المجلد الثالث من البحار فی باب صفة المحشر ص 218 عن أمالی الشیخ عن الغضائری عن علی بن محمد العلوی عن محمد بن موسى الرقی عن علی بن محمد بن أبی القاسم عن أحمد بن أبی عبد الله البرقی عن عبد العظیم بن عبد الله الحسنی عن أبیه عن أبان مولى یزید بن علی عن عاصم بن بهدلة عن شریح القاضی عن أمیر المؤمنین علیه السلام فی خطبة طویلة قال علیه السلام اسمع یا ذا الغفلة والتصریف من ذی الوعظ والتعریف جعل یوم الحشر یوم العرض والسؤال والحباء والنکال یوم تقلب إلیه أعمال الأنام وتحصى فیه جمیع الآثام یوم تذوب من النفوس احداق عیونها وتضع الحوامل ما فی بطونها وتفرق من کل نفس وجیبها ویحار فی تلک الأحوال عقل لبیبها إذا نکرت الأرض بعد حسن عمارتها وتبدلت بالخلق بعد أنیق زهرتها أخرجت من معادن الغیب أثقالها ونقضت إلى الله احمالها یوم لا ینفع الحذر إذ عاینوا الهول الشدید فاستکانوا وعرف المجرمون بسیماهم فاستبانوا فانشقت القبور بعد طول انطباقها واستسلمت النفوس إلى الله بأسبابها کشف عن الآخرة عطاءها فظهر للخلق أنباءها فدکت الأرض دکا
دکا ومدت لأمر یراد بها مدا مدا واشتد المبادرون إلى الله شد شدا وتزاحفت الخلائق إلى المحشر زحفا زحفا ورد المجرمون على الأعقاب ردا ردا وجد الامر ویحک یا انسان جدا جدا و قربوا للحساب فردا فردا وجاء ربک والملک صفا صفا یسئلهم عمنا عملوا حرفا حرفا وجیئ بهم عراة الأبدان خشعا أبصارهم أمامهم الحساب ومن ورائهم جهنم یسمعون زفیرها ویرون سعیرها فلم یجدوا ناصرا ولا ولیا یجیرهم من الذل فهم یعدون سراعا إلى مواقف الحشر یساقون سوقا فالسماوات مطویات بیمینه کطی السجل للکتب والعباد على الصراط وجلت قلوبهم یظنون أنهم لا یسلمون ولا یؤذن لهم فیتکلمون ولا یقبل منهم فیعتذرون قد ختم على أفواههم واستنطقت أیدیهم وأرجلهم بما کانوا یعملون یا لها من ساعة أشجى مواقعها من القلوب حتى میز بین الفریقین فریق فی الجنة وفریق فی السعیر
من مثل هذا فلیهرب الهاربون إذا کانت الدار الآخرة لها فلیعمل العاملون