رواها الامام العلامة من أعاظم علماء العامة أبو المظفر شمس الدین بن یوسف الملقب بسبط العلامة الشهیر بابى الفرج عبد الرحمن بن الجوزی المتوفى سنة 654 الهجریة فی کتابه المسمى بالتذکرة وانا ناقلها من نسخته المطبوعة فی النجف الأشرف ص 138 – قال خطبة فی مدح النبی صلى الله علیه (وآله) وسلم والأئمة أخبرنا أبو طاهر الخزیمی أخبرنا أبو عبد الله الحسین بن علی أخبرنا عبد الله بن عطاء الهروی أخبرنا عبد الرحمن بن عبید الثقفی أخبرنا الحسین بن محمد الدینوری أخبرنا عبد الله بن إبراهیم الجرجانی نبأنا محمد بن علی بن الحسین العلوی أخبرنا أحمد بن عبد الله الهاشمی حدثنا الحسن بن علی بن محمد بن علی بن موسى بن جعفر بن محمد بن علی بن الحسین بن علی علیهم السلام قال خطب أبى أمیر المؤمنین علیه السلام یوما بجامع الکوفة خطبة بلیغة فی فدح رسول الله صلى الله علیه وآله فقال بعد حمد الله لما أراد ان ینشئ المخلوقات ویبدع الموجودات أقام الخلائق فی صورة قبل دحو الأرض ورفع السماوات ثم أفاض نورا من نور عزه فلمع قبسا من ضیائه وسطع ثم اجتمع فی تلک الصورة وفیها هیئة نبینا محمد صلى الله علیه وآله وسلم فقال له تعالى أنت المختار
وعندک مستودع الأنوار وأنت المصطفى المنتجب الرضا المنتخب المرتضى من اجلک أضع البطحاء وارفع السماء واجرى الماء واجعل الثواب والعقاب والجنة والنار وانصب أهل بیتک علما للهدایة و أودع اسرارهم من سرى بحیث لا یشکل علیهم دقیق ولا یغیب عنهم خفى واجعلهم حجتی على بریتی والمنبهین على قدری والمطلعین على اسرار خزائنی وفى نسخة واسکن قلوبهم أنوار عزتی واطلعهم على معادن جواهر خزائنی ثم اخذ الحق سبحانه علیهم الشهادة بالربوبیة و الاقرار بالوحدانیة وان الإمامة فیهم والنور معهم ثم إن الله اخفى الخلیفة فی غیبه وغیبها فی مکنون علمه ونصب العوالم و موج الماء واثار الزبد وأهاج الدخان فطفى عرشه على الماء ثم أنشأ الملائکة من أنوار أبدعها وأنواع اخترعها وفى نسخة ثم خلق المخلوقات فاکملها ثم خلق الأرض وما فیها ثم قرن بتوحیده نبوة نبیه محمد وصفیه صلى الله علیه وآله وسلم فشهدت السماوات والأرض
والملائکة والعرش والکرسی والشمس والقمر والنجوم وما فی الأرض له بالنبوة فلما خلق آدم آبان الملائکة فضله واراهم ما خصه به من سابق العلم فجعله محرابا وقبلة لهم فسجدوا له وعرفوا حقه ثم بین لادم حقیقة ذلک النور ومکنون ذلک السر فلما حانت أیامه أودعه شیثا ولم یزل ینثقل من الأصلاب الفاخرة إلى الأرحام الطاهرة إلى أن وصل إلى عبد المطلب ثم إلى عبد الله وفى نسخة ثم صانه الله عن الخثعمیة حتى وصل إلى آمنة ثم إلى نبیه صلى الله علیه وآله وسلم فدعا الناس ظاهرا وباطنا وندبهم سرا وعلانیة واستدعى الفهوم إلى القیام بحقوق ذلک السر اللطیف وندب العقول إلى الإجابة لذلک المعنى المودع فی الذر قبل النسل فمن وافقه قبس من لمحات ذلک النور غشى بصر قلبه عن ادراکه واهتدى إلى السر وانتهى إلى العهد المودع فی باطن الامر وغامض العلم ومن غمرته الغفلة وشغلته المحنة
استحق البعد ثم لم یزل ذلک النور ینتقل فینا ویتشعشع فی غرایزنا فنحن أنوار السماوات والأرض وسفن النجاة وفینا مکنون العلم و إلینا مصیر الأمور وبمهدینا تقطع الحجج فهو خاتم الأئمة ومنقذ الأمة ومنتهى النور وغامض السر فلیهن من استمسک بعروتنا وحشر على محبتنا