الجزء الثامن عشر من البحار ص 736 عن المتهجد روى جابر عن أبی جعفر علیه السلام قال خطب أمیر المؤمنین علیه السلام فقال الحمد لله ذی القدرة والسلطان والرأفة والامتنان احمده على تتابع النعم وأعوذ به من العذاب والنقم واشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شریک له مخالفة للجاحدین و معاندة للمبطلین واقرارا بأنه رب العالمین وأشهد أن محمدا عبده ورسوله قفى به المرسلین وختم به النبیین وبعثه رحمة للعالمین صلى الله علیه وآله أجمعین وقد أوجب الصلاة علیه و أکرم مثواه لدیه وأجمل احسانه إلیه أوصیکم عباد الله بتقوى الله الذی هو ولى ثوابکم والیه مردکم ومأبکم فبادروا فی العمل الصالح قبل ان یهجم علیکم الموت الذی لا ینجیکم منه حصن منیع ولا هرب سریع فإنه وارد نازل وواقع عاجل فان تطاول الاجل وامتد المهل فکل ما هو آت قریب ومن مهد لنفسه فهو المصیب فتزودوا رحمکم الله لیوم الممات واحذروا الیم هول البیات فان عقاب الله
عظیم وعذابه الیم نار تلهب ونفس تعذب وشراب من صدید ومقامع من حدید أعاذنا الله وإیاکم من النار ورزقنا وإیاکم مرافقة الأبرار وغفر لنا ولکم جمیعا انه هو الغفور الرحیم ان أحسن الحدیث وأبلغ الموعظة کتاب الله ثم نعوذ بالله وقرء سورة العصر ثم قال جعلنا الله وإیاکم ممن تسعهم رحمته ویشملهم عفوه و رأفته واستغفر الله لی ولکم ثم جلس یسیرا ثم قال الحمد لله الذی دنا فی علوه وعلا فی دنوه وتواضع کل شئ لجلاله واستسلم کل شئ لعظمة وخشع کل شئ لقدرته مقصرا عن کنه شکره و أو من به اذعانا لربوبیته وأستعینه طالبا لعصمته وأتوکل علیه مفوضا إلیه واشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شریک له الها واحدا أحدا فردا صمدا وترا لم یتخذ صاحبة ولا ولدا وأشهد أن محمدا عبده المصطفى ورسوله المجتبى وأمینه المرتضى أرسله بالحق بشیرا ونذیرا وداعیا إلیه باذنه وسراجا منیرا فبلغ الرسالة و
أدی الأمانة ونصح الأمة وعبد الله حتى اتاه الیقین فصلى الله علیه وآله فی الأولین وصلى الله علیه وآله فی الآخرین وصلى الله علیه وآله یوم الدین أوصیکم عباد الله بتقوى الله والعمل بطاعته واجتناب معصیته فإنه من یطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظیما ومن یعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا بعیدا وخسر خسرانا مبینا ان الله وملائکته یصلون على النبی یا أیها الذین آمنوا صلوا علیه وسلموا تسلیما اللهم صلى على محمد عبدک ورسولک أفضل صلواتک على أنبیاءک وأولیاءک
أقول السلطان الحجة والبرهان وقدره الملک والامتنان الانعام وقفیته زیدا أی اتبعته والمثوى المنزل والمرد والمآب المرجع فبادروا بذلک أی سارعوا بالتقوى والمهل بالتحریک المهلة وبالسکون أیضا المهلة والرفق وتلهب أی تتلهب بحذف إحدى التائین وتلهب النار اشتعالها والصدید ماء الجرح الرقیق والمقامع جمع المقمعة کمکنسة العمود من حدید أو کالمحجن یضرب به رأس الفیل وخشبة یضربه بها الانسان رأسه دنى فی علوه أی دنوه دنو العلیة والإحاطة العلمیة والرأفة والرحمة وکذا العکس صمدا أی مقصود إلیه فی جمیع الأمور والیقین هو الموت