منتخب کنز العمال هامش جزؤ السادس من المسند ص 324 روى عن عبد الله بن صالح العجلی عن أبیه قال خطب علی بن أبی طالب یوما فحمد الله وأثنى علیه وصلى على النبی صلى الله علیه (وآله) وسلم ثم قال (علیه السلام) یا عباد الله لا تغرنکم الحیاة الدنیا فإنها دار بالبلاء محفوفة وبالفناء معروفة وبالغدر موصوفة وکل ما فیها إلى زوال وهی ما بین أهلها دول وسجال لم یسلم من شرها نزالها بینا أهلها فی رخاء وسرور إذا هم منها فی بلاء وغرور العیش فیها مذموم والرخاء فیها لا یدوم وانما أهلها فیها اغراض مستهدفة ترمیهم بسهامها وتقصمهم بحمامها عباد الله
انکم وما أنتم من هذه الدنیا عن سبیل من قد مضى ممن کان أطول منکم أعمارا وأشد منکم بطشا واعمر دیارا وابعد آثارا وأصبحت أصواتهم هامدة خامدة من بعد طول تقلبها وأجسادهم بالیة ودیارهم خالیة وآثارهم عافیة الصخور استبدلوا بالقصور المشیدة والسرور والنمارق الممهدة و والأحجار المسندة فی القبور الملاطئة الملحدة التی قد بین الخراب فناءها وشید بالتراب بناءها فحملها مقرب وساکنها مغترب بین أهل عمارة موحشین وأهل محلة متشاغلین لا یستأنسون بالعمران ولا یتواصلون تواصل الجیران على ما بینهم من قرب الجوار ودنوا الدار وکیف یکون بینهم تواصل وقد طحنهم البلى واکلتهم الجنادل والثرى فأصبحوا بعد الحیاة أمواتا وبعد غضارة العیش رفاتا فجع بهم الأحباب وسکنوا التراب وظعنوا فلیس لهم ایاب هیهات هیهات کلا انها کلمة هو قائلها ومن ورائهم
برزخ إلى یوم یبعثون فکان قد صرتم إلى ما صاروا علیه من الوحدة والبلاء فی دار الموتى وارتهنتم فی ذلک المضجع وضمکم ذلک المستودع فکیف بکم لو قد تناهت الأمور وبعثرت القبور وحصل ما فی الصدور وأوقفتم للتحصیل بین یدی ملک جلیل فطارت القلوب لاشفاقها من سالف الذنوب وهتکت عنکم الحجب والأستار فظهرت منکم العیوب والاسرار هنالک تجزى کل نفس بما کسبت لیجزى الذین أساءوا بما عملوا ویجزى الذین أحسنوا بالحسنى ووضع الکتاب فترى المجرمین مشفقین مما فیه و یقولون یا ویلتنا ما لهذا الکتاب لا یغادر صغیرة ولا کبیرة الا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا یظلم ربک أحدا جعلنا الله وإیاکم عاملین بکتابه متبعین لأولیائه حتى یحلنا وإیاکم دار المقامة من فضله انه حمید مجید
أقول قوله سجال أی مرة لنا ومرة علینا الحمام بالکسر والتحفیف الموت البطش الاخذ بالسرعة والعنف هامدة أی یابسة میتة خامدة أی میة وخمود الانسان موته ونار خامدة أی ساکنة لهبها
أجسادهم بالیة أی فانیة أفنتها الأرض آثارهم عافیة أی ماحیة السرر جمع السریر وهو مجلس السرور و قیل انما رفعت لیرى الناس بجلوسهم علیها جمیع ما حولهم النمارق جمع النمرقة بکسر النون وهی الوسائد الملاطئة الملاصقة من الملاط وهو الطین الذی یجعل بین نسا فی البناء یملط به الحائط أی یخلط أو من لطت الحوض بالطین لوطا أی ملطته الملحدة من باب الافعال أی جعلت فی اللحد کالفلس وفى لغة بالضم کالقفل وهو الشتى فی جانب القبر وجمعه اللحود الفناء یقال فناء الکعبة بالمد سعة امامها وقیل ما امتد من جوانبها دورا وهو حریمها خارج المملوک منها ومثله فناء الدار والجمع أفینة غضارة العیش طیب العیش قوله رفاتا أی فتاة والفتاة الحطام وما تناثر من کل شئ ظعنوا أی ساروا وارتحلوا بعثرت القبور أی قلبت وأخرجت وقد نقل الرضی ره هذه باختلاف فی فقراتها بالزیادة والنقصان