جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

خزی من قال سلونی غیر النبی والإمام‏

زمان مطالعه: 3 دقیقه

5691- العلّامة الأمینی ‏قدس سره فی الغدیر: لم أرَ فی التاریخ قبل مولانا أمیرالمؤمنین مَن عرض نفسه لمعضلات المسائل وکرادیس الأسئلة، ورفع عَقِیرته(1) بجأش رابط بین الملأ العلمی بقوله: سلونی، إلّا صنوه النبیّ الأعظم؛ فإنّه صلی الله علیه و آله کان یکثر من قوله: «سلونی عمّا شئتم»، وقوله: «سلونی، سلونی»، وقوله: «سلونی، ولا تسألونی عن شی‏ء إلّا أنبأتکم به». فکما ورث أمیرالمؤمنین علمه صلی الله علیه و آله ورث مکرمته هذه وغیرها، وهما صنوان فی المکارم کلّها.

وما تفوّه بهذا المقال أحد بعد أمیرالمؤمنین علیه‏السلام إلّا وقد فُضح ووقع فی رَبِیکة(2) ، وأماط بیده الستر عن جهله المطبق، نظراء:

1- إبراهیم بن هشام بن إسماعیل بن هشام بن الولید بن المغیرة المخزومی‏

القرشی والی مکّة والمدینة والموسم لهشام بن عبدالملک، حجّ بالناس سنة (107)، وخطب بمنی، ثمّ قال: سلونی؛ فأنا ابن‏الوحید، لا تسألوا أحداً أعلم منّی!

فقام إلیه رجل من أهل العراق، فسأله عن الاُضحیّة أ واجبة هی؟ فما دری أیّ شی‏ء یقول له، فنزل عن المنبر(3)

2- مقاتل بن سلیمان: قال إبراهیم الحربی: قعد مقاتل بن سلیمان فقال: سلونی عمّا دون العرش إلی لویانا(4)!

فقال له رجل: آدم حین حجَّ مَن حلَق رأسه؟

قال: فقال له: لیس هذا من عملکم، ولکنّ اللَّه أراد أن یبتلینی بما أعجبتنی نفسی!(5)

3- قال سفیان بن عیینة: قال مقاتل بن سلیمان یوماً: سلونی عمّا دون العرش!

فقال له إنسان: یا أباالحسن، أرأیت الذرّة أو النملة أمعاؤها فی مقدّمها أو مؤخّرها؟

قال: فبقی الشیخ لا یدری ما یقول له. قال سفیان: فظننت أنّها عقوبة عوقب بها(6)

4- قال موسی بن هارون الحمّال: بلغنی أنّ قتادة قدم الکوفة، فجلس فی مجلس له وقال: سلونی عن سنن رسول‏اللَّه صلی الله علیه و آله حتی اُجیبکم.

فقال جماعة لأبی حنیفة: قم إلیه فسلْه. فقام إلیه فقال: ما تقول یا أباالخطّاب فی رجل غاب عن أهله فتزوّجت امرأته، ثمّ قدم زوجها الأوّل فدخل علیها وقال: یا زانیة، تزوّجت وأنا حیّ؟! ثمّ دخل زوجها الثانی فقال لها: تزوّجت یا زانیة ولک زوج؟! کیف اللعان؟

فقال قتادة: قد وقع هذا؟

فقال له أبوحنیفة: وإن لم یقع نستعدّ له!

فقال له قتادة: لا اُجیبکم فی شی‏ء من هذا؛ سلونی عن القرآن.

فقال له أبوحنیفة: ما تقول فی قوله عزّ وجلّ: «قَالَ الَّذِی عِندَهُ‏ عِلْمٌ مِّنَ الْکِتَابِ أَنَا ءَاتِیکَ بِهِ‏»(7)؛ من هو؟

قال قتادة: هذا رجل من ولد عمّ سلیمان بن داود؛ کان یعرف اسم اللَّه الأعظم.

