الوافی ج 2 ص 151 فی باب سیرتهم فی أنفسهم إذا ظهر امرهم عن الکافی عن علی بن صالح بن أبی حماد والعدة عن أحمد وغیرهما بأسانید مختلفه فی احتجاج أمیر المؤمنین علیه السلام على عاصم بن زیاد حین لبس العباء وترک الملأ وشکاه اخوه الربیع بن زیاد إلى أمیر المؤمنین علیه السلام انه قد غم أهله واحزن ولده بذلک فقال أمیر المؤمنین علیه السلام على بعاصم بن زیاد فجیئ به فلما رآه عبس فی وجهه
فقال له إما استحییت من أهلک إما رحمة ولدک أترى الله لک أحل الطیبات وهو یکره اخذک منها أنت أهون على الله من ذلک أولیس الله یقول والأرض وضعها للأنام فیها فاکهة والنخل فات الأکمام أولیس الله یقول مرج البحرین یلتقیان بینهما برزخ لا یبغیان إلى قوله
یخرج منهما اللؤلؤ والمرجان فبالله لابتذال نعم الله بالفعال أحب إلیه من ابتذاله لها بالمقال وقد قال الله عز وجل واما بنعمة ربک فحدث فقال عاصم یا أمیر المؤمنین فعلى ما اقتصرت فی مطعمک على الجشوبة وفى ملبسک على الخشونة فقال ویحک ان الله عز وجل فرض على أئمة العدل ان یقدروا أنفسهم بضعفة الناس کیلا یتبیغ بالفقیر فقره
فالقى عاصم بن زیاد العباء ولبس الملاء قوله الملاء ثوب لین رقیق والاکمام جمع الکم بکسر الکاف وهو وعاء الطلع مرج البحرین أی خلاهما لا یلتبس أحدهما بالآخر والبرزخ الحاجز بین الشیئین ابتذال النعمة بالفعال أی یصرفها فیما ینبغی متوسعا من غیر ضیق وبالمقال ان یدعى الغناء ویظهر بلسانه الاستغناء بها والتحدیث بها یتعلق بکلا الامرین ان یقدروا أنفسهم یقیسوها والتبیغ الهیجان والغلبة