کتاب السقیفة لسلیم بن قیس الهلالی العامری الکوفی صاحب أمیر المؤمنین علیه السلام المتوفى حدود سنة التسعین من الهجرة المطبوع المعروف بکتاب سلیم بن قیس ص 96 قال ابان قال سلیم وسمعت علی بن أبی طالب علیه السلام یقول
إن الأمة ستفترق على ثلاث وسبعین فرقة اثنتان وسبعون فرقة فی النار وفرقة فی الجنة وثلاث عشرة فرقة من الثلاث والسبعین تنتحل محبتنا أهل البیت واحدة فی الجنة و اثنتا عشرة فی النار واما الفرقة الناجیة المهدیة المؤمنة المسلمة الموفقة المرشدة فهی المؤتمنة بی المسلمة لأمری المطیعة لی المتبرئة من عدوى المحبة لی المبغضة لعدوى التی قد عرفت حقی وإمامتی وفرض طاعتی من کتاب الله وسنة نبیه فلم ترتد ولم تشک لما قد نور الله فی قلبها من معرفة حقنا وعرفها من فضلها والهمها واخذ بنواصیها فأدخلها فی شیعتنا حتى اطمانت قلوبها واستیقنت یقینا لا یخالطه شک انى انا وأوصیائی بعدی إلى یوم القیمة هداة مهتدون الذین قرنهم الله بنفسه ونبیه فی آی من
کتاب الله کثیرة وطهرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه و حجته فی ارضه وخزانه على علمه ومعادن حکمه وتراجمه وحیه وجعلنا مع القرآن والقرءان معنا لا نفارقه ولا یفارقنا حتى نرد على رسول الله صلى الله علیه وآله على حوضه کما قال صلى الله علیه وآله وتلک الفرقة الواحدة من الثلاث والسبعین فرقة هی الناجیة من النار ومن جمیع الفتن والضلالات والشبهات هم من أهل الجنة حقا وهم سبعون ألفا یدخلون الجنة بغیر حساب وجمیع تلک الفرق الاثنین والسبعین فرقة هم المتدینون بغیر الحق الناصرون دین الشیطان الآخذون عن إبلیس وأولیائه هم أعداء الله ورسوله وأعداء المؤمنین یدخلون النار بغیر حساب براء من الله ومن رسوله وأشرکوا بالله وکفروا به وعبدوا غیر الله من حیث لا یعلمون وهم یحسبون انهم یحسنون صنعا یقولون یوم القیمة والله ربنا ما کنا مشرکین یحلفون لله کما یحلفون لکم
ویحسبون انهم على شئ الا انهم هم الکاذبون
قال قبل یا أمیر المؤمنین أرأیت من قد وقف فلم یأتم بکم ولم یعادکم ولم ینصب لکم ولم یتولکم ولم یتبرء من عدوکم وقال لا أدرى وهو صادق قال علیه السلام
لیس أولئک من الثلاث والسبعین فرقة انما عنى رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم بالثلاث والسبعین فرقة الناصبین الذین شهروا أنفسهم ودعوا إلى دینهم ففرقة واحدة منها تدین بدین الرحمن واثنتان وسبعون تدین بدین الشیطان وتتولى على قبولها وتتبرأ ممن خالقها فاما من وحد الله وآمن برسول الله صلى الله علیه وآله وسلم و لم یعرف ولم یتناول ضلالة عدونا ولم ینصب شیئا ولم یحل و لم یحرم واخد بجمیع ما لیس بین المختلفین من الأمة فیه خلاف فی أن الله عز وجل أمر به وکف عما بین المختلفین من الأمة خلاف فی أن الله أمر به أو نهى عنه فلم ینصب شیئا ولم یحلل ولم یحرم ولا یعلم ورد علم ما أشکل علیه إلى الله فهذا ناج وهذه الطبقة بین المؤمنین وبین المشرکین هم أعظم الناس واجلهم وهم
أصحاب الحساب والموازین والأعراف والجهنمیون الذین یشفع لهم الأنبیاء والملائکة والمؤمنون ویخرجون من النار فیسمون الجهنمیون فاما المؤمنون فینجون ویدخلون الجنة بغیر حساب و انما الحساب على أهل هذه الصفات بین المؤمنین والمشرکین والمؤلفة قلوبهم والمتفرقة والذین خلطوا عملا صالحا وآخر سیئا والمستضعفین الذین لا یستطیعون حیلة ولا یهتدون سبیلا إلى أن یکونوا مؤمنین عارفین فهم أصحاب الأعرف وهؤلاء لله فیهم المشیة ان ادخل أحدا منهم النار فبذنبه وان تجاوز عنه فبرحمته قلت أیدخل النار المؤمن العارف الداعی قال لا قلت أیدخل الجنة کافرا ومشرک قال لا یدخل النار الا کافرا الا ان یشاء الله قلت فمن لقى الله مؤمنا عارفا بامامه مطیعا له من أهل الجنة هو قال نعم إذا لقى الله وهو مؤمن من الذین قال الله عز وجل الذین آمنوا وعملوا الصالحات الذین آمنوا وکانوا یتقون الذین آمنوا ولم یلبسوا ایمانهم بظلم قلت فمن لقى الله منهم على الکبائر قال هو فی
مشیته ان عذبه فبذنبه وان تجاوز عنه فبرحمته قلت فیدخله النار وهو مؤمن قال نعم بذنبه لأنه لیس من المؤمنین الذین عنى الله انه ولى المؤمنین لان الذین عنى الله انه لهم ولى وانه لا خوف علیهم ولاهم یحزنون هم المؤمنون الذین یتقون الله و الذین عملوا الصالحات والذین لم یلبسوا ایمانهم بظلم قلت یا أمیر المؤمنین ما الایمان وما الاسلام قال الایمان فالاقرار بالمعرفة والاسلام فما أقررت به واما التسلیم للأوصیاء والطاعة لهم وفى روایة أخرى والاسلام إذا ما أقررت به قلت الایمان الاقرار بعد المعرفة قال من عرفه الله نفسه ونبیه وامامه ثم أقر بطاعته فهو مؤمن قلت المعرفة من الله والاقرار من العبد قال المعرفة من الله دعاء أو حجة والاقرار من الله (بالله) قبول العبد یمن على من یشاء والمعرفة صنع الله فی القلب والاقرار فعال القلب من الله وعصمته ورحمته فمن لم یجعله الله عارفا فلا حجة علیه وعلیه ان یقف ویکف عما لا یعلم
فلا یعذبه الله على جهله فإنما یحمده على عمله بالطاعة ویعذبه على عمله بالمعصیة ویستطیع ان یطیع ویستطیع ان یعصى ولا یستطیع ان یعرف ویستطیع ان یجهل هذا محال لا یکون شئ من ذلک الا بقضاء من الله وقدره وعلمه وکتابه بغیر جبر (وفى روایة أخرى) (لا یکون شئ من ذلک الا بعون من الله وبعلمه وکتابه بغیر جبر) لانهم لو کانوا مجبورین کانوا معذورین وغیر محمودین ومن جهل وسعه ان یرد إلینا ما أشکل علیه ومن حمد الله واستغفره من المعصیة وأحب المطیعین وحمدهم على الطاعة وابغض العاصین وذمهم فإنه یکتفى بذلک إذا رد علمه إلینا