الجزء السادس من تاریخ الطبری ص 48 قال قال أبو مخنف حدثنی أبو سلمة الزهری وکانت أمة بنت انس بن مالک ان علیا (علیه السلام) قال لأهل النهروان
یا هؤلاء ان أنفسکم قد سولت لکم فراق هذه الحکومة التی أنتم ابتدأتموها وسألتموها وأنالها کاره وأنبأتکم ان القوم سألوکموها مکیدة ودهنا فأبیتم على اباء المخالفین وعدلتم عنى عدول النکداء العاصین حتى صرفت رأیی إلى رأیکم وأنتم والله معاشر اخفاء الهام سفهاء الأحلام فلم آت لا أبا لکم یحرا إما والله ما خبلتکم عن أمورکم ولا أخفیت شیئا من هذا الامر عنکم ولا أوطأتکم عشوة ولا دنیت لکم الضراء وإن کان امرنا لأمر المسلمین ظاهرا فاجمع رأى ملأکم ان اختاروا رجلین فأخذنا علیهما ان یحکما بما فی القرآن ولا یعدوا فتاها وترکا الحق وهما یبصرانه وکان الجور هواهما و
قد سبق اشتیاقنا علیهما فی الحکم بالعدل والصد للحق بسوء رأیهما وجور حکمهما والثقة فی أیدینا لأنفسنا حین خالفا سبیل الحق واتیا بما لا یعرف فبینوا لنا بماذا تستحلون قتالنا والخروج من جماعتنا ان اختار الناس رجلین ان تصنعوا أسیافکم على عواتقکم ثم تستعرضوا الناس تضربون رقابهم وتسفکون دمائهم ان هذا لهو الخسران المبین والله لو قتلتم على هذا دجاجة لعظم عند الله قتلها فکیف بالنفس التی قتلها عند الله حرام فتنادوا لا تخاطبوهم ولا تکلموهم وتهیأوا للقاء الرب الرواح الرواح إلى الجنة
قوله: النکداء الذی تعاسر والنکد بالضم قلة العطاء وبفتح الهام جمع مفرده الهامه أی رأس کل شئ وخفیف الهام هم الذین عقولهم خفیفة الأحلام بمعنى العقول ما خبلتکم أی ما أفسدت عقولکم وقوله ولا أوطأتکم عشوة أی لأرکبتکم على غیر هدى الضراء الزمانة والشدة والنقص فی الأموال والأنفس.