جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

111- ومن خطبه علیه السلام

زمان مطالعه: 4 دقیقه

الجزء الثامن عشر من البحار ص 736 عن مصباح المتهجد للشیخ الطوسی رضوان الله علیه روى عن زید بن وهب قال خطب أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام وصلوات الله علیه یوم الجمعة فقال

الحمد لله الولی الحمید الحکیم المجید الفعال لما یرید علام الغیوب وستار العیوب وخالق الخلق ومنزل القطر ومدبر الامر ورب السماوات والأرض والدنیا والآخرة وارث العالمین وخیر الفاتحین الذی من عظم شانه انه لا شئ مثله تواضع کل شئ لعظمته وذل کل شئ لعزته واستسلم کل شئ لقدرته وقر کل شئ قراره لهیبته وخضع کل شئ من خلقه لملکه وربوبیته الذی یمسک السماء ان تقع على الأرض الا باذنه ولن تقوم الساعة ویحدث شئ الا بعلمه و نحمده على ما کان ونستعینه من امرنا على ما یکون ونستغفره ونستهدیه واشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شریک له ملک الملوک وسید السادات وجبار السماوات والأرض الواحد القهار الکبیر المتعال ذو الجلال و الاکرام دیان الدین وربنا ورب آبائنا الأولین وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله داعیا إلى الحق وشاهدا على الخلق فبلغ رسالات ربه کما امره لا متعدیا ولا مقصرا وجاهد فی الله أعداءه لا وانیا ولا

ناکلا ونصح له فی عباده صابرا محتسبا وقبض الله إلیه وقد رضی عمله وتقبل سعیه وغفر ذنبه صلى الله علیه وآله أوصیکم عباد الله بتقوى الله واغتنام طاعته ما استطعتم فی هذه الأیام الخالیة الفانیة واعداد العمل الصالح الجلیل ما یشفى به علیکم الموت وآمرکم بالرفض لهذه الدنیا التارکة لکم الزائلة عنکم وان لم تکونوا تحبون ترکها والمبلیة لأجسادکم وان أجبتم تجدیدها فإنما مثلکم ومثلها کرکب سلکوا سبیلا فکانهم قد قطعوه وافضوا إلى علم فکانهم قد بلغوه وکم عسى المجرى إلى الغایة ان یجرى إلیها حتى یبلغها وکم عسى ان یکون بقاء من له یوم لا یعدوه وطالب حثیث من الموت یجدوه فلا تنافسوا فی عز الدنیا وفخرها ولا تعجبوا بزینتها ونعیمها إلى ارتجاع و ان ضراءها وبؤسها إلى نفاد وکل مدة منها إلى منتهى وکل حی فیها إلى بلى أولیس لکم فی آثار الأولین وفى آبائکم الماضین معتبر وبصیرة ان کنتم تعقلون أولم تروا إلى الأموات لا یرجعون والى الاخلاف منکم

لا یخلدون قال الله والصدق قوله وحرام على قریة اهلکنا ها انهم لا یرجعون وقال کل نفس ذائقة الموت وانما توفون أجورکم یوم القیمة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحیاة الدنیا الا متاع الغرور اولستم ترون إلى أهل الدنیا وهم یصحبون على أحوال شتى فمن میت یبکى ومفجوع یعزى وصریع یتلوى وآخر یبشر ویهناء ومن عائد وآخر بنفسه یجود وطالب للدنیا والموت یطلبه وغافل ولیس بمغفول عنه وعلى اثر الماضی من ما یمضى الباقی والحمد لله رب العالمین ورب السماوات ورب الأرضین السبع ورب العرش العظیم الذی یبقى ویفنى ما سواه والیه موئل الخلق ومرجع الأمور وهو ارحم الراحمین ان هذا یوم جعله الله لکم عیدا وهو سید أیامکم وأفضل أعیادکم وقد امرکم الله فی کتابه بالسعی فیه إلى ذکره فلتعظم فیه رغبتکم ولتخلص نیتکم وأکثروا فیه من التضرع إلى الله والدعاء ومسألة الرحمة والغفران فان الله یستجیب لکل مؤمن دعاءه ویورد

