جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

14- ومن خطبه علیه السلام

زمان مطالعه: 4 دقیقه

الوافی ص 13 خطبته علیه السلام فی معاتبة الأمة ووعید بنى أمیة نقلها عن الکافی عن أحمد بن محمد الکوفی عن جعفر بن عبد الله المحمدی عن أبی روح فرح بن قره عن جعفر بن عبد الله عن مسعدة بن صدقة عن أبی عبد الله علیه السلام قال خطب أمیر المؤمنین علیه السلام بالمدینة فحمد الله وأثنى علیه وصلى على النبی صلى الله علیه وآله ثم قال

إما بعد فان الله تعالى لم یقصم جباری دهر الا من بعد تمهیل ورخاء ولم یجبر کسر عظم من الأمم الا بعد أزل وبلاء أیها

الناس فی دون ما استقبلتم من خطب واستدبرتم من خطب معتبر وما کل ذی قلب بلبیب ولا کل ذی سمع بسمیع و لاکل ذی ناظر عین ببصیر عباد الله أحسنوا فیما یعنیکم (یغنیکم) النظر فیه ثم انظروا إلى عرصات من قد افاده الله بعلمه کانوا على سنة من آل فرعون أهل جنات وعیون وزروع ومقام کریم ثم انظروا بما ختم الله لهم بعد النضرة والسرور والامر والنهى ولمن صبر منکم العاقبة فی الجنان والله مخلدون ولله عاقبة الأمور فیا عجبا ومالی لا أعجب من خطأ هذه الفرق على اختلاف حججها فی دینها لا یقتصون اثر نبی ولا یقتدون بعمل وصى ولا یؤمنون بغیب ولا یعفون عن عیب المعروف فیهم ما عرفوا و المنکر عندهم ما أنکروا وکل امرء منهم امام نفسه آخذ منها فیما بعرى ثقات وأسباب محکمات فلا یزالون بجور ولن یزدادوا الأخطاء ولا ینالون تقربا ولن یزدادوا الا بعدا من الله تعالى

انس بعضهم ببعض وتصدیق بعضهم لبعض کل ذلک وحشة مما ورث النبی الأمی صلى الله علیه وآله وسلم ونفورا مما أدی إلیهم من اخبار فاطر السماوات والأرض أهل حسرات وکهوف شبهات وأهل عشوات وضلالة وریبة من وکله الله إلى نفسه ورأیه فهو مأمون عند من یجهله غیر المتهم عند من لا یعرفه فما أشبه هؤلاء بانعام قد غاب عنها رعائها وواسفا من فعلات شیعتی من بعد قرب مودتها الیوم کیف یستذل بعدی بعضها بعضا وکیف یقتل بعضها بعضا المتشتتة غدا عن الأصل النازلة بالفرع المؤملة الفتح من غیر جهته کل حزب منهم آخذ منه بغصب من أینما مالها (مال الغصن) مال معه مع أن الله وله الحمد سیجمع هؤلاء لشر یوم لبنی أمیة کما یجمع قزع الخریف یؤلف الله بینهم ثم یجعلهم رکاما کر کأم السحاب ثم یفتح لهم أبوابا یسیلون من مستثارهم کسیل الجنتین سیل العرم حیث نقب

علیه فأرة فلم یثبت علیه اکمة ولم یرد سننه رص طود یدغدغهم الله فی بطون أودیة ثم یسلکهم ینابیع فی الأرض یأخذ بهم من قوم حقوق قوم ویمکن بهم قوما فی دیار قوم (فی نسخة أخرى ویمکن من قوم لدیار قوم) تشریدا لبنی أمیة ولکیلا یغتصبوا ما غصبوا یضعضع الله بهم رکنا وینقض بهم طی الجنادل مولده ویملأ منهم بطنان الزیتون فوالذی فلق الحبة وبرء النسمة لیکونن ذلک وکأنی اسمع صهیل خیلهم وطمطمة رجالهم وأیم الله لیذوبن ما فی أیدیهم بعد العلو والتمکین فی البلاد کما تذوب الالیة على النار من مات منهم مات ضالا والى الله عز وجل یفضى منهم من درج ویتوب الله تعالى على من تاب ولعل الله یجمع شیعتی بعد التشتت لشر یوم لهؤلاء لیس لأحد على الله عز ذکره الخیرة بل لله الخیرة والامر جمیعا أیها الناس ان المنتحلین للامامة من غیر أهلها کثیر ولو لم تتخاذلوا عن مز الحق ولم تهنوا عن