فقال أبوحنیفة: أکان سلیمان یعلم ذلک الاسم؟

قال: لا.

قال: سبحان اللَّه! ویکون بحضرة نبیّ من الأنبیاء من هو أعلم منه؟!

قال قتادة: لا اُجیبکم فی شی‏ء من التفسیر؛ سلونی عمّا اختلف الناس فیه.

فقال له أبوحنیفة: أمؤمن أنت؟

قال: أرجو.

قال له أبوحنیفة: فهلّا قلت کما قال إبراهیم فیما حکی اللَّه عنه حین قال له: «أَوَ لَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَی»(8)

قال قتادة: خذوا بیدی؛ واللَّه لا دخلت هذا البلد أبداً!(9)

5- وحکی عن قتادة أ نّه دخل الکوفة فاجتمع علیه الناس ، فقال: سلوا عمّا شئتم، وکان أبوحنیفة حاضراً وهو یومئذٍ غلام حدث، فقال: سلوه عن نملة سلیمان أکانت ذکراً أم اُنثی؟ فسألوه فاُفحم.

فقال أبوحنیفة: کانت اُنثی. فقیل له: کیف عرفت ذلک؟ فقال: من قوله تعالی: «قَالَتْ»(10) ، ولو کانت ذکراً لقال: قال نملة؛ مثل الحمامة والشاة فی وقوعها علی الذکر والاُنثی(11)

6- قال عبیداللَّه بن محمّد بن هارون: سمعت الشافعی بمکّة یقول: سلونی عمّا شئتم اُحدّثکم من کتاب اللَّه وسنّة نبیّه.

فقیل: یا أباعبداللَّه، ما تقول فی محرم قتل زنبوراً؟

قال: «وَ مَآ ءَاتَاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ»(12)(13)(14)

5692- قال زین الدین العاملی فی الصراط المستقیم: ممّا سمعناه مذاکرةً أنّ ابن‏الجوزی قال علی المنبر: سلونی قبل أن تفقدونی. فسألته امرأة عمّا روی أنّ علیّاً سار فی لیلة إلی سلمان فجهّزه ورجع.

فقال: روی ذلک.

قالت: وعثمان تمّ ثلاثة أیّام منبوذاً فی مزابل البقیع، وعلیّ حاضر؟

قال: نعم.

قالت: فقد لزم الخطأ لأحدهما!

فقال: إن کنت خرجت من بیتک بغیر إذن بعلک فعلیک لعنة اللَّه وإلّا فعلیه!

فقالت: خرجت عائشة إلی حرب علیّ بإذن النبیّ أو لا؟! فانقطع(15)

راجع: القسم الثالث عشر / إخباره بالأمور الغیبیّة.


1) العَقِیْرة: الصَّوْت (النهایة: 3 / 275).

2) یقال: إرْتَبَک الرجُلُ فی الأمر: أی نَشِب فیه ولم یَکَدْ یتخلّص منه. وارْتَبَک فی کلامه: تَتَعْتَعَ (انظر لسان العرب: 10 / 431).

3) راجع: تاریخ دمشق: 7 / 261 / 535 وتاریخ الطبری: 7 / 53.

4) کذا فی المصدر.

5) راجع: تاریخ بغداد: 13 / 163 / 7143 وتهذیب الکمال: 28 / 447 / 6161.

6) راجع: تاریخ بغداد: 13 / 166 / 7143 وتهذیب الکمال: 28 / 447 / 6161.

7) النمل: 40.

8) البقرة: 260.

9) راجع: الانتقاء لإبن عبدالبرّ: 156.

10) النمل: 18.

11) راجع: حیاة الحیوان الکبری: 2 / 368 والکشّاف: 3 / 137 وفیض القدیر: 4 / 673 وبحارالأنوار: 14 / 95.

12) الحشر: 7.

13) راجع: تذکرة الحفّاظ: 2 / 755 / 756 والسنن الکبری: 5 / 347 / 10055.

14) الغدیر: 6 / 195.

15) الصراط المستقیم: 1 / 218.