فی معاتبة أصحابه رواها الفیض فی روضة الوافی فی باب خطبه علیه السلام ص 10 عن روضة الکافی عن محمد بن علی بن معمر عن محمد بن علی عن عبد الله بن أیوب الأشعری عن عمرو الأوزاعی عن عمرو بن شمر عن سلمة بن کهیل عن الهیثم بن التیهان ان أمیر المؤمنین علیه السلام خطب الناس بالمدینة فقال
الحمد لله الذی لا اله الا هو کان حیا بلا کیف ولم یکن له کان ولا کان لکأنه کیف ولا کان له أین ولا کان فی شئ ولا کان على شئ ولا ابتدع لکأنه مکانا ولا قوى بعد ما کون شیئا ولا کان
ضعیفا قبل ان یکون شیئا ولا کان مستوحشا قبل ان یبتدع شیئا ولا یشبه شیئا ولا کان خلوا من الملک قبل انشاءه ولا یکون خلوا منه بعد ذهابه کان الها حیا بلا حیاة ومالکا بعد انشاءه للکون ولیس یکون لله کیف ولا أین ولا حد یعرف ولا شئ یشبه ولا یهرم لطول بقائه ولا یصعق لذعرة ولا یخاف کما یخاف خلیقته من شئ ولکن سمیع بغیر سمع وبصیر بغیر بصر وقوى بغیر قوة من خلقه لا یدرکه حدق الناظرین ولا یحیط السمعه سمع السامعین إذا أراد شیئا کان بلا مشورة ولا مظاهرة ولا مخابرة ولا یسئل أحدا عن شئ من خلقه اراده لا تدرکه الابصار وهو یدرک الابصار وهو اللطیف الخبیر واشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شریک له و اشهد ان محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودین الحق لیظهره على الدین کله ولو کره المشرکون فبلغ الرسالة وانهج الدلالة صلى الله علیه وآله وسلم أیها الأمة التی خدعت فانخدعت وعرفت خدیعة
من خدعها فأ صرت على ما عرفت واتبعت أهوائها وضربت فی غشواء غوایتها وقد استبان لها الحق فصدت عنه والطریق الواضح فتنکبته إما والذی فلق الحبة وبرء النسمة لو اقتبستم العلم من معدنه و شربتم الماء بعذوبته وادخرتم الخیر من موضعه واخذتم من الطریق واضحه وسلکتم من الحق نهجه وتنهجت بکم السبل وبدت لکم الاعلام وأضاء لکم الاسلام فاکلتم رغدا وما عال فیکم عائل وما ظلم منکم مسلم ولا معاهد ولکن سلکتم سبیل الظلام فاظلمت علیکم دنیاکم برحبها وسددت علیکم أبواب العلم فقلتم باهواءکم واختلفتم فی دینکم فأفتیتم فی دین الله بغیر علم واتبعتم الغواة فأغوتکم وترکتم الأئمة فترکوکم فأصبحتم تحکمون باهواءکم إذا ذکر الامر سئلتم أهل الذکر فإذا أفتوکم قلتم هو العلم بعینه فکیف وقد ترکتموه ونبذتموه وخالفتموه رویدا عما قلیل تحصدون جمیع ما زرعتم وتجدون وخیم ما اجترمتم وما اجتنبتم والذی فلق الحبة وبرء النسمة لقد علمتم انى صاحبکم
والذی به امرتم وانى عالمکم والذی بعلمه نجاتکم ووصیی نبیکم وخیرة ربکم ولسان نورکم والعالم بما یصلحکم فعن قلیل رویدا ینزل بکم ما وعدتم وما نزل بالأمم قبلکم وسیسئلکم الله تعالى عن أئمتکم معهم تحشرون والى الله غدا تصیرون إما والله لو کان لی عدة أصحاب طالوت أو عدة أهل بدر وهم اعدادکم لضربتکم بالسیف حتى تولوا إلى الحق وتنیبوا للصدق وکان ارتق للفتق و آخذ بالرفق اللهم فاحکم بیننا بالحق وأنت خیر الحاکمین قال ثم خرج من المسجد فمر بصیرة فیها نحو من ثلاثین شاة فقال والله لو أن لی رجالا ینصحون لله تعالى ولرسوله بعدد هذه الشیاة لا زلت ابن آکلة الذبان (الدبان) عن ملکه قال فلما امسى بایعه ثلاثمأة وستون رجلا على الموت فقال أمیر المؤمنین علیه السلام اغدوا بنا إلى أحجار الزیت محلقین وحلق أمیر المؤمنین علیه السلام فما وافى من القوم محلقا الا أبو ذر والمقداد وحذیفة الیمان وعمار بن یاسر وجاء سلمان فی آخر القوم فرفع یده إلى السماء و فقال اللهم ان القوم استضعفونی کما استضعفت بنو إسرائیل
هارون اللهم فإنک تعلم ما نخفى وما نعلن وما یخفى علیک من شئ فی الأرض ولا فی السماء توفنی مسلما والحقنی بالصالحین إما والبیت والمفضى إلى البیت (وفى نسخة والمزدلفة والخفاف إلى التجمیر لولا عهد عهده إلى النبی الأمی إلا وردت المخالفین خلیج المنیة ولأرسلت علیهم شأبیب صواعق الموت وعن قلیل سیعلمون
اللغات – الذعرة بالضم الخوف وبالفتح التخویف ولا یحیط السمعه أی بما یسمعه والعشا مقصورة سوء البصر والعمى والعشواء الناقة لا تبصر امامها ولسان نورکم أی القرآن اعداد جمع عدید وهو الند والصیرة بالصاد المهملة والیاء ثم الراء خطیرة للغنم والبقر الذبان بکسر الذال وتشدید الباء جمع ذباب وکنى بابن اکلتها عن سلطان الوقت فإنهم کانوا فی الجاهلیة یأکلون من کل خبیث نالوه واحجار الزیت موضع داخل المدینة والمفضى إلى البیت ماسه بیده والخفاف سرعة الحرکة والتجمیر لعله رمى الجمار والخلیج النهر والشوبوب دفعة المطر