الجزء السادس من التاریخ ص 51 بعد قوله فقام فیهم خطیبا فقال (علیه السلام)
عباد الله مالکم إذا امرتکم ان تنفروا اثاقلتم إلى الأرض أرضیتم بالحیاة الدنیا من الآخرة وبالذل والهوان من العز أو کلما ندبتکم إلى الجهاد دارت أعینکم کأنکم من الموت فی سکرة وکان قلوبکم مألوسة فأنتم لا تعقلون وکان ابصارکم کمه فأنتم لا تبصرون لله أنتم ما أنتم الا اسود الشرى فی الدعة وثعالب رواغة حین تدعون إلى البأس ما أنتم لی بثقة سجیس اللیالی ما أنتم برکب یصال بکم ولا ذی عز یعتصم إلیه لعمر
الله لبئس حشاش الحرب أنتم انکم تکادون ولا تکیدون ویتفقص أطرافکم ولا تتحاشون ولا ینام عنکم وأنتم فی غفلة ساهون ان أخا الحرب الیقظان ذو عقل وبات لذل من وادع وغلب المتجادلون والمغلوب مقهور ومسلوب ثم قال إما بعد فان لی علیکم حقا وان لکم على حقا فاما حقکم على النصیحة لکم ما صحبتکم وتوفیر فیئکم علیکم وتعلیمکم کیما لا تجهلوا وتأدیبکم کی تعلموا واما حقی علیکم فالوفاء بالبیعة والنصح لی فی الغیب و المشهد والاجابة حین أدعوکم والطاعة حین امرکم فان یرد الله بکم خیرا انتزعوا عما أکره وتراجعوا إلى ما أحب تنالوا ما تطلبون و تدرکوا ما تأملون
أقول: قوله بکم مألوسة الألس اختلاط العقل ومألوس مفعول وبمعنى الخیانة والغش والکذب و السرقة واخطاء الرأی والریبة وتغیر الخلق والجنون قوله کمه بالتخفیف من رکب عمى کنایة عمن لا یسلک طریق الواضح ویقال للذی هو یولد أعمى اسود جمع الأسد الشرى الخارجون عن طاعة الامام الدعة السعة والخفض فی العیش وبمعنى الراحة قوله ثعالب رواغة راغ الثعلب من باب قال یروغ روغا و روغانا أی ذهب یمنة ویسرة فی سرعة خدیعة لا یستقر فی جهة سجیس اللیالی قال الفیروزآبادی فی القاموس سجس الماء کفرح فهو سجس وسجیس تغیر وکدر ولا اتیک سجیس اللیالی وسجیس الأوجس أی ابدا
قوله لعمر الله أی مدة بقاء الله ولا مدة لبقائه إذ هو أبدى الذات لم یزل ولا یزال قوله وحشاش الحرب الحشاش ما تحش به النار أی توقد وحشاش الحرب موقد ناره قوله لا تتحاشون أی لا تکترثون بما تفعلون ولا تخافون وباله وعقوبته لا تکترثون أی لا تعتدون ولا تبالون