جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

21- ومن خطبه علیه السلام

زمان مطالعه: 2 دقیقه

فی الکافی لمحمد بن یعقوب الکلینی عن محمد بن یحیى عن أحمد بن محمد بن عیسى عن الحسن بن محبوب عن محمد بن نعمان أبى جعفر الأحول عن سلام بن المستنیر عن أبی جعفر علیه السلام قال إن أمیر المؤمنین علیه السلام لما انقضت القصة فیما بینه وبین طلحة والزبیر وعایشة بالبصرة صعد المنبر فحمد الله وأثنى علیه وصلى على رسوله صلى الله علیه وآله و سلم ثم قال

أیها الناس ان الدنیا حلوة خضرة تفتن الناس بالشهوات وتزین لهم بعاجلها وأیم الله لتعز من أهلها و تخلف من رجاها وستورث غدا أقواما الندامة والحسرة باقبالهم علیها وتنافسهم فیها وحسدهم وبغیهم على أهل الدین والفضل فیها ظلما وعدوانا وبغیا وآشرا وبطرا وبالله انه ما عاش قوم قط فی غضارة من کرامة نعم الله فی معاش دنیا ولا دائم تقوى فی طاعة الله والشکر لنعمه فأزال ذلک عنهم الا من بعد تغییر من أنفسهم وتحویل

عن طاعة الله والحادث من ذنوبهم وقلة محافظة و ترک مراقبة الله عز وجل وتهاون بشکر نعم الله لان الله عز وجل یقول إن الله لا یغیر ما بقوم حتى یغیروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوء فلا مرد له وما لهم من دونه من وال ولو أن أهل المعاصی وکسبته الذنوب إذا هم حذروا زوال نعم الله وحلول نقمته وتحویل عافیته أیقنوا ان ذلک من الله جل ذکره بصدق من نیاتهم واقرار منهم بذنوبهم واساءتهم لصفح لهم عن کل ذنب وإذا لأقالهم کل عترة ولرد علیهم کل کرامة ونعمة ثم أعاد لهم من صالح امرهم ومما کان أنعم به علیهم کلما زال عنهم وافسد علیهم فاتقوا الله أیها الناس حق تقاته واستشعروا خوف الله عن ذکره واخلصوا النفس وتوبوا إلیه من قبیح ما استفزکم الشیطان من قتال ولى الامر وأهل العلم بعد رسول الله

صلى الله علیه وآله وسلم وما تعاونتم علیه من تفریق الجماعة وتشتت الامر وفساد صلاح ذات البین ان الله عز وجل یقبل التوبة ویعفوا عن السیئات ویعلم ما تفعلون

اللغات – قوله حلوة خضرة أی غضة ناعمة طریة تفتن الناس بکسر التاء على بناء المجرد أو على بناء التفعیل أو الافعال أی توقعهم فی الفتنة قوله وزین لهم بعاجلها على بناء التفعیل إما للمعلوم أی تزین نفسها لهم بعاجل نعیمها المنقطع الفانی ویحتمل أن تکون الباء زائدة أی تزین عاجلها للناس أو للمجهول أی تزینها النفس أو الشیطان قوله وتخلف من رجاها أی لا تفی بوعد من وثق بها ورجاها الأشر شدة الفرح والبطر قلة احتمال النعمة والغضارة طیب العیش والاستفزاز الاستخفاف أقول نقل هذه الخطبة أیضا فی الوافی ص 17 فی روضته