عن توهین الباطل لم یتشجع علیکم من لیس مثلکم ولم یقو من قوى علیکم وعلى هضم الطاعة وازواءها عن أهلها لکن تهتم کما تاهت بنو إسرائیل على عهد موسى علیه السلام ولعمرى لیضاعفن علیکم التیه من بعدی اضعاف ما تاهت بنو إسرائیل ولعمرى ان لوقد استکملتم من بعدی مدة سلطان بنى أمیة لقد اجتمعتم على سلطان الداعی إلى الضلالة وأحییتم الباطل وخلفتم الحق خلف ظهورکم وقطعتم الأدنى من أهل بدر ووصلتم الا بعد من أبناء الحرب من رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم ولعمرى ان لو قد ذاب ما فی أیدیهم لدنا التمحیص للجزاء وقرب الوعد وانقضت المدة وبدا لکم النجم ذوا الذنب من قبل المشرق ولاح لکم القمر والمنیر فإذا کان ذلک فراجعوا التوبة واعلموا انکم ان اتبعتم طالع المشرق سلک بکم مناهج الرسول صلى الله علیه و آله وسلم فتداویتم من العمى والصم والبکم وکفیتم مؤنة

الطلب والتعسف ونبذتم الثقل القادح عن الأعناق ولا یتعد الله الا من أبى وظلم واعتسف واخد ما لیس له وسیعلم الذین ظلموا أی منقلب ینقلبون

اللغات – الأزل بسکون الزاء الشدة والضیق فیما یعنیکم بالعین المهملة أی یهمکم وفى بعض النسخ یغنیکم بالغین المعجمة وهو تصحیف أقاده الله من القود والقصاص ویؤیده ان فی بعض النسخ یعمله بتقدیم المیم على اللام أو أقاده بمعنى أعطاه لیقودها ولعل المراد مکنه الله من الملک بان خلى بینه وبین اختیاره ولم یمسک یده عما اراده بعلمه وحکمته بما یقتضیه علمه من عدم اجبارهم على الطاعات وترک المنهیات والاقتصاص الاقتفاء والاتباع فیما یرى من الرأی ولعل المراد من الأصل امام الحق ومن الفرع الأئمة علیهم السلام ومن الفتح ظهور دولة الحق وبالغصن کل مدع منهم والقزع بالقاف والزاء المعجمة ثم العین المهملة قطع السحاب وتخصیصه بالخریف لأنه أول الشتاء والسحاب یکون فیه متفرقا غیر متراکم ولا مطبق ثم یجتمع بعد ذلک بعضه إلى بعض والرکام المتراکب بعضه فوق بعض من مستشارهم أی محل انبعاثهم والعرم یطلق على الصعب أو المطر الشدید أو الجرذ أو الوادی أو غیرها وقیل هو اسطرخ سبأ وقیل انما أضیف السیل إلى الجرذ لأنه نقب علیهم سدا ضربته لهم بلقیس فحقنت به الماء وترکت فیه ثقبا على مقدار ما یحتاجون إلیه أو المسناة التی عقدت سدا على أنه جمع عرمه وهی الحجارة المرکومة وکان ذلک بین عیسى علیه السلام ومحمد صلى الله علیه وآله وسلم والأکمة التل والرض الدق الجریش والطوط الجیل وفى بعض النسخ الرص بالصاد المهملة بمعنى الالزاق والضم والشد ولعله الصواب والمجرور فی سننه یرجع إلى السیل أو إلى الله تعالى والذعذعة بالذالین المعجمتین والعینین المهملتین التفریق والتشرید التنفیر والتضعضع الهدم والازلال الأرم دمشق والإسکندریة وبطنان جمع بطن وهو الغامض من الأرض وزیتون مسجد دمشق أو جبال شام والطمطمة فی الکلام ان یکون فیه عجمة یفضى منهم من درج أی یرجع من مات والازواء الصرف والفادح المثقل الصعب ولعل لطالع المشرق کنایة عن الإمام القائم صلوات الله وسلامه علیه