الوافی المجلد الثانی الجزء الخامس ص 172 باب خطب صلاة الجمعة عن الکافی عن علی عن أبیه عن السراد عن محمد بن النعمان أو غیره عن أبی عبد الله علیه السلام انه ذکر هذه الخطبة لأمیر المؤمنین علیه السلام یوم الجمعة
الحمد لله أهل الحمد وولیه ومنشئ الحمد ومحله البدی البدیع الاجل الأعز الأکرم الأعظم المتوحد بالکبریاء والمتفرد بالألآء القاهر بعزة والمتسلط بقهره الممتنع بقوته المهیمن بقدرته والمتعالى فوق کل شئ بجبروته المحمود بامتنانه وباحسانه المتفضل بعطائه وجزیل فوائده الموسع برزقه المسبغ بنعمته
نحمده على آلائه وتظاهر نعمائه حمدا یزن عظمة جلاله و یملأ قدر آلائه وکبریائه واشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شریک له الذی کان فی أولیته متقادما وفى دیمومیته متسطرا خضع الخلائق بوحدانیته وربوبیته وقدیم أزلیته و دانوا لدوام أبدیته وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وخیرته من خلقه اختاره بعلمه واصطفاه لوحیه وائتمنه على سره و ارتضاه لخلقه وائتد به لعظیم امره ولضیاء معالم دینه و مناهج سبیله ومفتاح وحیه وسببا لباب رحمته ابتعثه على حین فترة من الرسل وهدئة من العلم واختلاف من الملل و ضلال عن الحق وجهالة بالرب وکفر بالبعث والوعد أرسله إلى الناس أجمعین رحمة للعالمین بکتاب کریم قد فضله وفصله وبینه وأوضحه وأعزه وحفظه من أن یأتیه الباطل من بین یدیه ولا من خلفه تنزیل من حکیم حمید ضرب للناس فیه الأمثال
وصرف فیه الآیات لعلهم یعقلون أحل فیه الحلال وحرم فیه الحرام وشرع فیه الدین لعباده عذرا ونذرا لئلا یکون للناس على الله حجة بعد الرسل ویکون بلاغا لقوم عابدین فبلغ رسالته وجاهد فی سبیله وعبده حتى اتاه الیقین صلى الله علیه وآله وسلم تسلیما کثیرا أوصیکم عباد الله واوصى نفسی بتقوى الله الذی ابتدء الأمور بعلمه والیه یصیر غدا معادها وبیده فناءها وفناءکم وتصرم أیامکم وفناء آجالکم وانقطاع مدتکم فکان قد زالت عن قلیل عنا وعنکم کما زالت عمن کان قبلکم فاجعلوا عباد الله اجتهادکم فی هذه الدنیا التزود من یومها القصیر لیوم الآخرة الطویل فإنها دار عمل والآخرة دار القرار و الجزاء فتجافوا عنها فان المغتر من اغتربها لن تعدوا لدنیا إذا إلیها أمنیة أهل الرغبة فیها المحبین لها المطمئنین إلیها المفتونین بها أن تکون کما قال الله کماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات
الأرض مما یأکل الناس والانعام الآیة مع أن لم یصب امرء منکم فی هذه الدنیا خیرة الا أورثته عبرة ولا یصبح فیها فی جناح امرء الا وهو یخاف فیها نزول جائحة أو تغیر نعمة أو زوال عافیة مع أن الموت من وراء ذلک وهول المطلع والوقوف بین یدی الحکم العدل یجزى کل نفس بما عملت لیجزى الذین أسائوا بما عملوا ویجزى الذین أحسنوا بالحسنى واتقوا لله وسارعوا إلى رضوان الله والعمل بطاعته والتقرب إلیه بکل ما فیه الرضا فإنه قریب مجیب جعلنا الله وإیاکم ممن یعمل بطاعته ویجتنب سخطه ثم إن أحسن القصص و أبلغ الموعظة وانفع التذکر کتاب الله قال الله تعالى وإذا قرء القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلکم ترحمون أستعیذ بالله من الشیطان الرجیم بسم الله الرحمن الرحیم والعصر ان الانسان لفى خسر الا الذین آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ان الله وملائکته یصلون على النبی یا أیها الذین آمنوا صلوا علیه وسلموا تسلیما اللهم
صل على محمد وآل محمد وبارک على محمد وآل محمد وتحنن على محمد وآل محمد وسلم على محمد وآل محمد کأفضل ما صلیت و بارکت وترحمت وتحننت وسلمت على إبراهیم وآل إبراهیم انک حمید مجید اللهم اعط محمدا ن الوسیلة والشرف والفضیلة والمنزلة الکریمة اللهم اجعل محمدا وآل محمد أعظم الخلائق کلهم شرفا یوم القیمة وأقربهم منک مقعدا وأوجههم عندک یوم القیمة جاها وأفضلهم عندک منزلة ونصیبا اللهم اعط محمدا أشرف المقام وحباء السلام وشفاعة الاسلام اللهم والحقنا غیر خزایا ولا ناکبین ولا نادمین ولا مبدلین اله الحق آمین ثم جلس قلیلا ثم قام وقال الحمد لله أحق من خشى وحمد وأفضل من اتقى وعبد واولى من عظم ومجد نحمده لعظیم غنائه وجزیل عطائه وتظاهر نعمائه وحسن بلائه ونؤمن بهداه الذی لا یخبو ضیائه ولا یهمد ثنائه ولا یوهن عراه ونعوذ بالله من سوء کل الریب وظلم
الفتن ونستغفره من مکائب الذنوب ونستعصمه من مساوى الأعمال ومکاره الآمال والهجوم فی الأهوال ومشارکة أهل الریب والرضا بما یعمل الفجار فی الأرض بغیر الحق اللهم اغفر لنا وللمؤمنین والمؤمنات الاحیاء منهم والأموات الذین توفیتهم على دینک وملة نبیک صلى الله علیه وآله اللهم تقبل حسناتهم وتجاوز عن سیئاتهم وادخل علیهم الرحمة والمغفرة والرضوان واغفر للاحیاء من المؤمنین والمؤمنات الذین وحدوک وصدقوا رسولک وتمسکوا بدینک وعملوا بفرائضک واقتدوا بنبیک وسنوا سنتک وأحلوا حلالک وحرموا حرامک وخافوا عقابک ورجوا ثوابک ووالوا أولیاءک وعادوا أعداءک اللهم اقبل حسناتهم وتجاوز عن سیئاتهم وادخلهم برحمتک فی عبادک الصالحین
أقول المهیمن الرقیب الحافظ متسطرا متسلطا دانوا نقادوا وائتدیه أی اجابه الهدئة السکون عذرا أو نذرا أی محوا لإسائة المحقین وتخویفا للمبطلین لن تعدوا أی لن تتجاوزوا الخیرة بالفتح النعمة وسعة العیش و الجائحة بالجیم أولا وبالحاء المهملة ثانیا الآفة کل مصیبة عظیمة وفتنة مبیرة والمطلع بتشدید الطاء وفتح اللام ما أشرف علیه من أمر الآخرة والحباء بالحاء المهملة والباء الموحدة العطیة ویهمد ثنائه من الهمود أی الانطفاء وفى بعض النسح شواکل الریب بدل سوء کل الریب ولعل المراد بشواکله متشابهاته المکائب الغموم وسوء الحال