثرت علینا قریش بالامر ودفعتنا عن حق نحن أحق به من الناس کافة فرأیت أن الصبر على ذلک أفضل من تفریق کلمة المسلمین وسفک دمائهم والناس حدیثو عهد بالاسلام والدین یمخض مخض الوطب یفسده أدنى وهن ویعکسه أقل خلق فولى الامر قوم لم یألوا فی امرهم اجتهادا ثم انتقلوا إلى دار الجزاء والله ولى تمحیص سیئاتهم والعفو عن هفواتهم فما بال طلحة والزبیر ولیسا من هذا الامر بسبیل لم یصبرا على حولا ولا أشهرا حتى وثبا ومرقا ونازعانی أمرا لم یجعل الله لهما إلیه سبیلا بعد ان بایعا طائعین غیر مکرهین یرتضعان إما
قد فطمت ویحییان بدعة قد أمیتت ادم عثمان زعما والله ما التبعة الا عندهم وفیهم وان لأعظم حجتهم لعلى أنفسهم وانا راض بحجة الله علیهم وعلمه فیهم فان فاء وانا أبا فحظهما احزرا وأنفسهما غنما وأعظم بهما غنیمة وان أبیا أعطیتهما حد السیف وکفى به ناصرا لحق وشافیا لباطل
ثم نزل قوله استأثر یقال استأثر فلان بالشئ أی استبد به قوله یمخض مخض الوطب أی یستخرج کما یستخرج الربذ من اللبن الوطب سقاء اللبن لم یألوا أی لم یقصروا التمحیص الابتلاء والاختبار الهفوات بمعنى الزلات.