النار کل مستکبر عن عبادته وقال الله تعالى ادعونی استجب لکم ان الذین یستکبرون عن عبادتی سیدخلون جهنم داخرین و اعلموا ان فیه ساعة مبارکة لا یسئل الله فیها عبد مؤمن خیرا الا أعطاه الله والجمعة واجبة على کل مؤمن الا الصبى والمرأة أو العبد والمریض غفر الله لنا ولکم سالف ذنوبنا وعصمنا وإیاکم من اقتراف الذنوب بقیة اعمارنا ان أحسن الحدیث وأبلغ الموعظة کتاب الله الکریم أعوذ بالله السمیع العلیم وکان یقرء قل هو الله أحدا وقل یا أیها الکافرون أو إلهکم التکاثر والعصر وکان مما یدوم علیه قل هو الله أحد ثم یجلس جلسة کلا ولا ثم یقوم فیقول الحمد لله ونحمده ونستعینه ونؤمن به ونتوکل علیه ونشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شریک له وأن محمدا عبده ورسوله صلوات الله علیه وآله وسلامه ومغفرته ورضوانه اللهم صل على محمد عبدک ورسولک ونبیک وصفیک صلاة تامة نامیة زاکیة ترفع بها درجته وتبین بها فضیلته وصل على محمد وآل محمد

کما صلیت وبارکت على إبراهیم وآل إبراهیم انک حمید مجید اللهم عذب کفرة أهل الکتاب والمشرکین الذین یصدون عن سبیلک و یجحدون آیاتک ویکذبون رسلک اللهم خالف بین کلمتهم و الق الرغب فی قلوبهم وانزل علیهم رجزک ونقمتک وبأسک الذی لا ترده عن القوم المجرمین اللهم انصر جیوش المسلمین وسرایاهم ومرابطیهم حیث کانوا فی مشارق الأرض ومغاربها انک على کل شئ قدیر اللهم اغفر للمؤمنین والمؤمنات والمسلمین والمسلمات ولمن هو لاحق بهم واجعل التقوى زادهم والجنة مأبهم والایمان والحکمة فی قلوبهم واوزعهم ان یشکروا نعمتک التی أنعمت علیهم وان یوفوا بعهدک الذی عاهدتهم علیه اله الحق وخالق الخلق آمین ان الله یأمر بالعدل والاحسان وایتاء ذی القربى وینهى عن الفحشاء والمنکر والبغی یعطکم لعلکم تذکرون اذکروا الله فإنه ذاکر لمن ذکره وسلوه رحمته وفضله فإنه لا یخیب علیه داع من

المؤمنین دعاه ربنا آتنا فی الدنیا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

أقول قد نقل الرضی رضی الله بعض فصول هذه الخطبة فی النهج رأیت أن انقلها بتمامها هنا مزیدا للفائدة وتتمیما للعائدة الولی المتولى الأمور العالم والخلائق الحمید أی المحمود على کل فعال المجد الشرف الواسع والمجید فعیل للمبالغة القطر جمع قطرة وهی المطر والعزة الغلبة والشدة والقوة والاستیلاء على الأشیاء الاذن المشیة قوله لا وانیا من الونى أی الضعف والفتور ولا ناکلا نکل عن الامر أی امتنع فالناکل الممتنع والرکب جمع راکب والحثیث المسرع الحریص وحدوته أی حثثة ومنه الحداء للغناء المعروف للإبل والجزع نقیض الصبر والضراء الحالة التی تضر والبؤس شدة الحاجة النفاد الفناء و الذهاب والبلى بالکسر والقصر الخلق والاندراس والاعتبار الاتعاظ والدخور الصغار و الذل والزجر العذاب والسرایا جمع السریة وهی قطعة من الجیش وقد نقل الصدوق هذه فی الفقیه