وهی التی اوردها الرضی رضی الله عنه وارضاه فی نهج البلاغة باختلاف کثیرة فی ألفاظها وعباراتها وبین ما اوردها هناک وما رواه فی الکافی وهی التی انا ناقلها الان اختلاف بین فلذا نقلتها عن الوافی ج 3 ص 34 للانتفاع بعباراتها المتغایرة مع ما فی النهج تذکرة لمن أراد الانتفاع بها وهی هذه الوافی عن الکافی فی باب صفات المؤمن وعلاماته عن محمد عن محمد بن إسماعیل عن عبد الله بن داهر عن الحسن بن یحیى عن قثم أبى قتادة الحرانی عن عبد الله بن یونس عن أبی عبد الله علیه السلام قال قام رجل یقال له همام وکان عابدا ناسکا مجتهدا إلى أمیر المؤمنین علیه السلام وهو یخطب فقال یا أمیر المؤمنین صف لنا صفة المؤمن کأننا ننظر إلیه فقال علیه السلام
یا همام المؤمن هو الکیس الفطن بشره فی وجهه وحزنه فی قلبه أوسع شئ صدرا وأذل شئ نفسا زاجر عن کل فان حاض على کل حسن لا حقود ولا حسود ولا وثاب ولا سباب ولا عیاب ولا مغتاب یکره الرفعة ویشنأ السمعة طویل الغم بعید الهم کثیر الصمت وقور ذکور صبور
شکور مغموم بفکره مسرور بفقره سهل الخلیفة لین العریکة رصین الوفاء قلیل الأذى لا متأفک ولا متهتک ان ضحک لم یخرق وان غضب لم یترق ضحکه تبسم واستفهامه تعلم ومراجعته تفهم کثیر علمه عظیم حلمه کثیر الرحمة لا یبخل ولا یعجل ولا یضجر ولا یبطر ولا یحیف فی حکمه ولا یجوز فی علمه نفسه أصلب من الصلد ومکادحته أحلى من الشهد لا جشع ولا هلع ولا عنف ولا صلف ولا متعمق ولا متکلف جمیل المنازعة کریم المراجعة عدل ان غضب رفیق ان طلب لا یتهور ولا یتهتک ولا یتجبر خالص الود وثیق العهد وفى العقد شفیق وصول حلیم حمول قلیل الفضول راض عن الله تعالى مخالف لهواه لا یغلظ على من یؤذیه ولا یخوض فیما لا یعنیه ناصر للدین محامى عن المؤمنین کهف المسلمین لا یخرق الثناء سمعه ولا ینکى الطمع قلبه ولا یصرف اللعب حکمه ولا یطلع
الجاهل علمه قوال عمال عالم حازم لا بفحاش ولا بطیاش وصول فی غیر عنف بذول فی غیر سرف ولا بختار ولا بغدار ولا یقتفى اثرا ولا یحیف بشرا رفیق بالخلق ساع فی الأرض عون للضعیف غوث للملهوف لا یهتک سترا ولا یکشف سرا کثیر البلوى قلیل الشکوى ان رأى خیرا ذکره وان عاین شرا ستره یستر العیب ویحفظ الغیب ویقیل العثرة ویغفر الزلة لا یطلع على نصح فیذره ولا یدع جنح حیف فیصلحه امین رصین تقى نقى زکى رضی یقبل العذر ویجمل الذکر ویحسن بالناس الظن ویتهم على الغیب نفسه یحب فی الله یفقه وعلم ویقطع فی الله بحزم وعزم لا یخرق به فرح ولا یطیش به مرح مذکر للعالم معلم للجاهل ولا یتوقع به (له) بائقة ولا یخاف له غائلة کل سعى أخلص عنده من سعیه وکل نفس أصلح عنده من نفسه عالم بعیبه شاغل بغمه لا یثق
بغیر ربه قریب وحید حزین یحب فی الله ویجاهد فی الله لیتبع رضاه ولا ینتقم لنفسه بنفسه ولا یوالی فی سخط ربه مجالس لأهل الفقر مصادق لأهل الصدق موازر لأهل الحق عون للغریب أب للیتیم بعل للأرملة حفى باهل المسکنة مرجو لکل کریهة مأمول لکل شدة هشاش بشاش لا بعباس ولا بجساس صلیب کظام بسام دقیق النظر عظیم الحذر لا یبخل وان بخل علیه صبر عقل فاستحیى وقنع فاستغنى حیاءه یعلو شهوته وود یعلو حسده وعفوه یعلو حقده لا ینطق بغیر صواب ولا یلبس الا الاقتصاد مشیه التواضع خاضع لربه بطاعته راض عنه فی کل حالاته نیته خالصة أعماله لیس فیها غش ولا خدیعة نظره عبرة وسکوته فکرة وکلامه حکمة مناصحا متباذلا متواخیا ناصح فی السر والعلانیة لا یهجر أخاه ولا یغتابه ولا یمکر به ولا یأسف على ما فاته ولا یحزن على ما اصابه ولا یرجو مالا
یجوز له الرجاء ولا یفشل فی الشدة ولا یبطر فی الرخاء یمزج العلم بالحلم والعقل بالصبر تراه بعیدا کسله دائما نشاطه قریبا امله قلیلا زلله متوقعا لأجله خاشعا قلبه ذکرا ربه قانعة نفسه منفیا جهله سهلا امره حزینا لذنبه میتة شهوته کظوما غیظه صافیا خلقه آمنا منه جاره ضعیفا کبره قانعا بالذی قدر له متینا صبره محکما امره کثیرا ذکره یخالط الناس لیعلم ویصمت لیسلم ویسئل لیفهم ویتجز لیغنم لا ینصت للخیر لیفخر به ولا یتکلم لیتجبر به على من سواه نفسه منه فی غناء و الناس منه فی راحة أتعب نفسه لاخرته فأراح الناس من نفسه ان بغى علیه صبر حتى یکون الله الذی ینتصر له بعده ممن تباعد منه بغض ونزاهة ودنوه ممن دنا منه لین ورحمة لیس تباعده تکبرا ولا عظمة ولا دنوه خدیعة ولا خلابة بل یقتدى بمن کان قبله من أهل الخیر فهو امام لمن بعده من أهل البر
قال فصاح همام صیحة ثم وقع مغشیا علیه فقال أمیر المؤمنین علیه السلام إما والله لقد کنت أخافها علیه وقال هکذا تصنع الموعظة البالغة بأهلها فقال له قائل یا أمیر المؤمنین فما بالک فقال إن لکل اجلا لن یعدوه وسببا لا یجاوزه فمهلا لا تعد فإنما نفث على لسانک شیطان
أقول همام هذا هو همام بن شریح بن یزید بن مرة وکان من شیعة علی علیه السلام وأولیائه البشر بالکسر الطلاقة والحصن الحث والترغیب والوثبة الطیش والشنائة البغض والسمعة الصیت والعریکة الطبیعة لانت عریکة إذا انکسرت نخوته الرصین کامین بالمهملتین المحکم الثابت الإفک الکذب الخرق الحمق الترق الطیش الضجر الملال البطر افراط الفرح الحیف الظلم الصلد الصلب الأملص الکدح الکد والسعی وحلاوة مکادحته لحلاوة ثمرتها ویقینه فی نیلها فان التعب فی سبیل المحبوب راحة الجشع محرکة أشد الحرص وأسوءه وان تأخذ نصیبک وتطمع فی نصیب غیرک الهلع الجزع الصلف ان تدعى ما لیس فیک من الکمال الرفق المداراة التهور ایقاع النفس فیما لا تطیق ونفى الخرق والنکایة کنایة عن عدم التأثر بهما والنکایة الجرح والحکم الحکمة والختر الغدر والخدیعة أو أقبح الغدر ونفى اقتفاء الأثر کنایة عن عدم التجسس لعیوب الناس الجنح الجانب الحزم التیقظ المرح شدة الفرح یعنى لا یحمله الفرح على الحماقة ولا شدته على العدول عن الحق والمیل إلى الباطل یقال للش السهم عن الهدف أی عدل البایقة الشر الغائلة الشدة الموازرة المعاونة مرجو لکل کریمة أی خصلة کریمة وفى بعض النسخ کریهة بالهاء وهو أوفق لقوله مأمول لکل شدة والمراد رفعهما والهشاشة الارتیاح والخفة والبشاشة طلاقة الوجه ورجل هشاش بشاش أو هش بش أی طلق الوجه طیبة الاقتصاد فی الملبس ان لا تلبس ما یلحقک بدرجة المترفین ولا ما یلحقک باهل الخسة والدنائة ویحتمل ان یکون المراد جعله الاقتصاد لباسا لنفسه أی یقتصد فی کل أموره والتواضع فی المشی العدل بین رزیلتی المهانة والکبر بغض ونزاهة أی بغض له فی الله أو بغض لما فی أیدی الناس من متاع الدنیا ونزاهة عنه والخلابة الخدیعة باللسان وهذه الخطبة من جلیل خطبه وبلیغ وصفه فعلت بهمام ما فعلت